هل ستجري الانتخابات الفلسطينية .. ؟!
ترقب حذر ..
تشهد الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقرر إجراؤها نهاية مايو/أيار المقبل حالة ترقبٍ ومتابعة واسعة على مختلف الصعد والمستويات الداخلية والخارجية .. العربية والدولية ، فنتائجها أياً كانت ستنعكس حتماً على المنطقة برمتها ، وسيناريوهات التعامل مع مخرجاتها .. وفي ظل هذا الترقب والمتابعة تجري أطراف المنافسة الفلسطينية استعداداتها على قدم وساق لخوض هذه الانتخابات وسط نسب تسجيل شعبية عالية وصلت في بعض المناطق إلى ٩٥ % ومحاولة كل تيار بالدفع بكل ثقله من أجل التحصل على الشرعية الشعبية خصوصاً قطبي المنافسة الرئيسين حركتي حماس وفتح .
فتح مشتتة..
تتحدث الأنباء الواردة من الضفة الغربية وتحديداً من مقر المقاطعة في رام الله إلى حدوث انقسامات داخل صفوف قيادة حركة فتح وعدم قدرتها حتى اللحظة على الإجماع على قائمة موحدة لخوض الانتخابات خصوصاً في ظل الأنباء التي تتحدث عن قرار القيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي بالتنسيق مع القيادي المفصول مؤخراً ناصر القدرة عن دعم قائمة منفصلة عن "فتح" لخوض الانتخابات التشريعية ..
حماس متماسكة..
في المقابل تبدو حركة #حماس أكثر تماسكاً وانسجاماً وتقوم بتسجيل كتلتها ( القدس موعدنا ) والتي تضم شخصيات وازنة داخل المجتمع الفلسطيني ولها حضورها وتاريخها ،كل ذلك يجري وسط احتضانٍ شعبي واسع كما تشير كل نتائج الاستطلاعات في الفترة الاخيرة وظهر ذلك جلياً خلال الأحداث الأخيرة والتي كان آخرها مشهد تلك الألوف المؤلفة التي شاركت في تشييع جثمان القيادي في الحركة أبو عاصف البرغوثي.
سيناريوهات..
أمام هذا المشهد فإن الانتخابات التشريعية الفلسطينية أمام مشهد من ثلاثة مشاهد :
- تنصل قيادة حركة فتح من التزاماتها وتعهداتها التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات مع الفصائل في القاهرة وإعاقة انجاز هذا الاستحقاق الانتخابي أو تأجيله من خلال استحضار ذرائع مختلفة أبرزها قضية انتخاب المقدسيين والتي تم الاتفاق عليها خلال اجتماعات القاهرة مما سيفاقم حالة الانقسام الفلسطيني وبالتأكيد سيحمل الفلسطينيون حركة فتح نتائج هذا المشهد وستخسر الحركة هنا ما تبقى لها من رصيد داخل المجتمع الفلسطيني نتيجة هذا المآل.
- استشعار دولة الاحتلال وهي اللاعب القوي في الانتخابات لخطورة الذهاب إلى انتخابات قد تكرر مشهد انتخابات عام ٢٠٠٦ وتأتي بممثلين منتخبين عن الشعب الفلسطيني خارج المقاس "الاسرائيلي" مما قد يشكل لها إحراجاً جديداً في كيفية التعامل مع هذا نتائج هذا الاستحقاق مما سيجعلها حتماً للتتدخل مبكراً في التأثير على مخرجات الصناديق وهو ما جرى فعلاً من خلال اعتقال قيادات حركة حماس بالضفة الغربية والناشطين المؤثرين بها في سبيل إعاقة نجاح الحركة بالانتخابات.
- مُضي جميع الأطراف قُدماً في إجراء الانتخابات بغض النظر عن فرص كل طرف فيها والتعامل مع النتائج في حينه.