نوادر سيد مديون ٣"
داخل التاكسي يجلس سيد مديون بجانب سائق التاكسي، يجلس ولديه بجانب جدتهما ينظر السائق لسيد مديون ويسأله: أين تريد أن تذهب يا سيدي؟ سيد مديون: والله يا سيدي نريد أن نذهب الى المول، السائق يهز رأسه: انشاء الله، يلتفت سيد مديون ويحدق بولديه كي يكفوا عن اللعب وفتح نوافذ التاكسي، بالعصا تبعد الجده الأولاد وتنهرهما، الجده: هيا يا ولد اهدا، سيد مديون يعض على شفتيه ويحرك حواجبه، سيد مديون: يا ولد اهدأ اسمع كلام جدتك، يقف التاكسي عند المول وتنزل الجدة والأولاد، السائق ينتظر أجرته، سيد مديون يهمس لوالدته، الجده: اخ منك لن تبق لي شيئا هاك خذ سيد مديون: شكراً يا حجه يا ورده، يمسك سيد مديون بيد والدته ويدخلان المول، سيد مديون: ها يا أمي يا ورده هل ترين الأولاد والفرحة على وجوههم؟ الجده: نعم..نعم، يدخل الأولاد وياخذوا عربة التسوق، يمسك بها أحدهم والآخر يركب بداخلها ويسرعان بها، سيد مديون: على مهلك يا ولد ياخذ سيد مديون العربه من أولاده ثم ينادي عامل المول، سيد مديون: يا سيد أرجوك هلا أحضرت كرسي للحجه، يحضر العامل الكرسي وتجلس الجدة ينظر سيد مديون لركن الألعاب ويتفحص سعرها، سيد مديون:اف.. أف ما هذا؟! هل ساشتري سيارة؟!... لا..لا اريد، الولد: اشتريها لي يا أبي، سيد مديون: أصمت يا ولد دعني اتفحص الاسعار، يلعب الأولاد بالعربة وكانهما في حلبة سباق، يجلس الولد مرة أخرى داخل العربة ويقودها الثاني بسرعة، يفقد الولد السيطرة على العربة وتتجه بسرعة ناحية الجدة، ينتبه سيد مديون ويلقي باللعبة من يديه، سيد مديون يضع يديه على رأسه: الحجه البركه! تنزلق قدم سيد مديون ويسقط، سيد مديون: اه... آه لقد كسرتم ظهري... يا ويلكما مني.. ينظر فتندفع العربة بسرعة باتجاه الجدة، يفتح عينيه يسارع الخطى وهو يعرج مناديا: راحت الحجة...راحت البركة..يا حجة يا بركة سيد مديون لا زال يركض وهو يعرج، ترتطم العربة التي يركبها الولد وهو يصفق ويغني بكرسي الحجة وقبل أن تقع يمسكها سيد مديون قائلا: على مهلك يا حجة...على مهلك يا بركة، هؤلاء العفاريت انتظروني ساحاسبكما في البيت، الجدة: اخ يا ولدي اخ يا رجلي، سيد مديون: سلامتك يا وردة سلامة رجلك، يجلس على الأرض ويرفع الكرسي الذي تجلس عليه أمه قائلا: سلامتك يا بركة..سلامتك يا حجة ، يعدل الكرسي وهو يعض على أصابعه ويشير بأصابعه الثلاثة ويتوعد أولاده، تتوعد الجده الولد بالعصا وهو يضحك، سيد مديون: عليك به يا حجة يستاهل، ثم ينظر سيد مديون لأمه: يا حجة اللعبة ب١٢ دينار هل عندك ثمنها؟! تنظر إليه أمه وتضع يدها على خدها وتتنهد وابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه.