هل تسمعني ...

 حماة الوطن .... أجسادهم أكثر ملوحة لأنهم يمضون جل وقتهم... يحرسون الوطن... ليس لديهم وقت ، لأخذ قسط من الراحة أو الاستحمام . .. وهذا الفعل لا يعرفه ، من يستحمون بالعطور الباريسية ..وإنما يعرفه أبناء الحراثيين، الذين امتهنوا الجندية، والزراعة والفلاحة ، والعمال والرعيان .
حماة الوطن ، لا يحبون الأضواء ، يحبون عتمة الليالي، وضؤ القمر ، وأضواء الرصاص .. يردون تارة ويقتحمون تارة أخرى أوكار العصابات الإرهابية.اضرب رصاص خلي رصاصك صايب نحن الشباب ما فينا واحد هايب .
وكذا لا يعشقون الأضواء الإعلامية ، إنما يعشقون أداء الواجب ، عند تصديهم للأعداء على الحدود ، ومواجهة العصابات الإرهابية ، التي تحاول النيل ، من الوطن والمواطن ( الخلايا الإرهابية النائمة ) ..التي تسعى للنيل من الوطن ، والمواطنين ، حيث يقذفون سمومهم ...هؤلاء هم حماة الوطن ...تبقى الرايات بأيديهم ترفرف عالية ...
هؤلاء النشامى ( ليلهم ، كنهارهم ) (( مهنتهم )) حماية الوطن ، يتصدون بكل بسالة وشجاعة ..... بأجسادهم ودمائهم وأرواحهم ... شغلهم الشاغل الدفاع عن الوطن والمواطنين ،
هؤلاء حماة الوطن ... لا تعنيهم السياسة ، وأصحابها وخطاباتهم بشيء ...وما يعنيهم إلا ((الله .. الوطن .. الملك )) ..لكن إذا طلب منهم التحرك ، لمحاربة الخارجين عن القانون تجدهم لهم بالمرصاد ....
أتعرفون يا من تنامون ليلكم الطويل ، على فراشكم الوفير ... كيف ينام حماة الوطن وأطفالهم ... ؟
هل تعرفون فيما إذا ذهب أولادهم إلى المدارس... أم لم يذهبوا ... ؟ وهل وصلوها بسيارات ... ؟ من دون أن يدفعوا أجرتها ... ؟ إلا في نهاية الشهر عند استلام الراتب .. أم يصلونها كل يوم بواسطة (النمرة ) احد عشر ( سيرا على الأقدام ).... أتعرفون كم عليهم ديون ...وكم تقاضت البنوك عليهم فوائد ؟
أتعرفون أن أطفالهم ناموا جوعا وبردا نيين ...هل اشتروا ملابس جديدة أم لم تشتروا ...وبأنهم يتبادلون ملابس بعضهم البعض ؟...
هل ينامون على دفء التدفئة المركزية..؟ أو من خلال صوبة الديزل أو الكاز ... هل خلص من عندهم ( المازوت ) .... ؟
وهل محطات الوقود لها عليهم ديون كما لها على الحكومة ...؟ أم انها لا تتعاط مع أبناء الحراثيين الدين...؟
وهل ناموا بغطاء جديد أم قديم غير صالح للنوم لقدمه وللصحة ....؟
أتساءل... بالأمس القريب توفي أخي ((سين ) ، وترك خلفه أطفال وبنات صغار بمعنى (( قطاطيم لحم )) فلذات كبده ... مات وهو مهموم مشغول البال والتفكير .. تطارده الديون ... كيف يجدولها وأي بنك يشتري .. قرضه الذي تجبر به البنك الذي يتعامل معه ...وجعله حائر تشتعل النيران في قلبه ...ذهب من بيته إلى المدينة الطبية ... يشكوا من الم في بطنه ... نقلوه نشامى الدفاع في سيارة الإسعاف ... لم يعد سيرا على الأقدام ...عاد محمولا في سيارة نقل الموتى .
مات وهو مثقل بسداد الهموم (سداد الديون ) ... مات موجوع يبحث ، عن ( بنك يشتري قرضه ) ...من ذاك البنك الذي شدد عليه الخناق ..... مات وقلبه يحب الخير للجميع ...زملائه حملوا نعشه على الأكتاف ....ودموعهم تودعه ...
أولاده وبناته يصرخون ، ( أبونا لا تتركنا ) فنحن أيتام .... يا أبتاه لا تتركنا نحن بأمس الحاجة إليك ...
إلى عطفك وحنانك ، وحبك ونصحك وتوجيهاتك ....
كنت تغيب عنا .. تحمي الوطن..وكان ما يطأنا انك ستعود إلينا ...تعود تداعبنا ...تلبي طلباتنا تحتضنا بصدرك وحبك ...
لكن عارض مرضيا أصابك ...بعد ليلة كنت تسهر تحمي الوطن والمواطنين ...ذهبت إلى المستشفى ...ولم تعد إلينا ...غادرت وبقي صوتك ورسمك وذكراك العطرة ... وأيامك وكلماتك الدافئة التي كنت توجهنا بها نحو المستقبل .... وأي مستقبل ينتظرنا بعد فراقك ، ورحيلك المفاجئ عنا.. لقد غادرتنا من دون وداع ... تركت فراغا كبيرا قاسيا مريرا ..
لقد تركتنا خلفك (( بلا مأوى ))...
أبو سند توفي وعقله وحواسه الخمس مشغولة في تامين منزل لأسرته وتسديد ديونه ... توفي وشقيقه يقف عند رأسه على سرير الشفاء ... يطمئنه لا تشغل بالك بأولادك وديونك ... سددت عنك أجرة المنزل .. بالله عليك تقوم... إملاء حياتنا بضحكاتك وأحاديثك وتعليقاتك ...قوم هل تسمعني ... نحن بانتظارك ... زملاؤك بانتظارك ...الوطن يا خوي بانتظارك ...
الجميع ...هناك واجب ... رحل زميلكم ...
ملحوظة هذا الصباح بائسة يا زملاء (( مراد )) ... من ( أراد أن يسال عنه ) ...يكفي أنكم تحبونه ويحبكم ...( الوداع ) فيه الحزن وفيه الدمع ، والكثير من البكاء ، الله يرحمك يا حبيب قلبي )) .الإمضاء قائدك .
لقد كنت انتظر خروجك من المستشفى لكي أرى ابتسامتك على محياك ...احمل لك باقة ورديه ، فيها كل الألوان ..واسمع منك وجها لوجه ( ربي يحميك يا غالي ) ... كما كنت تكتبها لي على رسائلي الصباحية على ( الواتس ) ...
لكن إرادة الله أقوى مني ومنك ...لقد حرمتني من كل شيء تحبه وأحبة وحتى زيارتي لك في العمل ...
الله يرحمك...... يا رجل الشهامة والرجولة ...أيها الرجل العاشق لعمله ...كاشتياقه لأطفاله , القريب من الكل وهو للكل .
هل تسمعني ..... أجب .....إ