طلفاح شاهد من العصر على البدايات العصيبة وإنجازات المئوية
مئة عام تفصل بين عامي 1921 و 2021 حوت في تفاصيلها وثناياها قصة نشوء دولة بناها الهاشميون بحكمتهم وقيادتهم الشرعية والتفاف الشعب من حولهم ولاء وانتماء وتضحية بلا حدود، فكانت الدولة الاردنية الناجزة التي نباهي ونفاخر بها رغم ما مرت به على مدى مئة عام مضت من تحديات واخطار ومصاعب فرضها واقع عربي واقليمي ودولي لكنها في الاردن كانت باعثا على الإرادة والتصميم والصمود.
فمن رحم ضعف الامكانات وشح الموارد تولد العزيمة، فكان الرهان على الانسان الاردني الملتف حول قيادته الشرعية والدينية وايمانه بموارده البشرية وعقول ابنائه بأنها القادرة على صنع الفارق وتعويضه والسير بثبات على طريق بناء الدولة الاردنية عبر مسيرة من الكفاح والنضال والصبر والثقة حتى غدا الاردن نموذجا في المنطقة، فقهر المعيقات وولج بنفسه نحو معارج التقدم والازدهار.
ولا يزال جيل الآباء والاجداد الذين عاصروا نشأة الدولة يعيشون بيننا ويروون قصصا لها في القلب شجون وألحان، وفي الذاكرة حنين، فهم حلقة الوصل بيننا وبين الماضي، ومن هؤلاء المعمر الحاج علي ارشيد طلفاح "ابو حسين" مواليد عام 1924 الشاهد على عصر بدايات الدولة الاردنية في مراحل عصيبة مرت بها المنطقة.
وفي منزله الريفي ببلدة جحفية بلواء المزار الشمالي في محافظة اربد يستجمع الحاج طلفاح ما اسعفته به ذاكرته ليروي لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) فصولا من معايشته لمراحل بناء الدولة منذ كان طفلا إلى أن التحق بالجندية كأحد مرتبات الفرسان مع نهايات ثلاثينيات القرن الماضي، او ما سمعه من والده الذي عاصر نشوء الدولة الاردنية منذ بدايتها والظروف التي سبقتها.
وفي ختام اجابته عن كل تساؤل طرحناه عليه او استفهام حول جزئية معينة كان يكرر ان نشأة الدولة الاردنية في ظل ما واكبها من ظروف وشح موارد وقلة امكانيات وضغوطات هي معجزة بحد ذاتها، في اشارة واضحة الى ان الاردن بني على "مسخمة" على حد تعبيره، بينما كان غيره يعيش احسن حالا واوضاعا، لكن جملته المتكررة "الاردن الآن درجة اولى في المنطقة" تعطي تأكيدا على ما وصل اليه من تطور وتقدم وتطور وانجازات على الصعد كافة.
ويستذكر طلفاح انه خدم مع ثلاثة ملوك هاشميين طيب الله ثراهم هم الملك عبدالله المؤسس والملك طلال واضع الدستور والملك الحسين الباني، ولم يستطع اخفاء دموعه التي غلبت شجاعته وهو يتحدث عن ملوك بني هاشم وكيف تمكنوا بحكمتهم وشجاعتهم وعروبتهم وقوميتهم من جمع كل من كان على الارض الاردنية حولهم فتشكلت نواة الدولة التي كبرت وتجذرت مع مرور الوقت.
ويروي طلفاح ان الاردن انتقل بمسيرة البناء والتطوير بجميع المجالات والقطاعات بسرعة كبيرة فاقت قدراته وإمكاناته؛ فمن الدراسة على ايدي الكتاتيب "البيضة والرغيف" كما اسماها الى انشاء اول مدرسة اساسية في المنطقة تبعتها مدارس اخرى حتى غدت المدارس الحديثة تغطي ربوع الوطن حضره وريفه وباديته وغوره وما رافق ذلك من ايلاء الصحة الرعاية المطلوبة ضمن الامكانات المتاحة.
وفي جزئية التعليم والصحة يؤكد طلفاح أن قادة بني هاشم ادركوا منذ البداية ان الاستثمار بالانسان الاردني هو عماد الدولة وضمان قوتها واستقرارها وركيزة تقدمها، فكانت رؤيتهم ثاقبة بإنتاج موارد بشرية ساهمت في بناء الدولة وتشييد اركانها كدولة مؤسسات وقانون نجني ثمارها الآن على الجبهات كافة، وهو ما انعكس على النهضة بقطاعات التعليم العالي والبنية التحتية وإدخال الكهرباء وتمديد شبكات المياه واستغلال الاراضي الزراعية على اكمل وجه.
وفي هذا السياق يؤكد طلفاح ان نهج الاعتماد على الذات كان هو السائد سواء على مستوى الدولة والافراد، وكانت الزراعة اهم ركائز الاعتماد على الذات مع اطلاق بعض الصناعات الخفيفة في البدايات تطورت مع مرور الزمن الى صناعات متوسطة وثقيلة، وكان التكافل والتعاون صيغة ونواة للعمل الجماعي الذي شكل جزءا مهما من واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
ويزيد الحاج طلفاح "ان التسامح والوسطية والاعتدال التي ميزت نظام حكم ملوك بني هاشم ساهمت في ترسيخ منظومة امن وأمان وشكلت الحضن الدافىء لأبنائه ولكل من فاء اليه، فانصهرالجميع في بوتقة الوطن والعمل له ومن اجله حتى اصبحنا نشاهد الفرق الشاسع بين ما وصل اليه الاردن الآن من بناء دولة مؤسسات وقانون وبين بدايات نشأة الدولة".
ويصف الحاج طلفاح مناخ الحريات الذي ساد في الاردن منذ البدايات وتعزز مع مراحل تطور الدولة ما انتج ولاء وانتماء ومثابرة وإخلاصا في العمل والجهد لم تشهد له المنطقة مثيلا، مشيرا الى أن عملية الاصلاح مستمرة والديموقراطية مصونة وفق الدستور، حيث تمثل الحياة البرلمانية عنوان التنمية الشمولية والمستدامة وهو ما تؤكده معايشتنا لهذا الواقع راهنا بالإصرار على التمسك بتطوير الحياة الديموقراطية وعدم السماح بالتراجع عنها ايمانا من قادة بني هاشم بأن المواطن شريك اساسي في صنع القرار من خلال اختيار ممثليه في جميع المجالس التشريعية والبلدية والمحلية وغيرها.
وختم طلفاح حديثه بالدعاء لله العلي القديربأن يحفظ الاردن وقيادته الهاشمية حامية للوطن والعروبة والاسلام ومنافحة عن القدس والمقدسات، مؤكدا ثقته بأن لا خوف على الاردن من المستقبل مهما بلغت التحديات لأن 100 عام من التجارب أثبتت ان الاردن قادر على قهر التحديات وتحويلها الى فرص في اطار الوطنية والمواطنة التي تعزز مفهوم الحقوق والواجبات املا بمستقبل افضل.
-- (بترا)
فمن رحم ضعف الامكانات وشح الموارد تولد العزيمة، فكان الرهان على الانسان الاردني الملتف حول قيادته الشرعية والدينية وايمانه بموارده البشرية وعقول ابنائه بأنها القادرة على صنع الفارق وتعويضه والسير بثبات على طريق بناء الدولة الاردنية عبر مسيرة من الكفاح والنضال والصبر والثقة حتى غدا الاردن نموذجا في المنطقة، فقهر المعيقات وولج بنفسه نحو معارج التقدم والازدهار.
ولا يزال جيل الآباء والاجداد الذين عاصروا نشأة الدولة يعيشون بيننا ويروون قصصا لها في القلب شجون وألحان، وفي الذاكرة حنين، فهم حلقة الوصل بيننا وبين الماضي، ومن هؤلاء المعمر الحاج علي ارشيد طلفاح "ابو حسين" مواليد عام 1924 الشاهد على عصر بدايات الدولة الاردنية في مراحل عصيبة مرت بها المنطقة.
وفي منزله الريفي ببلدة جحفية بلواء المزار الشمالي في محافظة اربد يستجمع الحاج طلفاح ما اسعفته به ذاكرته ليروي لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) فصولا من معايشته لمراحل بناء الدولة منذ كان طفلا إلى أن التحق بالجندية كأحد مرتبات الفرسان مع نهايات ثلاثينيات القرن الماضي، او ما سمعه من والده الذي عاصر نشوء الدولة الاردنية منذ بدايتها والظروف التي سبقتها.
وفي ختام اجابته عن كل تساؤل طرحناه عليه او استفهام حول جزئية معينة كان يكرر ان نشأة الدولة الاردنية في ظل ما واكبها من ظروف وشح موارد وقلة امكانيات وضغوطات هي معجزة بحد ذاتها، في اشارة واضحة الى ان الاردن بني على "مسخمة" على حد تعبيره، بينما كان غيره يعيش احسن حالا واوضاعا، لكن جملته المتكررة "الاردن الآن درجة اولى في المنطقة" تعطي تأكيدا على ما وصل اليه من تطور وتقدم وتطور وانجازات على الصعد كافة.
ويستذكر طلفاح انه خدم مع ثلاثة ملوك هاشميين طيب الله ثراهم هم الملك عبدالله المؤسس والملك طلال واضع الدستور والملك الحسين الباني، ولم يستطع اخفاء دموعه التي غلبت شجاعته وهو يتحدث عن ملوك بني هاشم وكيف تمكنوا بحكمتهم وشجاعتهم وعروبتهم وقوميتهم من جمع كل من كان على الارض الاردنية حولهم فتشكلت نواة الدولة التي كبرت وتجذرت مع مرور الوقت.
ويروي طلفاح ان الاردن انتقل بمسيرة البناء والتطوير بجميع المجالات والقطاعات بسرعة كبيرة فاقت قدراته وإمكاناته؛ فمن الدراسة على ايدي الكتاتيب "البيضة والرغيف" كما اسماها الى انشاء اول مدرسة اساسية في المنطقة تبعتها مدارس اخرى حتى غدت المدارس الحديثة تغطي ربوع الوطن حضره وريفه وباديته وغوره وما رافق ذلك من ايلاء الصحة الرعاية المطلوبة ضمن الامكانات المتاحة.
وفي جزئية التعليم والصحة يؤكد طلفاح أن قادة بني هاشم ادركوا منذ البداية ان الاستثمار بالانسان الاردني هو عماد الدولة وضمان قوتها واستقرارها وركيزة تقدمها، فكانت رؤيتهم ثاقبة بإنتاج موارد بشرية ساهمت في بناء الدولة وتشييد اركانها كدولة مؤسسات وقانون نجني ثمارها الآن على الجبهات كافة، وهو ما انعكس على النهضة بقطاعات التعليم العالي والبنية التحتية وإدخال الكهرباء وتمديد شبكات المياه واستغلال الاراضي الزراعية على اكمل وجه.
وفي هذا السياق يؤكد طلفاح ان نهج الاعتماد على الذات كان هو السائد سواء على مستوى الدولة والافراد، وكانت الزراعة اهم ركائز الاعتماد على الذات مع اطلاق بعض الصناعات الخفيفة في البدايات تطورت مع مرور الزمن الى صناعات متوسطة وثقيلة، وكان التكافل والتعاون صيغة ونواة للعمل الجماعي الذي شكل جزءا مهما من واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
ويزيد الحاج طلفاح "ان التسامح والوسطية والاعتدال التي ميزت نظام حكم ملوك بني هاشم ساهمت في ترسيخ منظومة امن وأمان وشكلت الحضن الدافىء لأبنائه ولكل من فاء اليه، فانصهرالجميع في بوتقة الوطن والعمل له ومن اجله حتى اصبحنا نشاهد الفرق الشاسع بين ما وصل اليه الاردن الآن من بناء دولة مؤسسات وقانون وبين بدايات نشأة الدولة".
ويصف الحاج طلفاح مناخ الحريات الذي ساد في الاردن منذ البدايات وتعزز مع مراحل تطور الدولة ما انتج ولاء وانتماء ومثابرة وإخلاصا في العمل والجهد لم تشهد له المنطقة مثيلا، مشيرا الى أن عملية الاصلاح مستمرة والديموقراطية مصونة وفق الدستور، حيث تمثل الحياة البرلمانية عنوان التنمية الشمولية والمستدامة وهو ما تؤكده معايشتنا لهذا الواقع راهنا بالإصرار على التمسك بتطوير الحياة الديموقراطية وعدم السماح بالتراجع عنها ايمانا من قادة بني هاشم بأن المواطن شريك اساسي في صنع القرار من خلال اختيار ممثليه في جميع المجالس التشريعية والبلدية والمحلية وغيرها.
وختم طلفاح حديثه بالدعاء لله العلي القديربأن يحفظ الاردن وقيادته الهاشمية حامية للوطن والعروبة والاسلام ومنافحة عن القدس والمقدسات، مؤكدا ثقته بأن لا خوف على الاردن من المستقبل مهما بلغت التحديات لأن 100 عام من التجارب أثبتت ان الاردن قادر على قهر التحديات وتحويلها الى فرص في اطار الوطنية والمواطنة التي تعزز مفهوم الحقوق والواجبات املا بمستقبل افضل.
-- (بترا)