الشيطان يكمن في التفاصيل !!!
عبارة نسمعها كل يوم جرت على لسان الكثيرين (الشيطان يكمن في التفاصيل) نفهم منها ان هنالك عنصر غامض خامل مخبأ في داخله تفاصيل لا يمكن الحديث عنها لشدة خطورتها، هذه المقولة يتم الاستشهاد بها عند الترويج لفكرة بعينها وغالبا يصاحبها غموض في الطرح ونقص في الجواب وعندها يتم الحث والتلميح على التوقف عن التحليل والنقاش والاخذ والرد بها،
كمثقفين علينا أن نَتَسَاءَلُ بكل موضوعية ما هو الهدف من الترويج لمثل هذه المقولات ؟
وهل ما زالت تجدي نفعا !!! ام انه بالفعل الشيطان يكمن في التفاصيل!!!!
فالحديث مطولا عن الحيثيات والتفاصيل قبل أن يكتمل التحقق من الامر وتجميع الاوراق قد يلحق ضررا باصل القضية وكشف خيوطها !!!
والبعض يقول أنها شماعة تعلق الحكومات المرتجفة عليها ما تشاء ومتى تشاء الهدف منها تكميم الافواه !!! وعدم مناقشة أي امور، تثير الاستغراب عند المواطن الغيور، والذي هدفه الأوحد البحث والوصول إلى الحقيقة لا اكثر ليساهم بعدها في اقناع الاخرين بكل ما يثار هنا وهناك فنحترم العقول ونحمي بذلك الوطن من الفتن..
. باعتقادي أن مجرد العمل بتلك العبارة كما هي ، وتحولها تدريجياً الى مسلمات لا نقاش فيها ، قد يؤدى بأرقى المجتمعات الإنسانية وأكثرها نجاحاً إلى الفشل المبين،وكما قال محي الدين بن عربي: " كل ما يرد إليك وأنت تجهل أصله، فلا تعول عليه كثيرا "
محليا ومنذ اعلان الحكومة الاردنية عن اعتقال البهلوان والشريف حسن ، وتفنيد الاعتقال بانه جاء على خلفية امنية وليست اقتصادية او سياسية، اختلطت الامور وبصدق لم يوفق الاعلام الرسمي وحتى الخاص وحتى من تمت استضافتهمعلى كسب الشارع ..
كان بودي ان اسمع احدهم يتحدث عن سيرة البهلوان عراب بيع مقدرات الوطن ونهب خيراته وافقار المواطن، كنت اتمنى ان يخرج علينا احد كبار رجالات الدولة السابقين او الحاليين ويشرح لنا كيف خُدعنا كاردنيين وحكومات بهذا البهلوان وكيف ﻣُﻨﺤﺖ ﻟﻪ المواطنه فعق مانحها وانقلب على الوطن واهله..
لا نريد لمتحدث هنا او هناك ان يجدد البيعه للملك وللهاشميين ويذرف الدموع خوفا على الوطن ظناً منه انه بذلك يقف مع الوطن او الملك ، فلسان حال الاردنيين يقول بنو هاشم لا تبدل بيعتهم ،هم عاملنا المشترك الاكبر الذي لا ولن نقبل القسمة الا عليه.. خيطو بغير هالمسلّة
ذكرني البث المباشر لتلك القنوات واللقاءات التي تتم بايام الاستقلال او المناسبات الوطنية فاستضافت ما هب ودب حتى من كان منهم رميما فسبحان الله ( يحيي العظام وهي رميم)..
شفت اليوم وجوه على القنوات الفضائية رفضها الشارع في زمن الرخاء فكيف في هذه الأيام التي يمر بها الاردن الحبيب..
كيف لنا ان نقبل باشخاص تالفين شعبيا سقطت ورقتهم، منهم من لا يعرف كوعه من بوعه فقط يتحدث دون أن تفهم من كلامه شيئا، و جزء آخر يريد مقعد على حساب الوطن لقادم الأيام ، و منهم من شارك البهلوان ذات يوم في حَلِّهِ وَتَرْحَالِهِ فكيف نصدقه فيما يقول..
للاسف إعلامنا الرسمي وحتى الخاص فشل في التحدي، فشل بان يكون أحد عناصر دعم الوطن وإيصال المعلومة للمواطن، وان لا يسمح لاحد بتجاوز الخطوط الحمراء..
نسوا أن الفضاء مفتوح ، والأذن تطرب لمن يتحدث بالخبر اولا،
للاسف بفشلكم تركنا المجال لبعض الناعقين و المتربصين بنقل جزء من الحقيقة ودس السم في أطرافها ليصدقها البعض ويتم التعاطي معها على أنها الحقيقة الكاملة..
رسالتي الى بعض من يدعون انهم رجال دولة لنكتشف يومًا بعد يوم انهم أصحاب سيوف خشبية، الى كل من تحدث تلميحاً أو تصريحاً وحاول ان يمارس الذكاء وزرع الفتنة ليوسع مقعده المتهالك شعبيا وملكيا، الى من نَسِيَ منهم أن سمو الامير حمزة امير هاشمي ، هوابن الحسين الكبير واخ ابا الحسين المؤتمن على اثر والده ، الى من يدعون انهم اصحاب قلم حر ووطني، الى كل المهرجين والمتاجرين، قيل كلام الملوك لا يعاد واشارة الملك كانت واضحه بان الامر سيحل داخل الاسرة الهاشمية، ولكن للاسف لم تصلكم الرسالة لنقص ادراك عقولكم لحجم الملف فسبحان الله الصغير يبقى صغير في كل شي..
حمى الله الاردن قيادتا وشعبا وارضا ، وحمى الله آل هاشم من السّقّآرون اصحاب الدسائس والفتن ..