لاجئون سوريون: الإكتفاء الذاتي أسلوب حياة

 
 
بديعة الصوان

يأمل بعض اللاجئين السوريين في الأردن أن يحقق عملهم في القطاع الزراعي أملاً في حياة معيشية أفضل، على الأقل في تحقيق تقدم اقتصادي فضلاً عن تلبية حاجاتهم الانمائية طويلة المدى مقابل المساعدات الانسانية قصيرة المدى.

ويعتبر لاجئون أن العمل في الزراعة وسيلة فعالة تمكنهم من تحقيق ذاتهم وخلق فرص عمل لغيرهم، ويصبحون أفراد فاعلين ومساهمين في المجتمع.

وهذه ما ينطبق على أبو جسار، لاجئ سوري في المفرق يعمل في الزراعة يقول إنه "يهوى" الزراعة فهي هوايته منذ صغره ومصدر رزقه في نفس الوقت ويعيل منها عائلته المكونة من زوجته وسبعة أطفال.

أبو جاسر كان يعمل في الزراعة في سوريا قبل أن يلجأ للأردن بفعل الحرب الناشب هناك؛ حيث كان يزرع أرضه من بئره والمزروعات التي تنتجها الأرض يأكل منها وأبناءه ويتاجر بها.

يرى أبو جاسر أن هذه المهنة تساعدهُ وتحقق له الاكتفاء الذاتي وتساعد غيره لأنها تتطلب أيدي عامله وتعمق الروابط الاجتماعية بينهم كلاجئيين مع المستضيف فيقول "لدي مجموعة من الأيدي العاملة سواء من السوريين أو الأردنيين وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها سوياً، فهم يساعدونني في قطف المحصول الزراعي بأجر يومي".

أما أبو قاسم (لاجئ سوري في المفرق يعمل في الزراعة) فيقول "قبل أن ألجأ للأردن كنت أعيش في منطقة ريفية وكنت أعمل في الزراعة، فهي مهنتي ومهنة والدي، وفي ظل الظروف الصعبة الاعتماد على الذات ضروري في نقص المساعدات الإنسانية وحين قدمت للأردن قررت أن استمر في الزراعة إلا أنني وجدت عوائق وتحديات كبيرة".

ويتابع أبو قاسم "أبرز هذه التحديات هي قلة الماء وهي المورد الرئيسي للزراعة، في الأردن الماء يُشترى عكس سوريا فهو مجاني، الأرض هنا فقيرة تفتقد لعناصر كثيرة بالاضافه إلى قلة الماديات لدينا كلاجئيين".

هذه التحديات جعلت أبو قاسم يلجأ لزراعة الخضراوات والفواكة التي لا تحتاج لماديات كبيرة وتحتاج لماء قليل، فالمغامرة بها أقل، بحسب قوله .

الخبير الاقتصادي مازن ارشيد يرى أنه من غير العدل مقارنه الوضع الزراعي بين الأردن وسوريا، لأن الأخيرة لديها امكانيات كبيرة أبرزها الماء عكس الأردن التي تعتبر من أفقر 10 دول في العالم في الماء وهذه تحدي أمام اللاجئ الهاوي للزراعة .

ارشيد يؤيد ويشجع عمل اللاجئ السوري الذي له باع وخبرة طويله في العمل الزراعي من شأنه اعادة الأنظار للقطاع الزراعي ويساهم في الارتقاء بهذه القطاع ودمج الضروري بين اللاجئ والمستضيف.

مضيفاً أن الانتاج الزراعي يشكل 30‎%‎ من الناتج المحلي الاجمالي، وهذه يعني أن 80‎%‎ من الاحتياجات الغذائية يتم استيرادها من الخارج.

"الإهمال الإداري وعدم اعطاء القطاع الزراعي اولوية وتهميشه عبر الحكومات المتعاقبة شكل تهديداً للأمن الغذائي في الأردن بالإضافة إلى العزوف عن العمل الزراعي والهجرة للمدن جعل الوضع الزراعي صعب" يقول ارشيد.

مدير زراعة البادية الشمالية الغربية المهندس عبد الباسط العكاليك يرى أن اللاجئين السوريين اضافه مهمة للمفرق وخاصا قطاعي المطاعم والزراعة؛ فاللاجئ السوري أثبت نفسه وسرعان ما اندمج مع المجتمع نتيجة التقارب المجتمعي وأحياناً وجود صلة قرابة مع بعض العائلات الأردنية.

"جزء من اللاجئيين ساهم في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال عملهم في قطاع الزراعي والحكومة الأردنية سهلت لهم الحصول على التصاريح بشكل مجاني تشجيعاً لهم للعمل في القطاع الزراعي "يقول العكاليك.

مضيفاً أن المفرق تعتبر منطقة زراعية مهمة وربما يعود السبب لقربها من الحدود السورية، والسوريين في الأصل تعتبر الزراعة مهنة مهمة لهم لهذه السبب الكثير من المنظمات تستهدفهم لإقامة مشاريع زراعية نباتية او حيوانية.

في مخيم الزعتري استخدام اللاجئون هناك وبإشراف مختصين أسلوب الزراعة المائية وهذا الأسلوب لا يحتاج إلى تربه ويحتاج إلى نسبة قليلة من الماء في ظل ندرة المياه في الأردن.

الجدير بالذكر وبحسب الوكالة الفرنسية للتنمية "AFD” يعيش 16‎%‎ من الأردنيين ، و 78‎%‎ من اللاجئيين السوريين تحت خط الفقر في ظل الننقص الحاد في موارد المياه في بلد تساهم فيه الزراعة نسبة 4‎%‎ من الناتج المحلي الاجمالي وبنسبة 15‎%‎ من العماله و 75‎%‎ من استهلاك المياه على المستوى الوطني.