صريحات وزارية بائسة


تتعامل الحكومة مع المواطن مثل الأم مع طفلها الصغير عندما تتبسم في وجهه وتعده بقطعة من الشكولاته، مراهنة على صغر سنه وضعف إدراكه للغث من السمين. ظهر وزير الكوبونات وبراءة الأطفال في عينيه منفصلا تماما عن واقع الأردنيين، وكأنه آت من عالم آخر لم يسمع شيئا عنهم. وزراء "الصيف الآمن" و"فتح جميع القطاعات" ظهروا وكأنهم لم يستفيدوا من دروس "الفايروس نشف ومات" وسعي الحكومة "لصفر إصابات" وقبلها أن "الأردن خال من الكورونا"، بينما تجربة العالم أن الكورونا يغيب ثم يأتي بموجات .

ويطلّ وزراء مبتسمين قائلين أن "الأيام القادمة تحمل أنباء جيدة حول الحظر "وأن المواطنين سيسعدون "بالقرارات الحكومية قيد الدراسة" وأن الحكومة تدرك "أهمية صلاة التراويح للمواطنين"، لذلك فإنها تعدهم أن تفرحّهم بقراراتها الموعودة عن قريب، ويصرح وزير أن "بعض توصيات لجنة الأزمة غير قانونية"، فتنشر الخلية مؤكدة أن "توصياتها تستهدف حماية صحة وسلامة المواطن والسيطرة على الوباء، وأن القرارات بهذا الشأن ستصدر عن الحكومة"، ويتزامن تصريح وزير المياه عن صعوبة الوضع المائي هذا الصيف وطلبه تفهم المواطنين مع إعلان هيئة النزاهة ومحاربة الفساد في اليوم التالي عن تحويل قضية عطاء حفرآبار مياه لا لزوم له حسب الخبراء، وبملايين الدنانير أحاله وزير مياه سابق على شركة هو شريك فيها . وبينما يحتشد علماء العالمين العربي والإسلامي لدعم المقدسيين وانتفاضتهم الرمضانية يصرّح وزير في حديثه لمحطة إعلامية عالمية بكلام باهت بعيد عن موقف الأردن وعن موقف الملك وعن ديناميكية اللحظة تجاه الأقصى والقدس والمقدسيين وهبتهّم.

أجهل أسباب هذا التردي، وأتمنى أن تكون بسبب تنافس الوزراء على الظهور، أو ضعف في بنية الحكومة، أو زلات لسان مثل زلة الألسنة التي سمعناها بموضوع " الفتنة " ، أو كلّ هذا مجتمعا..

لذلك ، أتمنى على دولة الرئيس ، ولأن التعديل الوزاري فقد معانيه ، ليس إقالة أحد كما رأيناه يقيل وزيري الداخلية والعدل لما هو أقل بكثير مما سمعناه ، أن يبادر بممارسة صلاحياته ، لئلا يترسخ اعتقاد بأن ما يجري بإيعاز منه أو بالتنسيق معه أو لضعف متابعته فريقه ، او تعبيرا عن سياسة الحكومة ، وهو الأسوأ.