أن تكون رئيسا للوزراء في الاردن.. حلم أم كابوس؟!
هو حلم ؟ أم كابوس ؟ أم ماذا ......... لا أدري لكن هذا ما كان
للأمانة غالبا ما أكون في أصدق حالاتي عندما أكون في حديث مع نفسي، هذا الحديث أو الحوار كان قصيرا زمنيا مقارنة بالحلم الذي دام طيلة الليلة السابقة له ، أما تفاصيل هذا الحديث فتحتاج وقت طويل لسردها لكني سوف أحاول اختصارها قدر المستطاع.
كانت البداية بأول تساؤل داهمني في حلمي عندما جلست على كرسي الرئاسة ، هل أستطيع إلغاء الإتفاق مع أعداء شعبي والذي لم يجر على بلدي وشعبي إلا الوَبال؟ هل أقدر على ذلك في الحال؟ تفكير لم يطل كان جوابه بالتأكيد لا، ثم عدت لأقول ولكن هل أستطيع فعل ذلك بعد فترة من الزمن؟ هذه المرة طال التفكير قليلا لكن كانت الإجابة نعم أستطيع، لم لا! بصدق كان وقع هذه النعم على نفسي سعادة ربما تفوق سعادة نيوتن بسقوط التفاحة، بعد هذه الإجابة عم السرور كل أركاني، ولوهلة أحسست أن كل ما في غرفتي ضج بالسعادة والسرور احتفالا بسعادتي.
كانت سعادة لا توصف لم يكبح جماحها قليلا إلا تسارع تساؤلات حلمي وإلحاحها علي بالإجابة، المواطنين من شعبي؟ فقرهم، حرمانهم، تعليمهم، صحتهم، ثم ماذا عن اقتصاد بلدي؟ ماذا عن الزراعة؟ ماذا عن البطالة؟ ماذا وماذا وماذا؟ ماذا عن كل شيء حاله سيء في بلدي؟ هل أستطيع تغيير كل هذا في الحال؟ بصراحة الإجابات كانت تتوالى على رأسي كالمطرقة على السندان وكانت لا لا لا لا هي الإجابة المُرة على كل ما سبق ، لكن بعد فوضى (اللا) التي اجتاحتني بعنف، عدت للتساؤل الأول وقلت إذا كنت تمكنت من الوصول لنعم هناك، فلم لا أتمكن من هذه (النعم) بعد فترة من الزمن كما حدث سابقاً في موضوع الإتفاق؟
مع نفسي وبعد أخذ ورد طويل كانت هجمة السعادة أكبر من سابقتها ، وكانت الإجابة التي أنتظرها نعم أستطيع ، أستطيع تغيير كل هذه الأوضاع السيئة في بلدي إلى الأفضل ، هي مسألة وقت لن يطول وسوف أثبت لنفسي ولشعبي بأنني أستطيع .
نعم والتي كانت هي إجابتي على كل تساؤلات حلم الليلة السابقة ، وكل السعادة التي غمرتني بعدها لم تكن كافية ، وكان تساؤل اليقظة هو الذي يحتاج لتفسير يريحني وينهي هذا الحوار ، ما الذي يحدث يا هذا ؟ تسأل نفسك وتجيب بلا ، ثم تعود لنفس السؤال وتجيب بنعم ! ماذا بك ؟ ما الذي يحدث بداخلك ؟ هل أنت نفس الشخص في الحالتين ؟ هل مسألة الزمن هي السبب في تَغَيُر إجابتك فقط ؟ أم أنك ما زلت تحلم ؟
هنا كان لا بد من حلم يقظة يسعفني بالإجابة التي تقطع الطريق على هذا التساؤل القوي ، وكان فعلا ، وكانت الإجابة نعم أنا نفسي من قلت لا ثم عدت وقلت نعم ، لم يتغير في أي شيء ، فقط الأمر لم يتعد أنني سألت نفسي بضعة أسئلة ، هل أنا فعلاً مع شعبي ؟ هل أنا فعلاً راغب ولدي إرادة للتغيير بصدق ؟ هل أستطيع اتخاذ قرار فوري مع نفسي للبدء في هذا التغيير ؟ ثم والأهم من ذلك كله ، هل احب بلدي وشعبي أكثر من كرسي الرئاسة ؟
وعندما وجدت الإجابة على هذه الأسئلة نعم ، كانت النتيجة هي إجابتي على كل تساؤلات حلم الليلة السابقة نعم أنا الرئيس ، وأنا قادر على كل شيء ما دمت مع شعبي ، وما دام شعبي معي .
majeduothman@yahoo.com