وأخيراً.. رجُل
كنتُ قد فقدت أملي بأن يظهر رجل في زمن الخنوع الذي وصلنا إليه وخاصة بعد ما أسموه باتفاق السلام الاخيرة المدانة والمرفوضة بين دول عربية وكيان الاحتلال الصهيوني ، كنتُ قد تخليتُ عن حلمي في إنجاب طفل لهذا العالم يكتبُ فلسطين بدمه ويحفظ روايات غسان كنفاني عن ظهر قلب ويردد كلمات أبو علي مصطفى وجيفارا ويقتدي بوديع حداد وجورج حبش كذلك كنتُ قد تخليت عن حلمي بإنجاب فتاة لا يكُن حلمها فستان أبيض ورجل يخطف منها أحلامها وطموحها بل يمتد حلمها ليصل أرضنا بيافا وبرتقالها وتقتدي بتيريز هلسة وليلى خالد ودلال المغربي.
كنتُ قد تخليتُ عن هذا حتى دقت المقاومة أجراس النصر على العدو المتغطرس في القدس، وبتنا نصغي لبطولات شعبنا المرابط ونشاهدها على التلفاز ونرفع رؤوسنا بها، لقد عاد لي حلمي والآن أستطيع أن أحلم برجال مثلهم يتحدون المحتل بصدور عارية لا تُخيفهم قنابله الجبانة والمشبعة بالذل حتى أزير الرصاص يُنذر بمقاومة تخرج من رحم الأرض وتُقارع المحتل.
اليوم بات العالم أجمل بشبابنا فعندما يحتسي شاب قهوته على أشلاءهم تُكن فلسطين وحينما يواجه شاب دبابة بجسده تكُن فلسطين وحينما تُكن الكرامة والعزة تكُن فلسطين لا شريك لها، شكراً لأنكم أعدتُ لي حلمي علموا حكامنا المشبعون بالخيانة الكرامة علموا يا شباب بلادي المطبعين العزة علموا المطبعين كيف تكون الأوطان وكيف يعيشُ المرء الحياة بعزة.