شيدوا قصوركم عالمزابل



رحماك ربي على أردن كان يعمد بنهره الشهداء والأحرار ، رحماك ربي أين ترقد أحلامنا وذكرى الراحلين من اسلافنا !
هذه غابة الشهيد "وصفي التل " شيدها مسؤولينا بالمزابل وحاويات للكلاب الضالة ، ألا تعلمون من هم كلابنا الضالة فوق كراسي الزان والجلود الطبيعية ؟

ألا تعلمون أنكم طواويس تحترف الذله للوطن وتبيعه فوق الطاولة المستديرة ، وأن حقد طبقة البروليتاريا سيأكل من لحم أولادكم ذات نهار ثائر !

ألا تعلمون أن الدولة تضمحل إذا شردت كبارها ورفعت صغارها الدون ، أفيون سجائركم في وطني يحرقنا لكن لا يحيلنا رمادا ، أنتم الرماد الذي سيثار فوق الأرض ، تفنى الروح والذاكرة لا تفنى .

ألا تعلمون أن انهيار مؤسساتنا التعليمية والصحية أمام أول امتحان عالمي اجتازته صغار الدول بالعالم العربي ونحن نتلاطم ونتخبط ونتعنتر ونتحدث بإسم الشعب ، الشعب الذي دققتم " خشمه " ونزعتم عقاله ومزقتكم شماغه ، وجلستم تترأسون الطاولة المستديرة في العاصمة الأردنية الكبيرة عمان .

ألا تعلمون أن التوابيت المحملة فوق الأكتاف تفاقم عددها بسببكم ، كيف تحملون خطايا الأموات هكذا ، كيف تنامون فوق وسائد الريش وأغطية الحرير وانتم تحملون تلك الخطايا فوق رقابكم ، مقبلين على الدنيا صباحا بشغف ، يفتح لكم الشوفير باب السيارة السوداء على مهل وتصعدون ببجاحة وتتجهون إلى الطاولة المستديرة !

ألا تعلمون أن الوطن يكرهكم ، الطفولة وأدراج المدارس تبغضكم ، احلام الشباب المقتولين تلعنكم ، والأسر التي تبلل رغيف الخبز اليابس تشمأز من رائحتكم ، والمسنة تلك التي لا تجد دواءها المزمن على شباك المشفى المتهالك ، والأب الذي يجلس خلسة على رصيف الشارع يزجركم !

شيدوا قصوركم بالحرس ونحن نعلق على أعناقكم الجرس !