الحكومة الواثقة من نفسها لا تخشى الاعلام ابدا..
محرر الشؤون المحلية - فيما بدأ رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، عهده في الدوار الرابع باطلاق التصريحات التي تؤكد شفافية الحكومة وانفتاحها على وسائل الإعلام، قائلا: "إن نهج الحكومة وديدنها سيكون الانفتاح الكامل على وسائل الإعلام والمصارحة والمكاشفة التامة والحقيقية والصادقة والموضوعية مع المواطن الأردني"، يأتي الواقع ليكشف وهن تلك التعهدات والتصريحات، ويبدأ الخصاونة عهده بانغلاق كامل.
اليوم، تصطدم وسائل الإعلام المستقلة بانغلاق الحكومة على نفسها، والأمر هنا لا يتوقف عن امتناع الوزراء عن التصريح لوسائل الإعلام فقط، بل وشكاوى أمناء عامين وزارات منعهم من التصريح، الأمر الذي يشكل قطعا لكلّ خطوط الاتصال بين الحكومة والشعب.
ربما يكون الرئيس الخصاونة يرى أن وزراءه لا يمتلكون الكفاءة للظهور عبر وسائل الإعلام، لكن حلّ هذه المشكلة لا يكون بقطع خطوط الاتصال بين الحكومة والشعب، بل بتدريبهم وتأهيلهم على ذلك، أو اخراجهم من الحكومة واراحة الوطن من عبئهم، خاصة إن وصل الخطأ والزلل حدّ الاساءة إلى مؤسسات وطنية هي محلّ اجماع واحترام الأردنيين كافة!
الأردن اليوم أحوج ما يكون إلى تكريس نهج الشفافية بين الحكومة والشعب، وهذا يكون من خلال الانفتاح على وسائل الإعلام وعلى رأسها وسائل الإعلام المستقلة، أما الإنحياز لوسائل اعلام بعينها لا يقتنع الناس بما تقدّمه لعدم عرضها أية وجهة نظر مخالفة للحكومة، فهذا لن يفيدها في شيء.
لا يُعقل أن تطلب الحكومة من الإعلام اقناع الشعب بسياساتها دون أن تقدّم اجابات شافية على تساؤلات الناس والتي تطرحها وسائل الإعلام المستقلة، ودون أن تردّ على مخاوف المراقبين وأصحاب الرأي المخالف لسياسات الحكومة.
الحكومة الواثقة لا تخشى من الإعلام ولا من الإجابة على تساؤلاته، وهذا التعتيم الذي يجري والامتناع عن تقديم المعلومة لن يفيد الدولة في شيء، بل سيعمّق من حجم فجوة الثقة بين الرسمي والشعبي..