الجزائر تودع غزالتها.. ريم الغزالي ترحل وتترك إرثا من المحبة
توفيت الفنانة الجزائرية ريم غزالي، الأربعاء، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وقد شكل الخبر صدمة كبيرة لدى الجزائريين، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بابتسامة تتحدى الموت، نشرت شقيقتها الفنانة سلمى غزالي فيديو تعلن فيه رحيل ريم، وقالت سلمى: "لقد فارقتنا غزالة الجزائر، لم تفارقني الابتسامة لأنني أعرف أن الله أرحم وأكرم وقد اختار لها الأحسن، أدعوا لها بالرحمة وبالأشياء الطيبة والجميلة، الله سوف يعطيها أشياء جميلة وطيبة".
وكتب زوجها المنتج الفني نبيل بن ناصر: "ربي يرحمك يا زوجتي العزيزة، إن شاء الله من أهل الجنة".
وغردت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، عبر قالت الصفحة الرسمية للوزارة، وقالت: "تفقد الجزائر مبدعة من طراز رفيع رفعت اسم بلادها عاليا في محافل فنية دولية، ومثّلتها أحسن تمثيل، بحسّها الجمالي وأخلاقها العالية".
أحلام ابنة الجزائر
هكذا استيقظت الجزائر على صدمة رحيل واحدة من أبرز الفنانات من جيل الشباب، وأكثرهن تميزا في السنوات الأخيرة.
وقد ذاع صيت ريم غزالي في العالم العربي عام 2005 عندما شاركت في الموسم الثالث من برنامج "ستار أكاديمي" وواجهت زميلتها التونسية شيماء هلالي.
ولدت ريم غزالي في 29 يونيو عام 1982، وقد نشأت ضمن عائلة فنية، وقد برزت كممثلة جميلة الملامح لديها حس فني راقي، تجمع بين التمثيل والغناء، وهو الأمر مكنها من الفوز بالعديد من الألقاب كملكة جمال لوكس عام 2004.
سر الحب والجماهيرية
لم تأت شعبية ريم غزالي من فراغ، فالأمر بالنسبة للناقد سليم عقار يأتي انعكاسا لمسارها الثري.
وقال عقار لـسكاي نيوز عربية: "بدأت ريم في مجال الفن صغيرة، ثم عملت مساعدة مخرجة مع جعفر قاسم ولديها خبرة أكثر من 20 سنة".
لقد بدأت كمغنية وشارك في العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة منها سلسلة "ناس ملاح سيتي"، وكمخرجة خاضت تجارب فتية منها إخراجها لسلسلة "بي 73 "، التي جمعت فيها أهم الممثلين الجزائريين على غرار سيد أحمد عقومي.
كما فكرت ريم في إخراج سلسلة تكرم من خلالها أحد رموز الفن الجزائريين الراحلين وهو الممثل حاج عبد الرحمان الذي عرف بشخصية المفتش الطاهر.
ولكن إنتاجها لسلسلة "بوقرون" كان الأكثر تميزا وشهرة، فقد شاركت فيه كمخرجة ومنتجة وممثلة وهذا يعكس حجم طموحاتها ودفاعها عن أفكارها.
وقال سليم عقار: "ريم تؤمن بالعمل السمعي البصري ورغم الانتقادات التي واجهتها إلا أنها كانت تقول: "سأقدم الأفضل"، وبفضلها تم تسويق أول عمل جزائري عبر قناة "أم بي سي 4""
وأشار عقار إلى أن ريم كانت في الطريق الصحيح لتصبح أكبر منتجة تقدم برامج ذات جودة عالية وهدفها كان الوصول إلى مستوى الأعمال العربية الكبيرة، ورحيلها هو خسارة كبيرة للمجال السمعي البصري في الجزائر.
ويصفها لممثل عماد بن شني الذي تعامل معها في عدة أعمال خاصة آخر أعمالها بوقرون بـ"الفنانة التي تحمل بالنهوض بالجانب الفني".
وقال بن شني: "لديها الثقة في اختياراتها وهذه ميزة مهمة، وقد بدأت معاناتها مع المرض خلال تصوير بوقرون ولكنها كانت تقاوم الآلام وتصر على تقديم الأفضل، هي امرأة شجاعة ووطنية ولديها رسالة ولا تحب الظلم".
هكذا تمتد حكايتها مع الجمهور الجزائري إلى القصص الإنسانية، كما تقول الممثلة فاطمة بلحمسي لـسكاي نيوز عربية: "الجمهور الجزائري من النوع الذي يأخذ بعين الاعتبار أخلاق الفنان ومواقفه، حظيت بتقدير الجمهور لأنها كانت دائما تمثيل إلى قول الحق بشجاعة خاصة في تصريحاتها التلفزيونية".
صراع مع المرض
بدأت معاناة ريم غزالي مع المرض عام 2019، عندما أعلن عن إصابتها بسرطان المخ، ليتم نقلها إلى العاصمة الفرنسية باريس للعلاج، ولكنها لم تعد إلى أرض الوطن منذ ذلك اليوم.
وقد خضعت في شهر نوفمبر من السنة نفسها لعملية استئصال الورم الخبيث، كللت بالنجاح، وقد نشرت حينها صورة لها لتطمئن جمهورها بنجاح العملية واقتراب موعد عودتها إلى الساحة كما كتبت: "هذه إطلالة لي على العالم الخارجي من حديقة المستشفى، لا أحد كان يصدق أنني سأقف مجدداً رغم علمهم بأنني محاربة وشخص لا يستسلم بسهولة".
وقد توقع الجميع عودتها قريبا لكن تداعيات المرض عاودتها لتستمر معاناتها لمدة سنتين، وقد غذى طول غيابها الإشاعات مواقع التواصل الاجتماعي حول حالتها الصحية وفي شهر فبراير اضطرت ريم إلى نفي الإشاعات التي حاصرتها عدة مرات.