تداعيات النهج الرسمي العابر لحكومات منزوعة الولاية..ضنك عيش و معلمون يتقدمون للهجرة
محرر الشؤون المحلية - نعرف ان ملف المعلمين وقضيتهم ليست مرتبطة بحكومة بعينها ، فادارة هذا الملف المركزية تسير في نسق تصعيدي ثابت ، ما يشي بان التصورات والميكانزمات عابرة للحكومات ، والقرارات المتعلقة بهذا الملف تؤخذ في غرف اخرى .
لا نفهم لماذا تناصب هذه الجهات وهؤلاء الاشخاص المتنفذين نقابة المعلمين العداء ، و تريد ان تصورها على انها خطر محدق ؟ الا اننا على يقين بان الحكومات تستحيل في هذه الجزئية - وربما في غيرها لا ندري - ، الى جهاز تنفيذي لا يملك من امره شيئا ..والثابت ان جميع المعالجات الخاصة بالمعلمين هي معالجات امنية بامتياز ، ومصدرها ضوء اخضر من جهات سياسية ومرجعيات عليا ..
هذه الحقائق الواضحة- للقاصي والداني والمتعمق في قراءة ما يجري و والمار على الحواف والاسطح - ، لا تعفي الحكومات من مسؤولياتها المباشرة القانونية والادبية والاخلاقية جراء الاخطاء والانتهاكات والتجاوزات التي تقع.
السؤال المهم ونحن نرصد تداعيات هذا النهج الرسمي الامني العابر لحكومات منزوعة الولاية والارادة والدسم : كيف تجرأتم على المساس بلقمة عيش الناس ، لماذا تحاربون الاردنيين في ارزاقهم ؟ من اعطاكم الحق باستخدام السلطة في ترويع الناس واخافتهم و دفعهم للتفريط بحقوقهم ؟وهنا نتحدث بالتحديد عن حجم الظلم الذي شاب قرارات إحالة معلمين على التقاعد المبكر والاستيداع، و النتائج الكارثية لتلك القرارات.
المحالون على التقاعد المبكر والاستيداع يحصلون على رواتب شهرية متباينة، بعضها يصبح بعد الاقتطاعات أقل من صفر دينار، وأحدهم يتقاضى ديناران وثلاثة وستون قرشا، وآخر (30.84) دينارا، وثالث (36.12) دينارا... وهكذا، وهذا واقع لا يمكن لأردني أن يتعايش معه دون اتخاذ اجراءات استثنائية، وهو ما كان..
أحد المعلمين -ولن نذكر أسماء حفاظا على خصوصيتهم- اختار أن يوجّه رسالة إلى الحكومة من خلال تبرّعه بما تبقى من راتبه (36.12) دينارا لصالح وزارة التربية والتعليم من أجل دعم مشروع "البسكويت المحشو". فيما يتحسر آخر ممن أحيلوا على الاستيداع لعدم وجود ما يتبرع به، فصافي راتبه وصل إلى (-66.29) دينارا..
بينما ذهب آخر، ممن اختاروا أن لا تكون الوظيفة ورزق أبنائهم وسيلة لمنعهم من قول الحقّ والمطالبة به، إلى بيع مصاغ زوجته وسيارتها ليتمكن من الوفاء بالتزاماته.
ويزداد الوضع تعقيدا عند رابع اضطر إلى الطلب من أبنائه في الجامعات تأجيل دراستهم إلى أن يأذن الله بانفراج الأزمة.
وتتعمّق الأزمة عند رابع وخامس وسادس و..... بدأوا فعليا باجراءات تقديم طلبات لجوء انساني إلى عدة دول غربية، وهذه فضيحة ستبقى تلاحق الرئيس الخصاونة الذي يظنّ الأمر نزهة على الرمال!
تظنون انكم بهذه الطريقة انتصرتم على ابناء شعبكم ، واستطعتم ان تكسروا شوكتهم ، ونحن من جهتنا نؤكد لكم انكم تخسرون المعركة اخلاقيا قبل خسارتها المدوية في الميادين ، ويبقى ان نقول : لا تحاربوا الناس في ارزاقهم ، واتقوا دعوة المظلوم ، وان كان كافرا ،فليس دونها حجاب .