مائة عام من مسيرة الأردن والهاشميين في رحاب جامعة اليرموك -اربد
كنا قد تحدثنا قبل أشهر عن احتفالية الجامعه الأردنية بمئوية الدولة الأردنية من خلال كرسي الملك حسين للدراسات الأردنية والدولية ودورها في كتابة تاريخ الأردن، وها هي اليرموك اليوم ، جامعة الكبار، وعروس الجامعات الأردنية تحذو نفس الحذو من خلال كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية، وقسم التاريخ فيها، للاحتفاء بهذه المئوية العظيمة علينا جميعا،، بمئوية أردنية،، بشكل مختلف نوعا وشكلا... بمؤتمر دولي تراوحت خطوطه العريضة واوراقه بين الانجازات الأردنية والهاشمية المتعددة والمختلفة ، وبين الادوار الأردنية ~العروبية السياسية منها والدبلوماسية والعسكرية أيضا، والمساهمات الايجابية، والتحديات الداخلية والخارجية.. حتى تمكنت هذه الدولة بحنكة قيادتها_ وانتماء مواطتيها وغيرتهم على بلادهم ومساهمتهم في بناء مؤسساتها _ من عبور المئوية وتحقيق الكثير والحلم بمزيد من النجاح والثبات على الإنجاز وعدم التفريط به..
في اليرموك تلك المدينة الوادعة مدينة السهول والتراث والاصالة .. مدينة سنابل القمح، مدينة العلم والشعراء، والقادة والمؤرخين والابطال..عقد مؤتمر مئوية الدولة الأردنية (الأردن والوطن العربي). في مدينة عرار، ووصفي، وعبدالله التل وكايد مفلح العبيدات، وسليمان السودي الروسان، وعلي محافظة، وممدوح الروسان، ويوسف غوانمة، وصالح درادكة واحمد الجوارنة ،.وعبد المجيد الشناق ومن هذه المدينة الجميلة انطلق مؤتمر المئوية ليجسد تاريخ الأردن وقادته وشعبه ومساهماتهم.. انطلق مؤتمر اليرموك بدعم وجهد كبير من( كرسي سمير الرفاعي وقسم التاريخ) ليحاكي انتصارات اجداده ابو عبيده عامر بن الجراح وخالد بن الوليد في سهل اليرموك. في اليرموك ام العلوم ومهد عباقرة التاريخ نستذكر ممدوح عارف الروسان الذي انتصر للثورة العربية الكبرى في كتابه مسيرة الثورة العربية على الساحة الأردنية.. ويوسف غوانمة في كتبه، بطولات الجيش العربي، القوات المسلحة في القدس وفلسطين عام ١٩٤٨م، ومدينة اربد في العصر الاسلامي، والتاريخ الحضاري لشرق الأردن في العصر المملوكي، ومحمد عناقره في كتابيه من الرعيل الأول وأوراق أردنيه و..عمر العمري في كتابه الحكومات الأردنية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.
هدف المؤتمر لابراز دور الأردن القومي شعبيا ورسميا في مساندة الإخوة العرب في كافة فصاياهم الحساسة وازماتهم السياسية، بدءا من فلسطين العربية ودعمها والوقوف إلى جانبها مرورا بالعراق واليمن والجزائر وسوريا ولبنان والكويت وغيرها من الدول العربية. كما يهدف المؤتمر إلى تسليط الأضواء على القيادة الهاشمية وانجازاتها ومشاربعها الوحدوية ومواقفها القومية منذ عام ١٩٢١ حتى عام ٢٠٢١. وغطى جانبا مهما من مؤتمرات القمة العربية والمواقف الأردنية من مسألة اللاجئين الذين قدر لهم الهجرة للأردن ودعم كل القوى التحررية ضد المستعمر ين في مقدمتهم الثورة الجزائرية، ودعم الشعب الفلسطيني في ثوراته وحقوقه على أرضه المحتلة .
تميز مؤتمر المئوية(الأردن والوطن العربي ) المنظم من قبل جامعة اليرموك (كرسي المرحوم سمير الرفاعي وقسم التاريخ) بأنه نموذجا يحتذى في المحتوى والمضمون والتنظيم. فمن حيث المضمون والعناوين فقد مثل فسيفساء تاريخية رائعة وشاملة أردنيا وعربيا. وذلك لتنوع بحوثه واوراقه والاقطار المشاركة فيها من الاساتذه الاجلاء، .والقامات العلمية نوعا وعلما وفكرا . من غرب الوطن العربي لمشرقه، فحضره وشارك به الجزائري والمصري والسوداني والعراقي والمصري واليمني، بالإضافة للاردني طبعا . فغطى المؤتمر كل ما يهم الشان الأردني سياسيا،، فاشاد الجزائري رضوان شافو بالأردن ببحثه صورة الأردن في الصحافة الجزائرية الإصلاحية والثورية1962_1921، وتحدث فاتح بوفروك عن طبيعة الدعم الأردني للثورة الجزائرية من خلال جريدة المجاهد لسان جبهة التحرير الوطنية الجزائرية. واشاد محمود غزلان من مصر في ورقته المخصصه للامير عبدالله، والمعنون ب الامير عبدالله بن الحسين والمسألة الفلسطينية في ضوء الصحافة الفلسطينية من ١٩٢١١٩٤٦م. وابرز عدنان عبيدات دور الملك حسين رحمه الله في تحقيق الوفاق في اليمن عام ١٩٩٤م وتناولت عرين الفقيه العلاقات الأمريكية الأردنية وانعكاساتها على القضية العربية. ومن السودان عرض محمد خليفة صديق العلاقات السودانية الأردنية. وعرج فيصل الغويين على العلاقة الأردنية المصرية١٩٤٥١٩٥١م ، وهناء عبد الكريم من اليمن التي تناولت موضوع الاضواء التاريخية للعلاقات اليمنية الأردنية،. في حين تناول محمد القواسمة العلاقات السياسية الأردنية الكويتية ١٩٩٩٢٠٢٠ . وتتبع مطلق ملحم مسيرة الرعاية الهاشمية للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ١٩٢٤٢٠٢١م. وفصل لؤي بواعنة ومحمد عناقرة ومي مهيدات بدور الأمير عبدالله ودعمه للثورة الفلسطينية الكبرى ١٩٣٦_١٩٣٩ مبرزا جهوده في رفض وعد بلفور ومطالباته بوقف الهجرة اليهودية ووقف القمع العسكري للثورة الفلسطينية وإخراج المعتقلين، وفاء بريطانيا بعهودها للعرب الفلسطينيين واعطاءهم حقوقهم. وابدع د. عبد المجيد الشناق في بحثه عن الحسين والمانيا، واجادأيمن محمود من مصر الشقيقه في بحثه عن اتفاقيات ترسيم الحدود بين السعودية والأردن، في حين عرض سرمد العاني (من العراق) موقف الأردن من الأحلاف الغربية والمشاريع الوحدوية العربية. وطه الزعاربر من الأردن في بيان مجلس التعاون العربي ١٩٨٩م ، وعرض نظام بركات ومحمد الشرعة للأردن و مؤتمرات القمة العربية. وفتحي درادكة للعلاقات الأردنية السعودية. وعرضت هلا ردايدة لمسالة الأردن وقضايا اللاجئين القانونية والاجتماعية ٢٠٠٠ _٢٠٢١.
الشكر الموصل لجامعة اليرموك بكل طواقمها والتي كان لها دور كبير في إنجاح هذه الفعالية الوطنية الغالية علينا جميعا، والتي تعد جزءا من الواجب الملقى على كل المؤسسات التعليمية والثقافية، ونخص بالذكر رئيس المؤتمر رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور نبيل هيلات، وراعي المؤتمر دولة عبدالرؤوف الروابدة، وشاغر كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية (الأستاذ الدكتور محمد العناقرة) ، على الجهود العظيمة والمميزة التي بذلها في الاعداد لهذا المؤتمر النوعي بامتياز ودعم كل المشاريع المعنية بالشان الأردني وتاريخه وابطاله من خلال تراسه لكرسي سمير الرفاعي ودعمه بكل السبل المتاحة ، ولا ننسى جهود قسم التاريخ جميعهم ممثلة برئيس القسم الدكتور عمر العمري الذي كان دور علمي وتنظيمي كبير ساهم في إنجاح المؤتمر، وكذلك المنتدى الثقافي اربد،،،، ولا ننسى أيضا جهود رؤساء الجلسات العلمية على مدار يومين، وكذلك اللجان العلمية والتحضيرية والاعلامية للمؤتمر، وكذلك الطاقم المسؤول عن الناحية التقنية للمؤتمر برئاسة الدكتور علاء المخزومي..