فاجعة "ابن الخطيب" ببغداد.. أقارب الضحايا يكشفون الأسباب
"طفايات حريق لا تعمل ومعدات طبية عفا عليها الزمن ونظام الإنذار من الحرائق متعطل في المستشفى" تلك قائمة اتهامات الشهود والطاقم الطبي وفرق الإغاثة وأقارب الضحايا في الحريق الذي اندلع بمستشفى لعلاج مرضى كورونا في بغداد السبت الماضي وأودى بحياة أكثر من 80 شخصا.
لم تكن أحدث المآسي في العراق، التي نجمت عن انفجار خزان أكسجين، سوى عرض من أعراض مرض سوء الإدارة الذي يعاني منه نظام الرعاية الصحية منذ سنوات، وحتى في أوقات السلام النسبي.
وأذكى الحادث نار الغضب في صدور العراقيين الذين يقولون إن عجز حكومتهم والنخبة السياسية عن تحسين الخدمات واقتلاع جذور الفساد على مستوى البلاد يودي في النهاية بالأرواح، وفقا لوكالة "رويترز".
وقال محمد عطار، الذي لقي ثلاثة من أقاربه حتفهم في الحريق الذي وقع في شهر رمضان المبارك: "كل شيء في المستشفى قديم. لا شيء جيدا في منظومة الرعاية الصحية بالعراق".
وأبدى أطهر المالكي، الذي فقد أحد أفراد أسرته أسفه لما قال إنه عجز السلطات عن الرد والتصدي لحالة طارئة.
وأضاف "ألم يكن واجبا أن يكون هناك إشراف على مستوى الوزارة على مستشفى كوفيد-19 في بغداد؟ هذا إهمال جسيم .. مستشفى يحترق ولا تتوفر حتى عربات إطفاء بشكل سريع".
وقال الدفاع المدني في العراق إنه حذر السلطات في وقت سابق من خطر اندلاع حريق بالمستشفى.
وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني العراقية العميد جودت عبد الرحمن: "قمنا بإبلاغ ادارة المستشفى ودائرة الصحة رسميا بوجود مخالفات لشروط السلامة لكننا لم نحصل على أي إجابة".
وأضاف "لم تتوفر منظومة الإطفاء الرطبة وكذلك لم يكن هناك منظومة الإنذار للحرائق. لو توفر كل ذلك لأصبح السيطرة على النيران بوقت أقل ولكان هناك عدد أقل من الضحايا".
وقال 4 من الشهود إن طفايات الحريق في المستشفى لم تعمل عندما بدأ الحريق في الانتشار.
فوضى في العراق
وقال طبيب عمل لفترة وجيزة في مستشفى ابن الخطيب إنه تركها وانتقل إلى مستشفى آخر بسبب تردي الأوضاع التي وصفها بكلمة "فوضى".
وأضاف الطبيب الذي تحدث طالبا عدم نشر اسمه خوفا من أن تعزله وزارة الصحة: "كانت جحيما ليس فقط للمرضى ولكن للأطباء أيضا. صيدلية المستشفى لا تحتوي إلا على الباراسيتامول وحبوب المضادات الحيوية البسيطة".
ومن بين المحققين في الحريق وفاء الشمري النائبة في البرلمان وعضوة لجنة الصحة والبيئة البرلمانية.
وتساءلت: "هل يُعقل أن مستشفى كبير في بغداد متخصصا بعلاج مرضى كورونا يفتقر الى أبسط إجراءات السلامة؟ لماذا هذا الاستخفاف بحياة المواطنين".
من جانبها، تعهدت الحكومة بمحاسبة المسؤولين، لكن الذين فقدوا أحباءهم وذويهم يقولون إن ذلك لا يبعث على أي قدر من الارتياح أو الطمأنينة.
وقال محمد علي (23 عاما) الذي توفي عمه في الحريق "بقي في المستشفى 25 يوما. كان من المقرر أن يخرج ويعود إلى المنزل في اليوم التالي (الأحد). قالوا إنه بخير الآن وإنه تعافى ويمكنه المغادرة".
ولاحقا تم وقف وزير الصحة العراقي عن العمل فورا، لكنها مجرد خطوة يعتقد كثير من العراقيين أنها لن تحدث فارقا كبيرا في نظام للرعاية الصحية، الذي يعاني تبعات عقود من الإهمال.
سكاي نيوز