امريكا شريكة بالعدوان على الشعب الفلسطيني ..و نريد رجال دولة من نوع اخر
كتب المحرر السياسي - اذا استمر الرهان الاردني والعربي على محاولات كسب التأييد الغربي ، والطلب من امريكا واوروبا التدخل لوقف العدوان الاسرائيلي على الاشقاء في غزة والضفة الغربية ، فتبا لهكذا دور و هكذا نهج وخيارات .
الولايات المتحدة الحليف الاهم لنا، تحبط قرارا امميا للتهدئة في مجلس الامن ، و تمنح اسرائيل غطاءً لتستكمل عدوانها الوحشي على الاطفال والنساء العزل في قطاع غزة .
الولايات المتحدة شريكة بهذا العدوان وداعمة له ، ولقاءات وزير خارجيتنا ايمن الصفدي مع وزير الخارجية الامريكي كان مضيعة للوقت ورهان واهم على موقف امريكي متوازن في هذه القضية .
الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب ابادة جماعية بمنتهى الوحشية امام مرأى ومسمع العالم اجمع ، و الرسميون يرددون ذات الديباجة ، ندين ونستنكر ونطالب المجتمع الدولي ... اي عجز هذا ؟ ما الذي يمكن ان يحرك حميتكم ؟ ما الذي سيدفعكم لتحريك جيوشكم ، واستخدام اطنان الاسلحة المخزنة في المستودعات التي اعتراها الصدأ ؟
الشعب الاردني بكل اطيافه عبر عن موقفه الداعم للاشقاء ، واستعداد شبابه للتضحية بالغالي والنفيس دفاعا عن القدس وفلسطين ، ورغم ذلك ،يستمر الرسميون في الاختباء خلف الحراك الشعبي ، يستمرون في اجترار ذات العبارات و الاستعارات و الكلام الفارغ ..
الاردنيون يريدون موقفا يعبر عنهم، يريدون تحركا ذاتيا يتسق مع توقعاتهم و تطلعاتهم ، يريدون موقفا رسميا رادعا وموجعا للاحتلال الذي يظن انه استطاع ان يضع الانظمة العربية جميعا في جيب نتنياهو الصغير .
نريد ان يفهم العدو و العالم اجمع ان الشعبين الاردني والفلسطيني تربطهما توأمة تاريخية ، ووحدة حال و مصير . وان اي اعتداء على الاشقاء غربي النهر يعتبر اعتداء مباشر على الاردنيين شرقه ، وهذا يتطلب تحركا من نوع اخر ، ورجال في السلطة من نوع اخر مختلف تماما عن اولئك الذين يظنون ان لا قدرة لنا على مواجهة هذا الكيان الطارئ ، وتحمل كلف العودة عن خيار الاستسلام لهذا الكيان التوسعي الاستيطاني المارق الذي لا يحترم المواثيق والعهود ولا يلتزم بالشرعة الدولية و غير معني باحترام حقوق الانسان .
ماذا ننتظر ؟ لماذا هذا التردد الرسمي ؟ لماذا هذا التجاهل الحكومي لموقف الشارع الاردني ؟ اين رجالات الدولة ؟