مستشفى السلط غيت .. على الحكومة ان تحزم حقائبها
كتب مالك عبيدات- منذ ساعات الصباح الباكر ، ونحن نتابع ما تسرب من انباء عن انقطاع الاكسجين عن قرابة ال ١٦٠ مريضا في مستشفى السلط الحكومي الجديد ، جلهم في اقسام الكورونا والعناية الحديثة والخداج.
الاردن ٢٤ لم تألوا جهدا للحصول على معلومات حول ما يجري وخاصة ان وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بتفاصيل صادمة ومرعبة ، وكثر الحديث عن وقوع وفيات جراء هذا الخطأ الكارثي .
حاولنا الاتصال بوزير الصحة نذير عبيدات لاكثر من ١٢ مرة ولكن دون جدوى ، وكذلك اتصلنا بمدير صحة البلقاء الدكتور وائل العزب ولم يجب على الهاتف ، كما اتصلنا بمحافظ البلقاء نايف الهدايات ولم يجب على هاتفه ايضا ، اما مدير المستشفى الدكتور عبدالرزاق الخشمان فلقد اتصلنا به مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى ..
مرت الساعات الاولى ثقيلة للغاية ، وما زالت القضية تتفاعل على شبكات التواصل اكثر فاكثر ، ونحن ننتظر الفرج ، حتى لا يقال باننا لم نعتمد على مصادر اولية ومعلومات موثقة قبل النشر .
تمكنا من الاتصال برئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور احمد السراحنة الذي قدم معلومات قيمة بهذا الشأن ، وتمكنا من نشر بعض التفاصيل عن الحادثة . وبعد ذلك بوزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال صخر دودين .
المهم في الموضوع الان : ان ما جرى هو فضيحة كبرى ، وكارثة حقيقية ، و على الحكومة ان تحزم حقائبها وتغادر الدوار الرابع ، على وزير الصحة ان يتحمل المسؤولية الادبية والاخلاقية والقانونية ويقدم استقالته فورا ..على النائب العام ان يتحرك الى الموقع ويباشر التحقيق بما حدث ، ويحدد المتسببين بهذه الكارثة ، ونحن هنا نتحدث عن مواطنين اردنيين تم التفريط بهم جراء الاهمال وسوء الادارة ..
ففي الوقت الذي تطالب الحكومة به التزام الناس بشروط السلامة العامة والتباعد ، ويدفع المواطن جراء ذلك كلفة الاغلاقات الشاملة والجزئية الباهضة ، وفي الوقت الذي تعرف به الحكومة ان مريض الكورونا الذي تتدهور حالته الصحية لا يحتاج لاكثر من جهاز تنفس اصطناعي ، يمده بالاكسجين ،ليبقى على قيد الحياة ويتمكن من مقاومة الفيروس ، تقصّر الحكومة بواجباتها ، بالتزود بالاكسجين في مستشفياتها وهو عصب مواجهة هذا الفيروس الخطير !!!
هذه الحادثة ليست الاولى ، نحن نعرف ان اشكالية وقعت في مستشفى الامير حمزة ، وتم احتواء الاضرار حينها ،واليوم تقع في مستشفى جديد وضخم ويخدم مئات الاف المواطنين في محافظة البلقاء ومئات المصابين بفيروس كورونا.
الان تطالب الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق من قبل السلطة القضائية ، وذلك ليتحمل المقصر مسؤولية ما حدث ، ولكن يبدو ان الحكومة تريدنا ان نقفز عن حقيقة ان المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على الحكومة بصفتها الاعتبارية ، هذا التقصير لا تتحمله ادارة المستشفى التي عينت من قبل الحكومة لوحدها ، لماذا لم تقم الحكومة بمراقبة الاداء ومتابعة تفاصيل التزويد والمعالجات ونحن هنا نتحدث عن جائحة وارواح ناس على المحك ؟ لماذا لم تقم وزارة الصحة بدورها في هذه الجزئية ، كيف تترك الامور للصدفة ؟ لا يجوز ان تطالب الناس بالتحوط والحذر وتتنازل هي عن اجراءات المتابعة والاشراف و ضبط الاداء و الجودة في المستشفيات التي تقدم الرعاية الصحية لمرضى الكورونا !
لم نسمع ونحن نتابع كل ما يتعلق بهذه الجائحة عن دولة في العالم المتقدم او المتأخر قد شهدت حادثة من هذا النوع .. لا نظن ان امرا كهذا يمكن ان يحدث حتى في اكثر المناطق والدول فقرا وشحا بالامكانات و الموارد ..