«الحب» في زمن «الكيمياء» عبير البواب
في عيد الحب انها عالمة «بامتياز»، وفي عيد الحب نسطر فوزها بأعظم جائزة علمية نسوية تمنح في مجال الكيمياء، لتحفر اسمها بسجل التاريخ العلمي والنسوي أنها امرأة من ذهب وسيدة مصنوعة من الحب، وأنها رمز لتحد عظيم، لسرطان لئيم ما زالت تحاربه بذات الكيمياء التي طالما زرعته في مختبراتها..
عنوان أحرفها وحديثها، عشقها وحبها وشغفها بعملها، فهي كلمات السر التي تمنحها، لكل من يسأل عن نجاحها، وهن سيدة بحجم عطائها، وانجازاتها عبر سنوات حفلت بكل شيء، وامتهنت فيها كل أدوار الحياة عالمة، وابنة بارة، وزوجة بهية، وأم بحب ممزوج بلغة القوة..
انها سيدة النجاح والتميز والحب، د. عبير البواب لمن لا يعلم بعد وقد حصلت في اليوم العالمي للسيدات والعلوم على جائزة عالمية تنافست فيها مع كبار الجامعات العالمية وكانت الاولى على الشرق الاوسط التي تحصل عليها، لتكون «عبير» صاحبة اللقب لهذا العام ولتمنح من خلال حبها للكيمياء وساما قدمته للاردن، الذي منحها مساحة حقيقية للنجاح والابداع بحرم الجامعة الاردنية التي جابت أروقتها عملا وانجازا ونجاحا، وبقيت ولا زالت تعطي لطلبتها هذا الشغف ولتكون مدرسة حقيقية لهم، بأنه لا شيء يقف أمام تحقيق الحلم، ولو كان «السرطان» هو الطارئ في حياتها منذ سنتين ويزيد..
«عبير البواب» منحت جائزة لكنها هي من منحت كل من حولها حبا واهتماما وتميزا، لتحاط في كل خطوة بحياتها بهذه الهالة العظيمة من الداعمين والمحفزين، والطارقين لبوابة علمها وفكرها وعقلها، وابتسامة لا تفارق جبهتها ووجهها الذي يشع نورا وبراءة وحبا..
«البواب» تلك السيدة العظيمة، أضاءت بجائزتها الوطن كله فخرا وحبا وقصة نجاح وحكايات خلف الجدران التي لطالما تألمت خلفها، لطالما حلمت بالسلام الداخلي مع مرضها، ولطالما لم تتوقف دعاء وصلاة وقراءة عن كل تفاصيل «اللعين» الذي داهم كبدها، وحولت كل علمها ودراساتها وقراءاتها وتجاربها الكيميائية التي كتبتها وحاضرت بها وعلمت طلبتها عن الخلايا السرطانية، ليكون البحث «هي» ولتكون محور الابحاث «كبدها» ولتكون الدراسات «جسدها»، فحولت كل صرخات الالم الصامتة الى نجاح لها ولاسرتها ولوطنها، ولتحول قهر المرض، الى نصر الجائزة، وقصة العلاج، الى حكاية نجاح، وليكون وجه الكيماوي بردائة تفاعلاته، انتصار لها يكسر كل تفاعلات المختبرات، ليكون في ذاكرتها فقط قصة الجائزة العلمية الكبيرة، ولتقرأ في فصول حياتها، وأمام طلبتها أن العلم هو العمل، وأن النجاح هو الارادة، وأن سيدة الكيمياء الأولى بالعالم، هي ذاتها التي أقنعت جسدها وروحها أن المرض صدى صوت صارخ يجب القضاء عليه.
«البواب» قصة نجاح اردنية» د. عبير «منحت انجازها للاردن في ظرف «كورونا»، استغاثة غريق، وكتاب نجاة، وشهادة دكتوراه بالحب والايمان، والصدق بأن الرسالة وصلت، وبأن سيدة الكيمياء والحب، في عيد الحب عشقت «الكيمياء» وعلمتنا، أن حروف الحب النجاح والامل والارادة والايمان، وبأن للحب وجها وقلبا ونفسا واحدا، وهو الايمان بالله وتجاوز صورة الموت لتبقى الحياة..
عبير البواب قدمت للوطن حكاية حياة، وقدمت للحياة حكاية وطن، لا يبنى الا بأمثالك وبأجساد وارواح وقلوب تشبهك ليكونوا دوما أصل الوطن وحكايته التي لن تنتهي..
(الدستور)