الولادة بأميركا.. سيدات يروين تجاربهن الحقيقية للحصول على جواز السفر لأبنائهن

من أجل جواز سفر أزرق، قد تقرر إحداهن أن تخوض تجربة قاسية ومجهولة، هكذا كان الأمر بالنسبة لهناء زيتون (منى زكي) بطلة مسلسل لعبة نيوتن، التي بدأت اللعبة ولا أحد يعرف كيف تنتهي؛ لكنها أثارت جدلا تردد صداه في أذهان الكثير من النساء اللاتي رغبن في خوض المغامرة، والحصول على فرصة أن يكن أمهات لطفل أميركي الجنسية.

منشورات عدة في المجموعات النسائية المغلقة، تتعلق باستفسارات حول نظام الولادة في أميركا أو كندا، وكيفية السفر وإجراءات الولادة وتسجيل المولود، والصعوبات والمعوقات التي قد يواجهنها.

 
وفق التعديل الـ14 بالدستور الأميركي، يمنح كل مولود على أرض أميركية جنسيتها، وبهذا يصبح المولود مواطنا أميركيا بغض النظر عن جنسية والديه.

لكن الولادة في أميركا ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض، خاصة مع التشديدات التي وضعتها الحكومة الفدرالية، للحد من فكرة استغلال تلك الميزة، التي انتشرت بصورة واسعة، بسبب المميزات التي يحصل عليها حاملو الجنسية الأميركية، فيما يتعلق بالخدمات الصحية والتعليم المجاني في المدارس الأميركية، والمنح المقدمة للطلاب المتفوقين، بالإضافة لمعاملته كمواطن أميركي فيما يتعلق بالتوظيف والحقوق الانتخابية، والمعاملة الاستثنائية في معظم دول العالم.

لم يلاحظ الكثيرون أن أحداث مسلسل "لعبة نيوتن" تدور في 2019، حيث ولد إبراهيم في 14 يناير/كانون الثاني، قبل أن يطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تشديدات على دخول الولايات المتحدة، وبرغم غياب ترامب إلا أن القوانين التي وضعها ما زالت قائمة، وكذلك أحلام الأمهات في المجموعات المغلقة ما تزال تعلق الآمال على جواز السفر الأقوى في العالم.

تحاول الكثيرات السفر لأميركا بغرض الولادة قبل ظهور علامات الحمل (الألمانية)
تجربة لعبة نيوتن
"أنا حامل في الشهر الثاني، وأفكر في الولادة بأميركا أو كندا، ما هي الإجراءات؟ وكم التكلفة؟ وهل هناك شركات تساعدني في الحجز والترتيبات؟، وهل التأمين الصحي يساهم في تكلفة الولادة؟" مجموعة أسئلة طرحتها مؤخرا إحدى السيدات عبر مجموعة نسائية على فيسبوك، هي مصرية الجنسية لكنها تعيش في السعودية، كانت تجربة هناء في مسلسل "لعبة نيوتن"، ملهمة لها، رغم كل مشقتها؛ لكنها كذلك كانت سببا في تحذيرات كثيرة نصحتها بها سيدات المجموعة.

رغم السخرية التي تلقتها السيدة من بعض الردود؛ إلا أنها حظيت بمعلومات أساسية، ربما تساعدها في الرحلة التي انتهت، على عتبات المجموعة، قبل أن تبدأ، وتضمنت التعليقات نصائح تخبرها أن أميركا ألغت التأشيرات السياحية بسبب كورونا، أما تجارب النساء عن الولادة هناك، فكان الكثير منها إيجابيا، خاصة فيما يتعلق بميزات النظام الصحي.

النصائح أغلبها دارت حول استحالة دخول أميركا في حال عرفت السلطات الرسمية بالمطار أنها حامل، سواء من مظهرها الخارجي، أو احتواء حقيبتها على أي إشارة قد تدل على ذلك.

كما نصحها البعض بأن التأمين الصحي لا يتكفل بمصروفات الولادة إلا بعد مرور سنة على الوجود بالولايات المتحدة، وقد يعرضها ذلك لعدم الحصول على تأشيرة الدخول مرة أخرى، إلى جانب الضغط الذي قد تتعرض له في المطار.

 كما تروي إحدى السيدات التي كادت أن تصاب بانهيار، لأنها شاهدت استجواب امرأة أخرى، كانت قادمة لحضور مؤتمر، وتم استجوابها بصورة مربكة لاكتشاف إذا كانت حاملا أم لا.

كثير من تجارب الولادة في أميركا، حكاها أصحابها لشرح ظروف وملابسات الخطوة التي اعتبرها البعض مجازفة، واعتبرها البعض الآخر تجربة تستحق المغامرة.

 استجواب
تروي مروة التي وضعت توءما في إحدى مستشفيات نيوجيرسي، أنها في عام 2020، قررت أن تسافر بهدف الولادة مع والدة زوجها في الأسبوع الـ30 من الحمل.


وأضافت "لحسن الحظ كانت تأشيرة سابقة حصلت عليها قبل عامين ما تزال سارية، وبالطبع كان الحمل واضحا علي فقد كانت أسابيع قليلة متبقية لي على الولادة، لذا حينما سألوني في مطار أميركا عن سبب الزيارة جاوبت مباشرة للولادة وزيارة عائلية، وفي هذه اللحظة تعرضت لسخافات شديدة، فقد أخذوني إلى غرفة منفصلة، بعيدا عن أهلي، وبدؤوا في استجوابي بغلظة، لماذا أتيت؟ أين ستقيمين؟ وهل يوافق شقيق زوجك على الإقامة عنده؟ كم معك من أموال؟ وحين أخبرتهم أن معي 9 آلاف دولار أميركي، كانت إجابتهم أن هذا ليس كافيا للولادة، فأجبتهم أنني قد اتفقت مسبقا مع طبيب ومستشفى عبر الإنترنت، بعدها أخذوا مني الأموال لعدها والتأكد من صحة كل ورقة مالية، إلى أن سمحوا لنا بالدخول بعد 5 ساعات من الاستجواب".

10 آلاف دولار وتأشيرة دخول سارية، وحجز مع طبيب عبر الإنترنت، والاتفاق مع شركة لتسهيلات الإقامة، كانت هي النصيحة الأكثر تكرارا من واقع تجارب السيدات اللاتي خضن التجربة.

قبل 6 سنوات، حصلت "إيناس" على تأشيرة دخول لأميركا، وكانت حينها حاملا في الشهر الثاني، وسافرت بعد الاتفاق مع طبيب ومستشفى رشحتها لها صديقتها المقيمة في أميركا، والتي استضافتها في منزلها، فلم تتحمل عبء تكلفة الإقامة.

تقول إيناس "الأمر ليس صعبا كما يعتقده البعض، نصف مصر تنجب في أميركا؛ لكن المشكلة الآن في الحصول على التأشيرة في ظل كورونا، بالإضافة للتشديد الذي حدث من إدارة ترامب عام 2020".

بينما تحكي (ر.م) سيدة كويتية، تجربة الولادة في أميركا، فتقول إنها ذهبت إلى السفارة الأميركية، ولم تجد أي صعوبة في استخراج التأشيرة، رغم أن الحمل كان في الأسبوع الـ30؛ إلا أن موظف السفارة سألها هل تستطيعين تحمل تكلفة الولادة هناك؟ فأجابت بنعم، وحصلت على التأشيرة لمدة 5 سنوات، ثم كل شيء بعد ذلك مر بالسهولة نفسها، حتى حصل مولودها على جواز السفر الأميركي خلال أسابيع قليلة بعد الولادة.

المصدر : مواقع إلكترونية