حي “الطور” في معان: انقطاع المياه منذ 10 سنوات

دفع انقطاع المياه المتواصل منذ عشر سنوات عن حي "الطور” في مدينة معان، بالسكان، إلى التلويح بفك عدادات الاشتراك، واصفين الواقع المائي في المنطقة بـ”المأساوي”، لاسيما وأنه تم تنفيذ مشروع استبدال شبكات أنابيب المياه بكلفة 50 ألف دينار، بهدف تحسين الضخ والتزويد بالمنطقة نفسها في 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2019.
ويشير سكان "منطقة الطور”، التي يقدر عدد سكانها بزهاء 5 آلاف نسمة، إلى أن العطش ما يزال يضرب المنطقة صيفا وشتاء منذ فترة طويلة، رغم تنفيذ مشاريع التزود المائي في تلك المنطقة.
ويعيش سكان المنطقة على وقع مخاوف ظروف مأساوية، مع قرب دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لاسيما مع تفشي فيروس "كورونا” بين السكان، الذين تتزايد أعداد الإصابات بينهم، وفق الإحصاءات الرسمية، لانعدام أبسط وسائل النظافة في زمن الجائحة والبروتوكول الصحي.
وأثار انقطاع المياه عن منطقة "الطور” موجة غضب وتضامن عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، ما دفع عدداً من الناشطين إلى إطلاق حملة خلال الأسابيع الماضية تغريدات تحت شعار "العطش يخنقنا أنقذونا، العطش شبح يطارد السكان وسط رعب كورونا، هل تروي الوعود عطش الأهالي؟”.
ويطالب سكان، الجهات الحكومية المسؤولة، بالتدخل لإيجاد الحلول العاجلة لمشاكل المياه في منطقتهم المتمثلة في عدم وصولها نهائيا إلى منازلهم في مواسم الصيف، وانقطاعها المتكررة في الشتاء، ما يضطر غالبية السكان لشراء مياه الصهاريج من القطاع الخاص، رغم ارتفاع أثمانها، الأمر الذي كبدهم مبالغ إضافية.
ويؤكد محمد أبوصباح رويعي وهو أحد سكان المنطقة، أن المياه لم تصل إلى منزله في مواسم الصيف منذ عشر سنوات، مشيرا الى شحها وانقطاعها المتكرر في فصل الشتاء. ويقول إن الجهات المسؤولة لا تحرك ساكنا رغم النداءات المتكررة التي لم تجد آذانا صاغية.
وبين رويعي، أن أبناء المنطقة ملوا وعود المسؤولين، ما أجبرهمعلى التلويح بفك عدادات المياه، احتجاجا على عدم وصول المياه إلى منازلهم، مشيرا إلى أن الجهات المعنية وعدت أهالي المنطقة بإيصال المياه لهم عبر الصهاريج.
وقال إن سلطة المياه قامت، وقبل نحو عامين، بتركيب خط مياه جديد الى منطقة الطور، بهدف تقوية ضخ المياه للسكان، إلا أن مشكلة انقطاع المياه لم تنته وبقيت المعضلة قائمة لغاية الآن، رغم أن الخط كلف مبالغ مالية طائلة تقدر بآلاف الدنانير دون الاستفادة منه لحل المشكلة.
وتساءل صالح النعيمات، لماذا لا تعالج وزارة المياه مشكلة تكرار انقطاع المياه منذ أكثر من 10 سنوات؟، مبينا أن المياه لم تصل إلى منازل المواطنين في الحي خلال الأيام المخصصة حسب الدور كون المنطقة مرتفعة، ما يضطرهم إلى شراء صهاريج مياه على حسابهم الخاص، رغم أنهم مشتركون في خدمة المياه.
وقال المواطنان أحمد أبودرويش وعبدالله أبوهلالة، إن الكثير من سكان المنطقة، يمضون أيامهم يراقبون صنابير المياه علها تقطر ماء دون جدوى، واصفين الأيام والأشهر والسنوات الماضية التي انقطعت فيها المياه عن الحي بـ”الأصعب”.
ومن جهته، أقر مدير إدارة مياه محافظة معان المهندس محمد العسوفي، "بأن منطقة حي الطور تعاني انقطاع المياه منذ سنوات وهي مشكلة قديمة حديثة، مشيرا الى أن مواسم الصيف لم تصل فيها المياه نهائيا الى منازل المواطنين، باستثناء أيام في الشتاء، وما نزال نتلقى شكاوى متكررة من قبل المواطنين من أبناء المنطقة”.
وأشار إلى أنه سيتم التغلب على مشكلة انقطاع المياه في منطقة الطور وبشكل نهائي قريبا، من خلال طرح عطاء بإنشاء بوستر ومحطة متكاملة جديدة، بهدف تقوية ضخ ورفع المياه ومد خطوط ناقلة باتجاه المنطقة في غضون الأسبوع المقبل وبكلفة 150 ألف دينار تقريبا، بعد أن تمالانتهاء من عمل الدراسات وتجهيز وثائق عطاء مشروع المياه لخدمة منطقة الطور.
وبين أن محطة ضخ ورفع المياه المنوي إنشاؤها تقع بالقرب من منطقة حي الطور، بعد أن تم الطلب من وزارة السياحة بتخصيص قطعة أرض بواقع نصف دونم وقريبة من مجمع السفريات القديم لغايات إقامة المحطة عليها، مشيرا الى أنه سيتم تشغيلها قريبا، بحيث يتم ضخ المياه وحسب البرنامج المحدد لأخذ الحي كفايته واحتياجاته.
وأوضح أن إدارة المياه قامت بتنفيذ مشروع خط مياه ناقل لمنطقة الطور قبل عامين بكلفة 50 ألف دينار تقريبا، لكن المشكلة التي واجهت المديرية بعد تنفيذ المشروع، أنه لابد من استمرارية ضخ المياه 24ساعة وبشكل يومي ليتم إيصال المياه للمشتركين كون المنطقة مرتفعة جدا.
ولفت الى أن عمليات الضخ المستمرة يوميا صعبة في ظل انخفاض إنتاجية الآبار، خاصة وأن المديرية تقوم بضخ المياه وفق برنامج لتزويد الاحتياجات المائية للمواطنين في مناطق مدينة معان كافة.
وبين أن الخط القديم سيبقى للاستفادة منه إذا توفرت كميات ضخ قوية وإضافية حال تحسين المصادر المائية من خلال حفر آبار جديدة، لاسيما وأنه في الشتاء يخدم المنطقة كاملة.
وأضاف أن إدارة مياه معان تقوم حاليا بحفر بئر بديلة في منطقة سطح معان، لربطها بخزان تجميعي سعة 300 متر مكعب، بهدف تحسين التزويد في منطقة السطح، وحل مشكلة نقص المياه، مضيفا أنه تم طرح عطاءات مشاريع مياه وإحالتها لرفع الطاقة الإنتاجية في آبار الطاحونة واوهيدة وإيل.الغد