ميزة أم عيب؟.. تويتر لن يظل مجانيا تماما بعد "سوبر فولوز"

في خطوة أسماها تويتر بالـ"ميزة"، واعتبرتها فئة من المستخدمين "عيبا"، أعلن موقع التغريدات القصيرة عن خاصيته الجديدة "Super Follows"، والتي تتيح لبعض مستخدمي المنصة من الشخصيات العامة والمشاهير في العالم فرض رسوم على المتابعين.


وأعلنت شركة "تويتر" في بيان رسمي لها، أن الميزة التي تحمل اسم "Super Follows" أو "المتابعين الفائقين"، تسمح لمستخدمي تويتر بتحصيل المال مقابل جرعة إضافية وحصرية من المحتوى المقدم.

وأوضح متحدث باسم الشركة، أن استكشاف فرص تمويل المغردين مثل ميزة "Super Follows" يوفر للمبدعين والناشرين دعم مباشر من قبل جمهورهم، ويحفزهم على مواصلة إنشاء محتوى يحبه جمهورهم.

وقد يشمل المحتوى الإضافي تغريدات إضافية، أو فيديوهات، أو الوصول إلى مجموعة مجتمعية، أو الاشتراك في رسالة إخبارية.

وفي لقطة شاشة بالحجم الطبيعي، أظهر تويتر مثالا على ميزة Super Follows، حيث يتقاضى المستخدم 4.99 دولارات شهريًا مقابل سلسلة من الامتيازات.

حرب المنصات

يقول خبير نظم المعلومات، المهندس مصطفى أبو جمرة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن استكشاف "تويتر" لفرص جديدة للتمويل وتعظيم الأرباح يدخل في إطار "الحرب ما بين المنصات"، و"مواكبة التغيرات التكنولوجية المتسارعة" لجذب المزيد من المستخدمين.

أما خبير الإعلام الرقمي، أحمد عصمت، فيرى أن "تقييمنا لأي ما يصدر عن وسائل التواصل الاجتماعي من قرارات أو خاصيات جديدة يستلزم فهم صحيح ودقيق لطبيعة عمل تلك المؤسسات، فهي ليست جمعيات خيرية بل شركات تسعى للربح أولا وأخيرا وفوق كل اعتبار، ومن ثم تبحث عن مصادر جديدة للتمويل ومراكمة الأرباح".

وأصبحت أدوات الدفع المباشر ذات أهمية متزايدة لصناع المحتوى، لا سيما في السنوات الأخيرة.

وتمثل قدرة المستخدمين على فرض رسوم على المتابعين للوصول إلى المحتوى الإضافي أكثر التغييرات الجوهرية التي طرأت على تويتر في السنوات الأخيرة، لكنها تتناسب أيضا مع نماذج شائعة وناجحة على المنصات الاجتماعية الأخرى.

وحققت منصات كـ Patreon وفيسبوك ويوتيوب و GitHub نجاحا هائلا من ميزات الدفع المباشر لصناع المحتوى.

البحث عن التمويل

وجاء إطلاق الخطوة، التي يتم تجريبها حاليا، ضمن جهود "تويتر" للبحث عن مصادر تمويل جديدة، في إطار خطتها لزيادة مداخيلها إلى 7.5 مليار دولار مع حلول عام 2023.

وتسعى شبكة التغريدات التي يرتادها يوميا ما معدله نحو 192 مليون مستخدم، إلى إقناع السوق بقدرتها على جذب المزيد من المستخدمين وتنويع إيراداتها.

ولا تُشكل حصة "تويتر" سوى 0.9 في المئة من سوق الإعلانات الرقمية العالمية، بينما تشكل حصة "غوغل" 30 في المئة و"فيس بوك" 24 في المئة، وفقا لشركة "إي ماركتر".

وتمثل الخطة تحولا كبيرا في خدمة كانت دائما مجانية، وهو ما دفع بعض المستخدمين إلى انتقاد الخطوة واعتبارها "عيب" لا "ميزة".

مدى التأثير

الإجابة على السؤال الخاص بأي مدى يتأثر مستخدمي "تويتر" بمثل تلك الخطوة المزمع تنفيذها خلال الأشهر المقبلة، تتطلب تحليلا دقيقا لعدد المستخدمين ومن أي دولة ينحدروا ولأي فئة ينتموا وفي أي مستوى اقتصادي يعيشون، حسب تصريح خبير الإعلام الرقمي، أحمد عصمت، لموقع "سكاي نيوز عربية"، ضاربا مثالا بالمنطقة العربية والذي يعتبرها "مجتمعات غير متجانسة إلكترونيا.. فتجد في مصر كمثال فيسبوك هو الأكثر انتشارا، بينما في الخليج يتصدر تويتر وتيك توك".

ويعتقد خبير نظم المعلومات، مصطفى أبو جمرة، أنه "يصعب توقع رد فعل المستخدمين على تلك الخاصية الجديدة"، ضاربا المثل من واقع حال تويتر نفسه: "مع بداية ظهور تويتر، لم نكن نعرف أن المستخدم سيكون في تلك الحاجة الملحة للتدوين متناهي الصغر".

لكنه يرى أن "البلاد العربية لا تنجح فيها الاشتراكات على وسائل التواصل الاجتماعي على كل حال، حيث اعتاد مستخدموها على الخدمة المجانية".

في غضون ذلك، لا يتوقع خبير الإعلام الرقمي، أن يُحدث "Super Follows" تغيرًا كبيرًا في أعداد مستخدمي تويتر على مستوى العالم.

 
وهذا الرأي يؤيده خبير نظم المعلومات، مفسرًا: "تويتر تخطى مرحلة أي خطر يتمثل في عزوف المستخدمين عليه لأي سبب كان، بل أن المستخدمين أدمنوا التفاعل عليه والاشتباك مع التريندات".

ويتوقع أن تدخل "Super Follows" حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا العام، وسيدفع المشتركون اشتراكا شهريا مقابل هذا المحتوى قد يصل إلى 5 دولارات.

ومن المتوقع أن تعلن تفاصيل إضافية عن هذا المنتج الجديد خلال الأشهر المقبلة.

يعتقد خبير نظم المعلومات أن "Super Follows": "سوف تحدث تنظيما وتلقيحا للمحتوى الذي يستقبله المستخدم، نظرا لأنه يختاره بنفسه".

الانعكاسات

يرى خبير الإعلام الرقمي أن تطبيق خاصية "Super Follows" ربما تنعكس بشكل كبير على المؤسسات الإعلامية والصحفية، شارحًا: "بالنسبة للمستخدم، فلن يدفع أموالا إلا مقابل المادة الصحفية الجيدة، مما يخلق انتقاء ما بين الغث والسمين، ويجبر المؤسسات على نوع مختلف من الصحافة والإعلام، تعتمد على التفسير والطرح الأكثر عمقا، وهو ما يحسن الخدمة الصحفية والإعلامية ويصب في مصلحة المستخدم القارئ".

في نفس الوقت يعتقد أنها "ربما تحد من انتشار المعلومات، وتأثر على حرية التعبير لأنها لا تتيح فرص متساوية للجميع في الحصول على المعلومات.