هل يحظر على الصحافي/ة الأردني/ة الاستفسار عن اي شأن؟
سلّطت الصحافية المخضرمة، رنا الصباغ، الضوء على بعض الصعوبات التي يواجهها الصحفيون الأردنيون، وعلى رأسها ما وصفته بـ "حائط الصدّ والتقريع المبطّن بعتاب كلّما حاول الحصول على معلومات ذات صلة بشؤون الساعة الحساسة".
وقالت إن من أسوأ ما يمكن أن يواجهه الصحفي هو أن يذكّرك المسؤول بأنك أردني: "يعني عليك أن تثبت إخلاصك ووطنيتك من خلال السكوت عن الحق وعدم البحث عن إجابات عن أي قضية تهم الرأي العام أو دافعي الضرائب"، متمنّية أن يُذكّر المسؤول نفسه بأردنيته قبل أن يفعل ذلك مع الصحفيين.
وتاليا ما كتبته الصباغ:
أسوأ ما ي/تواجهه الصحافي/ة - بخاصة العاملون في مؤسسات إعلام اجنبية - هو حائط الصد والتقريع المبطن بعتاب كلما حاول/ت الحصول على معلومات ذات صلة بشؤون الساعة الحساسة. سرعان ما يذكرك المسؤول – حارس بوابة الأسرار- بحدود المسموح به. ويذكّرك أيضا بأنك أردني: يعني عليك أن تثبت إخلاصك ووطنيتك من خلال السكوت عن الحق وعدم البحث عن إجابات عن أي قضية تهم الرأي العام أو دافعي الضرائب.
قبل أن يذّكر الصحافي/ة بأردنيته ينسى هذا المسؤول بأنه هو من يخرق قدسية الانتماء لأردنيته وهو الذي "يبوق" بحق بلده لأنه لم يخدمه بإخلاص وفشل في تقديم نموذج للنزاهة والاستقامة والمصداقية أمام من يدفع راتبه.
أتمنى ان يذكّر المسؤول نفسه بأنه أردني قبل أن يذكّرنا بوطنيتنا التي نعتز بها أو يشكّك في نيّاتنا. ذلك أن حب الوطن والغيرة عليه عبر محاولة تسليط الضوء على قضية تهم الرأي العام دون أي أجندة ليس عيبا أو خيانة.
لنا الله على هذا الزمن الرديء، المطلوب فيه صمت معشر الإعلاميين؛ زمن يسعى فيه مسؤولون للمضاهاة بين البحث عن الحقيقة والتخوين؛ مسؤولون ينافقون لرؤسائهم من خلال التشكيك في وطنية من يسعون إلى نبش الحقائق إطلاع الناس في مواجهة محاولات طمسها.
ينسى مثل هؤلاء المسؤولين بأن الصحافي/ة المحترف/ة الذي/التي ي/تسكت عن الحق شيطان أخرس والمروج للتجاوزات شيطان ناطق بالباطل...رنا صباغ