ماذا تفعل السيدة المصابة بالصرع إذا فكرت بالحمل؟
قدمت نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، معلومات للسيدة المصابة بداء الصرع، على شكل سؤال وجواب، ونصائح مهمة، إذا فكرت بالحمل.
وبينت نشرة المعهد أن الحمل يثير مخاوف للسيدة المصابة بالصرع، علماً أن معظم النساء اللاتي يعانين من الصرع والمسيطر عليه بواسطة الأدوية قادرات على إنجاب أطفال أصحاء ولكن قد تحتاج المرأة إلى رعاية خاصة أثناء الحمل.
الصرع هو مرض شائع يعدُّ في مقدمة الأمراض العصبية التي يعاني منها الإنسان وتؤثرعلى حياته نفسياً وعملياً. وهو عبارة عن اضطراب مزمن يصيب الدماغ، ويتأثر به الأشخاص من جميع الأعمار.
يعدُّ الصرع مرضاً غير مُعدٍ، ويتميز بنوبات متكررة، وتتمثل هذه النوبات بحركات لاإرادية جزئية أومعممة لكل الجسم، ويصاحبها أحياناً فقدان الوعي والتحكم في وظائف الأمعاء، وتنجم الحركات عن فرط الشحنات الكهربائية التي تطلقها مجموعة من خلايا الدماغ.
يتم تشخيص إصابة الشخص بالصرع عند تعرضه لنوبتين أو أكثر. من بين كل 10 أشخاص مصابون بالصرع هناك 6 لا يُعرف سبب ُإصابتهم.
التخطيط للحمل:
على السيدة المصابة بالصرع وترغب بالحمل مراجعة طبيب الأعصاب قبل بدء الحمل، فقد تحتاج المرأة الحامل إلى بعض التغييرات في الدواء، حيث سيصف لها الطبيب دواءً آمناً وبجرعةٍ فعالة مع مراقبة مستويات الدواء في الدم خلال فترة الحمل للسيطرة على نوبات الصرع ومنع الأذى للأم والطفل.
علماً أن السيدة التي لم تُصب بنوبة صرع لمدة 9 أشهر قبل الحمل تقل احتمالية إصابتها بنوبة أثناء الحمل.
وفيما يلي بعض الأسئلة وإجابتها التي تخص الصرع والحمل:
- هل يزيد الصرع من صعوبة الحمل؟
قد تساهم بعض الأدوية المستخدمة في علاج النوبات في الإصابة بالعقم المؤقت. كما يمكن لبعض الأدوية المضادة للنوبات أن تقلل من فعالية وسائل تنظيم الأسرة الهرمونية، قومي بمراجعة طبيبك دائماً قبل التخطيط للحمل لتحديد الدواء المناسب.
- كيف أستعد للحمل؟
قبل محاولة الحمل، حددي موعدًا مع مقدم الرعاية الصحية الذي سيتابع حملك. سيقوم بتقييم مدى نجاحك في إدارة الصرع والنظر في التغييرات العلاجية التي قد تحتاجين إلى إجرائها قبل بدء الحمل. إذا كنت تعانين من نوبات متكررة قبل حدوث الحمل، فقد يُنصح بالانتظار للحمل حتى يتم التحكم بالصرع بشكل أفضل.
تناولي الدواء المضاد للنوبات تمامًا كما هو موصوف. لا تقومي بتعديل الجرعة أو التوقف عن تناول الدواء بنفسك. من المحتمل أن تشكل النوبات غير المنضبطة خطرًا على طفلك أكثرمن أي دواء.
- هل تؤثر أدوية الصرع على حدوث التشوهات الخلقية للجنين؟
تبلغ نسبة التشوهات للجنين التي قد تحدث عند المرأة المصابة بالصرع 2-3%. من الضروري أخذ العلاج وضبط الجرعة تحت إشراف طبي حيث أن أدوية الصرع التي تأخذها الأم قد تزيد من خطر التشوهات لدى الجنين مثل: تشوهات قلبية، وتشوهات المسالك البولية، والحنك المشقوق، وتشوهات الأنبوب العصبي، وتشوهات الهيكل العظمي. تزداد خطورة حدوث التشوهات عند تناول جرعات أعلى وأكثر من دواء مضاد لنوبات الصرع.
- ما هي آثار نوبات الصرع على الجنين؟
يمكن أن تسبب نوبات الصرع الآثار التالية: بطئا في معدل نبض الجنين، وانخفاض الأوكسجين لدى الجنين، وانفصال مشيمة باكرا، وإجهاضا بسبب الصدمة، ومخاضا مبكرا وولادة مبكرة.
تظل نوبات الصرع عند معظم السيدات الحوامل كما هي أو تقل، لكن يزداد تكرار النوبات لدى السيدات اللاتي لايتناولن الدواء.
نصائح للمرأة الحامل التي تعاني من الصرع:
عادة ما تنجب المرأة الحامل المصابة بالصرع أطفالاً أصحاء، وعادة ما تتم الولادة بشكل طبيعي وان حدثت نوبة أثناء المخاض يتم إيقافها بالأدوية وريدياً. وإن امتدت النوبة تتم الولادة بعملية قيصرية، فلا تخافي ولا تتوتري. نقدم لك النصائح التالية للمحافظة على سلامتك وسلامة الجنين:
- المراجعة الدورية لطبيب الأعصاب والنسائية وتناول الأدوية تحت إشراف طبي.
- اتباع نمط حياة صحي من خلال التغذية وأخذ قسط كاف من النوم وتناول الفيتامينات وتجنب التدخين والكحول والكافيين.
- أخذ جرعة عالية من حمض الفوليك للوقاية من تشوهات الأنبوب العصبي وينصح بأخذه قبل الحمل بثلاثة أشهر.
- في حال الإصابة بنوبة، عليك مراجعة الطبيب لضبط جرعة الدواء وإجراء الفحوصات للتأكد من سلامة الجنين.
الصرع ليس وصمة، هو مرض علينا ألا نخجل منه، فقط علينا التزام المتابعة الطبية واتباع نمط حياة صحي خال من التوتر والقلق والمخاوف.