هذه الفيتامينات تساهم في تحسين المزاج
تُعتَبر الفيتامينات من أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم ليعمل بشكل صحيح، وقد يسبب نقصها مجموعة كبيرة من المشكلات الصحية، بما فيها الصحة النفسية، ويمكن أن يكون سبباً للشعور بالاكتئاب وفقد التركيز والقلق وضعف الحالة المزاجية لدى بعض الأشخاص. يستعرض لكم "العربي الجديد" أهم الفيتامينات التي تساعد على تعديل المزاج وكيفية الوقاية من نقصها.
هي فيتامينات قابلة للذوبان في الماء، ما يعني أنه لا يمكن تخزينها في الجسم لذلك من الضروري الحصول عليها في كل يوم من الأطعمة المتناولة. وتلعب دورًا مهمًا في مساعدة الدماغ على إنتاج مستويات كافية من المواد الكيميائية التي تؤثر على الحالة المزاجية ووظائف الدماغ الأخرى، إذ تنخفض مستويات السيروتونين عند الأشخاص الذين يعانون من نقصها، الأمر الذي ينعكس سلباً على مزاجهم. ومن أهم فيتامينات المجموعة B:
فيتامين B12: يؤثر نقص مستوياته على صحة وعمل الجهاز العصبي ويؤدي إلى خطر الخرف المبكر والاضطرابات العصبية والنفسية والشعور بالاكتئاب، فغالبًا ما يُلاحظ نقص فيتامين لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب. وهو موجود في الأسماك واللحوم والبيض والكبد.
فيتامين B3: (النياسين) يساعد في المحافظة على صحة الأعصاب والحفاظ على استقرار المزاج، كما يساهم في ضبط مستويات السكر في الدم وعملية الهضم، ويمكن أن يؤدي نقصه إلى الإجهاد وتدني الحالة المزاجية والاكتئاب. يمكن الحصول عليه من الأسماك واللحوم والبذور والفول السوداني والبازلاء الخضراء.
فيتامين B9: (حمض الفوليك) إضافة لدوره في منع العيوب الخلقية أثناء الحمل، يساهم في دعم وظائف المخ السليمة وتحسين المزاج وتعزيز المشاعر الإيجابية ويمكن الحصول عليه من الخضروات الورقية والهليون والحبوب.
فيتامين B1: (الثيامين) يساعد الدماغ في تحويل الغلوكوز لطاقة وبدونه تنفد طاقة الدماغ بسرعة. ويؤدي نقص الثيامين إلى مجموعة من الاضطرابات بما في ذلك التهيج وأعراض الاكتئاب، ووجدت إحدى الدراسات أن مكملات الثيامين قد تساعد في تقليل الاكتئاب. ويُعتَبر كل من الهليون الفاصوليا والبقوليات ومنتجات الألبان واللحوم والدواجن والأسماك من أفضل مصادر الغذاء للحصول عليه.
فيتامين B6: (البيرودكسين) وهو ضروري للحفاظ على صحة الجهاز العصبي والجهاز المناعي، لزيادة مستويات السيروتونين بشكل خاص، ويؤدي نقصه إلى زيادة التعرض لاضطرابات المزاج. تشمل مصادر فيتامينB6 المأكولات البحرية والدجاج والموز والمكسرات والحمص.
فيتامين D (فيتامين الشمس)
يعتبر عنصرًا أساسيًا للجسم، فعلاوة على حاجة الجسم له لامتصاص الكالسيوم والمحافظة على عظام صحية وقوية، فهو يقوي جهاز المناعة ويساهم في تحسين الحالة المزاجية وتقليل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي نتيجة تحسين مستويات السيروتونين. وبيّنت دراسة نشرت في مجلة Journal of internal medicine أنّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب أظهروا تحسنًا ملحوظاً بعدما تناولوا مكملات فيتامين D.
وتعتبر الأسماك الدهنية والبيض ومنتجات الألبان والفطر مصادر جيدة له، إلا أنّ أفضل طريقة للحصول على فيتامين د هي التعرض لأشعة الشمس بعض الوقت يومياً.
فيتامين C )حمض الأسكوربيك(
هو أحد مضادات الأكسدة المعروفة التي أثبتت فعاليتها، أخيراً، لمحاربة الاكتئاب وليس فقط لمقاومة نزلات البرد والالتهابات. وغالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين سي بالقلق أو الاكتئاب، وقد أظهرت بعض الدراسات، ومنها بحث نشر في مجلة Trials، أنّ الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين سي يتحسن مزاجهم ويزيد إدراكهم وينخفض عندهم الاكتئاب والقلق، بعد تناولهم هذا الفيتامين.
الوقاية من نقص الفيتامينات
أفضل طريقة لتجنب النقص الغذائي يكمن في الحصول عليها من مصدرها الأساسي أو من خلال المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على الفيتامينات. ولضمان الحصول عليها يوصى باختيار نظام غذائي متوازن من الأطعمة الطازجة، تشكل الخضروات والفواكه متعددة الأنواع والألوان نصف محتواه اليومي (30% خضروات، و20% فواكه)، أما النصف الآخر فيجب أن يتكون من 25% من الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، و25% من البروتينات، وخصوصاً الأسماك واللحوم والبقوليات والمكسرات.
ولا بد من التقليل قدر المستطاع من استهلاك الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات والكربوهيدرات المكررة ذات القيمة الغذائية المحدودة، فالاستهلاك المستمر لهذه الأطعمة يؤدي إلى استنزاف الفيتامينات من خلايا الجسم.
وينصح بترك التدخين أو الحد منه، إذ يؤدي إلى تسريع إنتاج الجذور الحرة في الجسم التي تسبب الضرر للخلايا. وهنا تعمل بعض الفيتامينات مثل فيتامين C كمضادات أكسدة على تحييد الجذور الحرة لمنع أو تقليل ضررها، ما يؤدي إلى استنزاف هذه الدروع، ويزيد من خطر الإصابة بنقص الفيتامينات.
ويُنصح أيضاً بالإقلاع عن شرب الكحول أو التقليل منها، إذ تشارك فيتامينات B بشكل مباشر أو غير مباشر في استقلاب الكحول، وبالتالي يتم استنفادها عند الاستهلاك المفرط للكحول.
ومن الضروري التعرض لأشعة الشمس بعض الوقت يومياً، لرفع مستويات فيتامين D والذي يعتبر أفضل مصدر للحصول على هذا الفيتامين. وإن تعذر ذلك بسبب الغياب الطويل للشمس في بعض البلدان أو بسبب الحساسية تجاه الشمس، فيُنصح بتناول مكملات الفيتامين لتجنب حدوث النقص.
* باحثة تحمل شهادة دكتوراه في تكنولوجيا الغذاء والصناعات الغذائية، تكتب مقالات متخصّصة في الصحة الغذائية لـ"العربي الجديد".