علماء يتخوفون من سلالات فيروس إنفلونزا جديدة الشتاء المقبل
يشعر خبراء الصحة العامة بالارتياح لأن الولايات المتحدة تجنبت انتشارا قويا لعدوى الإنفلونزا الموسمية وسط تفشي جائحة كورونا. لكن المستويات المنخفضة من الإصابات بالإنفلونزا تركت للخبراء مجموعة أصغر بكثير من البيانات المستخدمة للتنبؤ بسلالات فيروس الإنفلونزا التي ستسود الشتاء المقبل، ما يزيد من احتمالات أن يكون لقاح الإنفلونزا الموسمية أقل فعالية من المعتاد.
يقول أخصائي الأمراض المعدية وطبيب الأطفال في جامعة تافتس، كودي ميسنر، إنه بمجرد أن تبدأ الأبواب تفتح مرة أخرى ويغامر الناس بالخروج دون اتخاذ احتياطات لمدة عام من Covid-19، فإن من المحتمل أن تكون هناك سلالات جديدة من الإنفلونزا منتشرة لم يتوقعها العلماء.
أستاذ قانون الصحة العالمي في جامعة جورج تاون، لورانس جوستين، يوافق على ذلك ويقول: "قد يكون لدينا مزيج من تدابير الصحة العامة المنخفضة على مستوى السكان مع لقاح منخفض الفعالية. ومن ثم قد يكون لديك موسم إنفلونزا مستعر العام المقبل".
وفيروس الإنفلونزا يتحور كما هو الحال بالنسبة لأي فيروس آخر، لكن تحوره السريع يخلق سلالات متعددة كل عام، في حين تكمن المخاوف في أن إعادة الحياة ربما تتسبب في انتشار سلالات جديدة من فيروس الإنفلونزا الموسمية لا يمكن للقاحات الموجودة حاليا لهذا المرض مكافحتها أو الحد من انتشارها، وفق تقرير لمجلة "بوليتيكو".
وتقول المجلة إن عملية التنبؤ بسلالات الإنفلونزا التي ستهيمن في كل موسم إنفلونزا هي جهد عالمي. تجمع منظمة الصحة العالمية خبراء مرتين في السنة للتنبؤ بسلالات الإنفلونزا -مرة واحدة لكل من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي- بناءً على البيانات التي تم جمعها من قبل المعامل في جميع أنحاء العالم. وهي تشمل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وهي واحدة من "المراكز المتعاونة" الستة التابعة لمنظمة الصحة العالمية لأبحاث الإنفلونزا.
في اجتماع نصف الكرة الشمالي في شباط/ فبراير، يراجع الخبراء ما هي السلالات التي يتم تداولها بعد ذلك في نصف الكرة الجنوبي مع اقترابها من الخريف، ويستخدمون هذه المعلومات لتفسير السلالات التي قد تضرب الجزء الشمالي من الكرة الأرضية بعد أشهر. في الولايات المتحدة، تراجع اللجنة الاستشارية للقاح FDA هذه التوصيات وتتخذ قرارًا نهائيًا بشأن تركيبة لقاحات الإنفلونزا التي سترخصها الوكالة.
من جانبها، قالت العالمة المساعدة في جامعة جونز هوبكنز ذات الخبرة في الأمراض المعدية، كوثر طلعت، إن الخبراء يراقبون كيفية تطور فيروس الإنفلونزا على مدار الموسم وأي السلالات سائدة في نهاية الموسم.
وأضافت أنه من السابق لأوانه معرفة الشكل الذي سيبدو عليه موسم الإنفلونزا الخريف المقبل أو التنبؤ بالفعالية المحتملة للقاح الإنفلونزا حتى مع انخفاض أعداد المصابين بهذا الفيروس بسبب تدابير جائحة كورونا.