زوجات المتقاعدين.. بين مرارة العيش والكرامة المهدورة

 

كمتقاعد انظر الى زوجتي والى زوجات كل الاخوة المتقاعدين نظرة احترام مقدسة ... وامي احداهن ... 

لانه اذا وجب تكريم ورعاية  المتقاعدين فانه يجب ان تكرم زوجة المتقاعد قبل منه ... 

كلنا كمتقاعدين نعي جيدا ان زوجاتنا وامهاتنا تحملن اضعاف المسوولية التي تحملناها نحن او تحملتها اي امراة .. ذلك ان العسكري يمضي جل خدمته العسكرية بعيد عن بيته واولاده ... وعندما يباشر اجازته فانه يكون ضيفا على البيت وهذه حقيقة كلنا نعلمها جيدا .. 

زوجة المتقاعد اليوم / العامل بالامس افنت عمرها لتقوم بدورها كزوجة وكام .... وكذلك مارست صلاحيات الاب في رعاية المنزل والاولاد والحفاظ عليهم وتربيتهم وتدريسهم وعلاجهم .. بل البعض منهن اشرفن على بناء منزل العائلة .. 

والدتي زوجة ضابط سابق / متقاعد .. 
رزقها الله ٩ ابناء وبنات ... امضت اكثر من ٢٥ سنة من سنوات عمرها الاولى/ العمر الوظيفي لوالدي الذي كان وقتها يعمل بالقوات المسلحة  هي تقوم بكل مهام الام والاب .. لان ظروف عمل والدي اقتضت ان يغيب خمسة ايام بالاسبوع عن المنزل .. 
وهذا حال كل متقاعد .. 

وانا اقرا الكتاب فعلا شعرت بالاسى والغضب الشديد ... فبالرغم من كل ما قدمته تلك الزوجة / الام ... تكافئ ان تجبر ان تكون كفيلا .. وهذا اهدار لكرامتها ... وان تعسر الزوج المتقاعد ... سيتم اهانتها وجرجرتها الى المحاكم ... 

ايعقل انه وبعد كل التضحيات .. التي قدمتها ... ان تصبح مطاردة 

والله ان من وضع تلك التعليمات ...  ارتكب جرما لا يغتفر بحق تلك المكافحة التي ربت ابطال وشهداء 

والله انه لمن العار ... ان ننظر الى تلك البطلة ... هذه النظرة 

واه اسفاه على حالنا .. وحال امهاتنا وزوجاتنا ...