عن الشاب راشد صويص.. والقلة الهامشية
الرحمة والسلام لروح الشاب راشد صويص ابن مدينة الفحيص وابن الاردن. شاب حالم وشجاع وطموح شاءت الأقدار أن يقضي نحبه قبل أن يكمل عامه العشرين.
عندما قرأت خبر وفاته شعرت بحزن عميق وشعرت بهول الفاجعة لوالديه ولمحبيه. استجابتي الاولى كانت حزنا على شاب لم أراه إلا صورة في الصحف. ولم ولا تسمح مشاعري الإنسانية بالتعرف على اسمه او اهله او دينه. فالموت لا يعرف هذه المفردات ولرهبة الموت لا يتملكنا شعور آخر سوى الحزن والتضامن الوجداني مع اهل الفقيد.
ردود وملاحظات بعض الأصدقاء اظهرت ان الشاب ينتمي لاسرة مسيحية ولهذا السبب تحديدا أظهر بعض المرضى ممن يوصفون بالمتعصبين مواقف منافية للمشاعر الانسانية خاصة وان الشاب الفقيد هو اخ وابن لكل مواطن وأسرة اردنية.
اسأل نفسي اي همجية واي جهالة واي انعدام للحس الإنساني يميز هؤلاء الذين يشاركوننا الوطن والمواطنة.
يقيني ان هؤلاء قلة هامشية وان الغالبية العظمى في مجتمعنا متآخية ومتحابة.مؤسف ومفجع حقا هذا الوعي الظلامي الجهول الذيميز هذه القلة السامة.
هؤلاء لا يعرفون تاريخ اجدادهم ولا يعرفون تاريخ امتهم بل ولا يعرفون حقيقة دينهم الذي يزعمون نصرته وهم الاشد عداوة له . هل يعلم هؤلاء اي تاريخ عظيم واي دور مجيد للعرب المسيحيين في اثراء حضارة امتهم واغناء ثقافتها وحماية لغتها .هؤلاء شركاء في وطن بذلوا في سبيله التضحيات والارواح.
هذه القلة السامة بما تبعثه فينا من الم واستنكار تذكر وتؤكد الحاجة الى ثقافة مجتمعية انسانية تحارب بلا مواربة التطرف والتعصب والحاجة الى منظومة اعلامية وتعليمية تكرس القيم الانسانية وعمادها احترام التنوع الثقافي والديني والقومي للمجتمع والانطلاق من الفهم الذي يرى في التنوع ثروة واثراءا للفرد وللمجتمع.