نصائح وحيل لتجاوز خوف التحدث أمام الجمهور
إن إحدى أكثر المهارات أهمية عند القادة هي مهارة التحدث أمام الجمهور كون القيادة هي فن التأثير على الآخرين لتحقيق الأهداف المنشودة.
تعتمد الشخصيات المؤثرة بشكل كبير في جميع المجالات (الأعمال والهندسة والسياسة والتعليم) على قدرتها على المخاطبة لإحداث التأثير المرغوب به.
ووفقا للأبحاث، عند تصنيف أول عشرة أنواع للخوف، حل التحدث أمام جمهور في المرتبة الثانية بعد الخوف من الموت. لذا كيف يمكننا تحسين وضعنا؟
التحدث أمام جمهور هو مهارة تواصل ويمكن لأي شخص تعلم كيفية إتقانها. لكن أولًا علينا تطبيق نموذج التنمية المستدامة للمهارات: نموذج Knowledge, Skills, Attitude, Habit) KASH).
نموذج KASH
المعرفة (knowledge): تمثل الجزء النظري من التعلم. لكن ما فائدة المعرفة إذا لم تطبق؟ علينا أولًا تبني الأسلوب الصحيح (attitude) ثم تنمية المهارة (Skill) للتمكن من تحويل الأمور النظرية إلى الواقع. وأخيرًا، تشمل عاداتنا (habit) تطبيق المعرفة بشكل فعال وممارسة المهارات. يأتي هذا كله مع التطبيق والتقييم والتغذية الراجعة المستمرة.
أداة PAT لإتقان مهارة التحدث أمام جمهور.
تستند PAT للغرض (purpose) والحضور (attendees) والأساليب (techniques):
– الغرض (purpose): هل الحدث أو الفعالية مناسبة اجتماعية أم مهنية بطبيعتها؟ ما الأهداف الرئيسية؟ على الخطاب أن يدور حول الفكرة الرئيسية من المناسبة.
– الحضور (attendees): من الحضور؟ أعمارهم ومناصبهم وأجناسهم وثقافاتهم واهتماماتهم ولماذا حاضرون؟ عند معرفة الحضور، فإن سر التأثير عليهم هو من خلال التطرق لمجالات اهتمامهم.
– الأساليب (techniques): يجب استخدام الطرق المناسبة قبل الحديث أو خلاله أو بعده لجذب الانتباه.
نصائح لما قبل التحدث أمام الجمهور
– معرفة الموقع والمكان، أين ستقفون وترتيب الغرفة والطاولات المستديرة الخ… هل تحتاجون لمكبر صوت؟ تأكدوا من أن الإضاءة تناسبكم وأن الحضور يستطيع رؤيتكم من جميع الاتجاهات.
– التخطيط للوصول قبل فترة. التأخر هو علامة سيئة، والوصول بشكل مبكر كثيرا قد يشعر المنظمين بالانزعاج كونهم سيكونون مشغولين في القيام بآخر التحضيرات.
– ارتداء الملابس وفقا للمناسبة: لباس رسمي أم شبه رسمي. في أغلب الخطب، هنالك حاجة لارتداء الملابس الرسمية. أنصح الرجال بارتداء بذلات داكنة اللون وربطات عنق بلون أحمر غامق، أما للنساء فهنالك خيارات أكثر، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار الأمور المتعلقة بالثقافة والتقاليد.
نصائح عند إلقاء الخطاب
نبدأ بالترحيب بالحضور بالإشارة إلى المناسبة وباستخدام العاطفة للمساعدة على توصيل الرسالة. تحدثوا ببطء ولكن بثبات، وانتبهوا إلى نغمة صوتكم وحاولوا التنويع به برفع الصوت عند التأكيد أو التشديد على نقطة محددة وخفض الصوت عند الحاجة لجذب الانتباه.
نغمة الصوت الثابتة من مسببات الخطاب الممل.
هنالك ثلاث طرق لإلقاء الخطاب:
– استخدام الخطاب المكتوب مع قراءة الورقة هو أسوأ وأكثر شكل من أشكال إلقاء الخطاب غير الفعالة كونه يفقد الأشخاص الاهتمام بسرعة.
– الإمساك ببعض البطاقات الصغيرة التي تحتوي على عناوين وكلمات رئيسية. تعد هذه الطريقة مفيدة عندما يكون الخطاب طويلًا وتحتاجون لتذكر النقاط حسب التسلسل.
– عدم استخدام أي ملاحظات هو أكثر طريقة فعالة، لكن يجب أن نكون جاهزين جيدًا ومنظمين مع تنظيم وتسلسل الأفكار. من الضروري أيضا عدم فقدان التركيز عند أي نوع من الملهيات أو في حال وجود ضجيج.
علينا أن ننتبه للغتنا الجسدية. سأتطرق لموضوع لغة الجسد الفعالة في مقال آخر. لكن، النصيحة الأساسية هي الحفاظ على التواصل البصري مع الحضور واستخدام الأيدي المسترخية (حاولوا ألا تغلقوا أيديكم أبدًا).
نصائح لما بعد إلقاء الخطاب
عند الانتهاء من مخاطبة الحضور، نسمح ببعض الوقت للأسئلة والمناقشات. ليس علينا الإجابة عن جميع الأسئلة، خاصة تلك التي لا تتعلق بموضوعنا. لنستمتع للتعليقات حول أدائنا ونقيم أنفسنا للتعلم من الأخطاء وتجنبها في خطاباتنا العامة المقبلة.
يساعد التحدث أمام جمهور (الخطاب العام) الكثير من الشخصيات المؤثرة (السياسيين وسيدات ورجال الأعمال والمسوقين والمعلمين والأكاديميين) على إيصال رسالتهم وتحقيق مقاصدهم. الخطاب العام هو طريق نحو النجاح على الصعيدين الشخصي والمهني. بمجرد التعلم والبدء في تطبيق الطرق، ستكتسبون مهارة التحدث أمام جمهور وتتقنونها.
الدكتور طارق رشيد
مستشار ومدرب دولي/ مجلة "نكهات عائلية”