سيف ذو حدين
لطالما كانت الأم منبع العطاء والحاضنة الأولى للإبداع لأبنائها الذكور والإناث على حد سواء منذ نعومة أظفارهم , يحملون جيناتها وصفاتها العملية وأحيانا أفكارها ولكن ماذا إذا اختلفت الأفكار بين الأبناء والأم ؟
حقيقة على الأم هنا الاختيار ما اذا كانت تود أن تدعم أبناءها أم تستنسخ نفسها وترى انعكاس صورتها عليهم
ولا أقول هنا أن صورتها خاطئة بل على العكس قد نجد أن الأمم حققت نجاحات في مجال عملها أو في بيتها وأسرتها وتريد من أبنائها أن يصبحوا بنفس نجاحها ولكن ماذا إذا اختلفت التوجهات والأفكار والمجالات ما بينهم ؟
لا أحد مخطئ بل الجميع على صواب فالنجاح هي كلمة نسبية بين الأشخاص بعضهم يملك معايير معينة ومقاييسه الخاصة ليعتبر نفسه ناجحًا في مجاله والخطأ كما يرى البعض أن يتم إجبار أي شخص على النجاح في مجال غير مجاله وتوجهات لا يحملها وقناعات ليست مقنعة بالنسبة له , أما على الصعيد العائلي للشاب أو الشابة فالعائلة هي المحتضن الأول والداعم الأول لما يفكرون أو يشعرون فتترك كلماتهم وأفعالهم أثرًا كبيرًا، على الأبناء وهنا وجب القول أن على الأبوين الانتباه من الوقوع في هذا الخطأ الذي قد يبدو لهما صوابًا فقد يرونه طريقًا لنجاح أبنائهم كما كان طريقهم والحقيقة أن المعطيات والظروف اختلفت غتنعكس المفاهيم ويصبح سببًا للفشل والتشتيت الفكري .
أما عن الأم فتسلك أحيانا نهجًا خاطئًا في توجيه ابنتها تحديدًا فهي شبيهتها فطريًا وترى نفسها فيها ولكن برأيي من الخطأ محاولة استنساخ نفسها في ابنتها يكفي فقط دعمها لأن الأنثى تحتاج إلى الدعم النفسي الأسري أكثر من الذكر بسبب ميلها إلى العاطفة المفرطة تجاه المحيط الخاص بها وتحديدًا أسرتها ولا تستطيع سوا محبتهم والتعامل معهم بمشاعر قوية فإذا كانت هذه المشاعر سلبية ستكون مؤذية جدًا وأحيانًا قد تبالغ بردة الفعل العكسية والتي تسبب العديد من الآلآم النفسية خصوصا أن الأبناء في مرحلة معينة يخوضون قليلًا من التوتر النفسي والقلق .
هنا يمكننا الاستنتاج أن الأم أكبر مؤثر على أبناءها وخصيصًا اذا كانت امرأة قوية , قد تكون قوتها سلاح ذو حدين إما أن يكون سيفًا للدفاع عن مستقبل أبنائها وأفكارهم ومعتقداتهم في إطار لا يتجاوز المعايير الأخلاقية والثقافية أو أنه سيف يقتل رغباتهم وتوجهاتهم ويجعل منهم بلا هوية فاقدي الثقة ولا يرون نفسهم سوا انعكاس لظل أحدهم كونوا
نصيحتي ان تكونوا سندًا لهم رغم الاختلافات فيما بينكم فهم بأمس الحاجة لكم , قد يخطؤون أحيانًا , ساعدوهم على تجاوز هذا الخطأ , هم يحتاجون لمعرفة الصواب ولكن ليس بطريقة قاسية فأنتم كنتم يوما ما مكانهم , تذكروا أنفسكم .