أفغانستان وسيناريو ما بعد الانسحاب الأمريكي
بقرار إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ترسم إدارة بايدن ملامح جديدة للسياسة الأمريكية في العالم، والتي يزمع اتخاذها الرئيس جون بايدن والذي بدوره تعهد بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ليفسح المجال كي يتم تطبيق الاتفاق الأمريكي_الطالباني والذي عقد في الدوحة، فالبرغم من الانتقادات الشديدة التي تعرض لها قرار انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان من قبل الحكومة الأفغانية خشية أن يتم زعزعة الاستقرار الأمني الهش بالرغم من التواجد الأمريكي.
فتح صفحة جديدة من النزاع الأفغاني-الافغاني، هذا ما يتوقعه بعض المحللين، في الصراع والذي ربما ينشب بين الأطراف الأفغانية الحكومة من جهة وحركة طالبان من جهة أخرى، ومع تصاعد وتيرة الأحداث المتلاحقة في أفغانستان، تحتاج أفغانستان إلى إرادة قوية وصادقة لترسيخ السلام الأمني والمجتمعي في الأراضي الأفغانية، ومد جسور التواصل بين مختلف فئات وشرائح المجتمع الأفغاني، بعد عقود طويلة من الصراع بين الأطراف الأفغانية وقتال القوات الروسية حينما دخلت الأراضي الأفغانية ثم الانتقال لمرحلة القتال الذي نشب بين حركة طالبان والقوات الأمريكية.
ربما تفاجأ العديد من المحللين السياسيين والمطلعين على الحالة الأفغانية، قرار الرئيس جون بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، ويدعو إلى الاستغراب كيف يمكن للولايات المتحدة الأمريكية ترك دورها في تلك المنطقة؟! وما هي الأسباب الحقيقية وراء قرار الانسحاب الفجائي مع علم الولايات المتحدة محاولات روسيا إلى أن يكون لها دور حاسم في المصالحة الأفغانية والعودة للعب بورقة أفغانستان من جديد؟! المستقبل القادم سيجلو الصورة بشكل أكبر، لما ستؤول اليه الأوضاع في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، فهل ستبقى يد الولايات المتحدة الحاضر الغائب في المشهد السياسي والامني في أفغانستان؟