الأردن ومواقفها العربية الأصيلة
لقد كانت ولا زالت الأردن وفية لامتيها العربية والإسلامية، ولا زالت على ذات الدرب تسير منذ نشأتها على القيم الإسلامية والعربية الأصيلة، فخط الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية هو عنوانها الرئيسي طيلة تاريخها العتيد، فهي داعمة قوية لحق الشعب العربي أينما كان وفي أي بقعة في الوطن العربي الكبير في تقرير مصيره وسيادة أرضه، وترفض أي مزاودة على هذا النهج الذي خطه لها الأجداد العظام وجعلته قبلتها في الحكم على كافة القضايا في العالم.
تدرك الأردن أهمية الوقوف إلى جانب شقيقاتها في وجه أي تدخل خارجي، يهدف إلى المس بقيمها ومبادئها العريقة، لأنها تمتلك الحكمة الكافية والدراية الكبيرة بأن أي تدخل في شؤون أي دولة عربية يفتح الباب للتدخل في المنطقة العربية كلها، فالتراخي مرفوض لأن رؤيتها أعمق وأوسع، فوحدة الأراضي العربية من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها وسيادتها هما الحاضنة الحقيقة والضمانة الأكيدة نحو استقرارها وسلامة أراضيها واستقلالية قرارها.
فاعلان الأردن الوقوف إلى جانب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وما تواجهه من تدخل في شأنها الداخلي، يوضح بما لا يدع مجالا للشك ادراك الأردن للدور السعودي الاستراتيجي والحيوي في منطقة الشرق الأوسط. ولا تنتهي المواقف الثابتة والراسخة للأردن في رفض تهويد المسجد الأقصى وصد أي محاولة لتغيير معالم المدينة القديمة تمهيدا لتغيير هويتها العربية الإسلامية وتجريد المقدسيين من بيوتهم واراضيهم وممتلكاتهم. إن الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى حق لا تنازل عنه، ورسالة الأردن جلية مثل طلوع الشمس في عروبة القدس واحقية المقدسيين في البقاء على أرض اجدادهم واسلافهم، وتقف سدا منيعا في وجه مصادرة الأراضي العربية الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وتحذر دوماً من سياسة هدم المنازل بمختلف الحجج والذرائع التي تنتهجها إسرائيل.
هي الأردن كما عرفناها عربية إسلامية أصيلة في مواقفها، وتضع على عاتقها مسؤولية الدفاع عن جميع القضايا العربية والإسلامية العادلة، وتدافع عن وحدة الصف العربي وتدعو دوماً إلى انتهاج مبدأ السلام والمساواة بدل الحرب واستعداء الآخرين.