الخضروات الأردنية تصل العاصمة النرويجية



بعد مرور قرابة عام على زيارة الملك هارولد والملكة صونيا ملك وملكة النرويج الى الأردن وصلت الخضروات المزروعة في الأراضي القاحلة في العقبة الى العاصمة النرويجية أوسلو. نجح مشروع صحارى فورست بروجكت بشحن 48 صندوقاً -3.5 كيلوجرام للصندوق الواحد- من الفلفل الأحمر الحلو والفلفل الأحمر الحار من العقبة الى النرويج عن طريق البر والبحر وذلك من خلال التعاون مع مجموعة باما المتخصصة بالبيع بالجملة.

قال المدير التنفيذي لمشروع صحارى فورست بروجكت السيد كيتل ستيك "يأتي هذا النجاح ليشير الى الطلب العالمي على المنتجات الأردنية والتي تنتج في الصحراء بطرق ذكية صديقة للبيئة".
تمت زراعة وإنتاج هذه الخضروات في منشأة متطورة في الصحراء الأردنية المحاذية لخليج العقبة. تسخر هذه المنشأة الطاقة الشمسية، ومياه البحر بالإضافة الى طاقة الرياح من خلال تكنولوجيا متطورة لإنتاج المحاصيل داخل وخارج البيوت البلاستيكية على مدار العام. زودت شركة ريجيك زوان الهولندية البذور لهذه المحاصيل عالية الجودة.
أكد السيد كيتل المدير التنفيذي لصحارى فورست بروجكت، بأن فريق المشروع يعمل بجد لرفع القدرة الإنتاجية في منشأة العقبة وبأن طموح الفريق يكمن بتحويل التحديات التي تواجه الأردن فيما يتعلق بشح المياه والأراضي الصحراوية الشاسعة الى فرص تمكن المملكة من إنتاج منتجات غذائية عالية الجودة.
اضاف كيتل، "إن إستخدام مفهوم مشروع صحارى فورست بروجكت والتكنولوجيا المتاحة يجعل الأردن قادراً على تجاوز التحديات وتحويلها الى فرص في إطار الأعمال لعقود قادمة".
يستخدم مشروع صحارى فورست بروجكت مياه البحر وأشعة الشمس والأراضي الأردنية القاحلة لإنتاج محاصيل عالية الجودة. في نفس الوقت يأتي المشروع بحلول لمواجهة التصحر وشح الموارد الغذائية في الإقليم بينما يخلق فرص عمل للشباب الأردني.
تعتبر شركة باما أكبر موزع للخضار والفواكه والزهور في النرويج وهي الشركة التي قامت بشراء المحاصيل التي وصلت من العقبة الى النرويج.
مدير المشتريات في باما السيد بيتر جاذن وفي تصريحات لوسائل إعلام نرويجية قال "إنه لمثير للإهتمام أن نرى مشروع صحارى فورست بروجكت قادر على زراعة وإنتاج المحاصيل بحسب جدول زمني مع ضمان الجودة العالية في محاصيل الفلفل الأحمر".
هذا وأضاف جاذن "تبحث باما دائماً عن موزعين وموردين في دول جديدة ممن يستعملون التكنولوجيا في الزراعة. نحن متحمسون لرؤية ما إذا كان هذه المشروع قادر على رفع قدرته الإنتاجية والوصول الى قدرة إنتاج أكبر".
بعدما وصلت المنتجات الى النرويج، قام فريق صحارى فورست بروجكت هناك بتقديم عينات منه الى السفارة الأردنية في أوسلو حيث قام سعادة السفير جانتي قلاجوقه بتذوق المنتجات.
هذا وقال سعادة السفير قلاجوقة "انا سعيد لرؤيتي الخضروات الأردنية تقدم في الأسواق النرويجية. آمل أن تكون هذه بداية لتعزيز العلاقة بين البلدين الصديقين. أحسن أصدقائنا في مشروع صحارى فورست بروجكت عملهم وذلك ببذل جهد كبير لتحقيق هذا النجاح. إن استخدام المشروع للتكنولوجيا قد يكون عاملاً لتطوير قطاع الزراعة في الأردن".
تكمن مهمة مشروع صحارى فورست بروجكت والذي إفتُتح في أيلول 2017 تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني و ولي عهد مملكة النرويج سمو الأمير هاكون ماجنوس، تكمن بتخضير وزراعة الأراضي القاحلة وخلق فرص عمل صديقة للبيئة لإنتاج الغذاء وتحلية المياه.
اليوم، تعمل منشأة صحارى فورست بروجكت على أرض مساحتها 3هكتارات تبعد مسافة 12 كيلومتر شمالاً عن ميناء العقبة وتعمل المنشأة من خلال دمج البيوت البلاستيكية المبردة بإستخدام مياه البحر والطاقة الشمسية بالإضافة الى تطبيقات أخرى التي تعمل على إعادة زراعة الأراضي الجافة والقاحلة. تأتي هذه المنشأة بتمويل من حكومة الأردن والنرويج والمفوضية الأوروبية ووكالة التنمية الأمريكية USAID.
من جهته أشاد سعادة العين مالك كباريتي بالتقدم الذي حققه مشروع صحارى فورست بروجكت منذ بدايته في الأردن. "جاء المشروع بطلب من جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الى النرويج عام 2010 عندما دعا المشروع لبناء منشأة إختبارية في العقبة. اليوم، يشير الملك الى الحكومة الأردنية للتركيز على ملفي الزراعة والمياه. قام مشروع صحارى فورست بروجكت بتجربة العديد من التطبيقات المختلفة، الأمر الذي يجعل من هذه الخضروات محاصيل صديقة للبيئة والتي تنتج بإستحدام تكنولوجيا الطاقة المتجددة ومياه البحر وهذا مفهوم مناسب جداً للأردن. بالإضافة الى ذلك يقوم مشروع صحارى فورست بروجكت بتدريب الأفراد والمهندسين على التكنولجيا المستخدمة الأمر الذي يسمح بنقل المعرفة والخبرات للأردنيين. قام فريق مشروع صحارى فورست بروجكت بعمل رائع لإثبات قدرتهم على الإنتاج وإثبات فعالية التطبيقات المستخدمة واليوم نرى أن المشروع يقوم بتصدير المنتجات من الأردن الى النرويج. أتمنى أن يتوسع المشروع ليزيد مساحته والقدرة الإنتاجية وأعتقد أن على وزارة الزراعة أن تستكشف هذا المشروع وأن تجد طرق للتعاون".