علاقة معدن المغنيسيوم بضغط الدم

 
لارتفاع ضغط الدم في جسم الانسان عدة أسباب ، وبما أنّ لضغط الدم علاقة وثيقة بالقلب ، فقد أثبتت الدراسات أنّ صحة القلب تتطلًب مستويات مثلى وطبيعية من معدن المغنيسيوم ، حيث أنّ نقص بعض المواد الغذائية وبعض المعادن في الجسم له علاقة بتطور ارتفاع ضغط الدم ، ويعد معدن المغنيسيوم واحد من هذه المعادن الحيوية .
إنّ هذا المعدن له دور مهم في الحفاظ على عظامنا قوية وسليمة ، وهو معدن أساسي يساعد في السيطرة على ضغط الدم لدينا ، فمن وظائفه جعل العضلات ملساء وإبقاء الأوعية الدموية ليّنة ومرنة في أجسادنا.فالمستويات المنخفضة لمعدن المغنيسيوم يمكن أن تكون سبباً مباشراً في خفض مستويات معدن البوتاسيوم في الجسم ، ولذلك فإنّ مكملات البوتاسيوم ضرورية لإبقاء ضغط الدم تحت السيطرة .
والجدير بالذكر أن لمكملات المغنيسيوم دور فعّال في تنظيم النوم كمّاً ونوعاً ، ولذلك يلجأ الأشخاص الذين يعانون من إضطرابات النوم إلى تناول مكملات المغنيسيوم للحصول على نوم هادىء ومريح ، ولا سيما أنّ اضطرابات النوم قد تسهم في تطوير ضغط الدم . لذا فإنّ معدن المغنيسيوم ليس ضرورياً للحفاظ على ضغط الدم فحسب ، بل هو مهم لصحة الجسم بشكل عام ، خاصة إن انخفاض هذا المعدن يزيد من مقاومة الإنساني وبالتالي يزيد من خطورة الإصابة بمرض السكري .
أسباب انخفاض مستوى المغنيسيوم في الجسم :
1- العيش في المجتمعات الصناعية
2- نظام غذائي لا يحتوي على الكمية المطلوبة من هذا المعدن والتي يجب أن لا تقلّ عن ( 400-600 ) ملغ يومياً .
3- استخدام بعض الأدوية لعلاج أمراض معينة والتي كأثر جانبي تقلّل من مستوى المغنيسيوم في الجسم
مثل : مثبطات مضخة البروتون التي تخفّف من إفراز الحمض المعدي والمستخدمة لأمراض المعدة كدواء الاوميبرازول ودواء اللانزوبرازول ودواء البنتوبرازول
ومثل : مدرات البول المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم كدواء الفوروسيميد ودواء الايزيديريكس ودواء اللازيكس حيث أنّ هذه الأدوية تقلل من مستويات معدن البوتاسيوم في الجسم .
علاج نقص معدن المغنيسيوم :
لعلاج نقص المغنيسيوم يُنصح بالإكثار من تناول الخضار والفواكه وكذلك المكسرات ( ولكن باعتدال لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون ) ، وإدخال البذور الكاملة ( البقوليات مثلاً ) إلى النظام الغذائي اليومي لأنها تحتوي على مستويات جيدة من هذا المعدن.
المكملات الغذائية لها دور هام أيضاً في تزويد الجسم ( ضمن شروط معينة ) بمعدن المغنيسيوم ، حيث أن هناك مكملات تحتوي على عنصر المغنيسيوم بشكل ( مغنيسيوم ماليات ) وهي تكون خالية من وجود أي معدن آخر معه ، هذا النوع من المكملات يفيد في توفير الطاقة لخلايا الجسم . هناك مكملات غذائية تحتوي المغنيسيوم مع أنواع أخرى من المعادن والفيتامينات ويمون وحود المغنيسيوم فيها بنسب تختلف عن نسب وجوده بشكل منفرد .
تشير الدراسات الحديثة أنّ تناول مكملات المغنيسيوم بشكل يومي ولمدة ثلاثة شهور قد يساهم في التخفيف من ارتفاع ضغط الدم بشكل طفيف ، ولكن علينا أن نتناول هذه المكملات بناءً على نصيحة الطبيب المعالج واستشارة الصيدلاني وبالاعتماد على نتائج الفحوصات اللازمة لكمية هذا المعدن ومدى ضرورة وحاجة الجسم له ، حيث تتم فحوصات معدن المغنيسيوم في المختبر إمّا بقياس مستواه في خلايا الدم الحمراء أو عن طريق اختبار البول المخصص له . علماً أن هذه المكملات قد تسبب بحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي في الجسم وقد تتداخل مع أدوية أخرى مثل :
1- بعض أنواع المضادات الحيوية :
كزمرة الأمينوغلوغوزيدات ( ستربتومايسين / جنتامايسين / أميكاسين / توبراسين / نيومايسين )
وزمرة الكينولات ( سيبروفلوكساسين / فلوكساسين / نورفلوكساسين )
وزمرة التتراسيكلينات ( تتراسيكلين / دوكسيسيكلين / مينوسيكلين )
2- البسفوسفونات مثل : فوزاماكس / أكتونيل / بونفيفا المستخدمة لعلاج هشاشة العظام
3- الأدوية حاصرات الكالسيوم المستعملة لعلاج ارتفاع ضغط الدم مثل : ديلتيازيم / أميلوديبين
وكذلك تتداخل مكملات المغنيسيوم مع مرخيات العضلات ومدرات البول خافضة معدن البوتاسيوم ، وتُؤخذ بحذر شديد لمرضى الكلية والكبد والقلب .
لذلك نؤكد هنا أنّه يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة في القلب أو الكبد أو الكلية أن لا يتناولوا مكملات المغنيسيوم إلاّ بعد استشارة الطبيب المختص.
الدكتورة الصيدلانية طيب محمد فاروسي