العجارمة: الحكومة تحرص على العلاقة مع الاحتلال اكثر من المقاومة.. ومذكرة طرح الثقة لن تنجح



خاص - أكد النائب أسامة العجارمة أن الحكومة غير جادة بدراسة طرد السفير الصهيوني من عمان، بالرغم من المذكرة النيابية التي تضمنت طلب طرد السفير الصهيوني "بالاجماع" بعد العنف والمجازر التي ارتكبتها اسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني وفي غزة تحديدا، مدللا على ذلك بالمماطلة والتأخر في الاستجابة للمذكرة بشكل متعمد، يشي إلى رغبة رسمية بالتعايش مع الأوضاع القائمة في فلسطين، أو أننا لسنا طرفا وشركاء في القضية.

وقال العجارمة لـ الاردن24 إن الحكومة بالغت في اللغة الدبلوماسية خلال تعاطيها مع العدوان، مشيرا إلى أن المملكة فقدت دورها المحوري بعدما كان الأردن سيّد الموقف على المستوى الاقليمي والدولي، وذلك نتيجة التعاطي الرسمي مع الأحداث في المنطقة.

وأضاف إن الظروف الحالية تستدعي من الحكومة استجابة سريعة، فالمرحلة لا تحتمل "الايحاءات الخجولة"، مشيرا إلى أن وزير الخارجية أيمن الصفدي بدا متناقضا في حديثه وتصرفاته، "فرأينا حضور السفير الأردني لدى الاحتلال مأدبة رئيس الكيان الصهيوني، وهذا بالطبع لم يكن خارج تنسيق وزير الخارجية، وهو جزء من الحكومة ويمثلها، ما يعني أن هذا ليس قرارا فرديا أو مزاجي".

ورأى العجارمة أن الحكومة تبدو حريصة على العلاقات مع العدو الصهيوني أكثر من حرصها على دعم المقاومة الفلسطينية المتمثلة بحركة المقاومة الاسلامية /حماس وغيرها، وهو ما يبدو جليّا من خلال اتفاقية الغاز واتفاقيات شراء الماء، متسائلا: "كيف لمن يعتمد في طاقته ومائه على كيان أن يعاديه".

ولفت إلى أن الابتعاد عن المقاومة "التي أصبحت الطرف الأبرز على الساحة الفلسطينية"، ألغى الدور الأردني في الأحداث الأخيرة، بعدما كانت المفاوضات مع حركة حماس في السابق تجري عبر الأردن.

وحول مجلس النواب وموقفه، قال العجارمة إن الردّ النيابي على عدم استجابة الحكومة للمذكرة يجب أن ينحصر في طرح الثقة بالحكومة، لافتا إلى أن الجوّ داخل أروقة البرلمان لا ينذر بأن هذه الفكرة ستنجح، الأمر الذي سيضع مجلس النواب والحكومة في مأزق معا.
 

وأضاف: "قلت للنواب إنه ليس من الصحي منح الحكومة وقتا لدراسة المذكرة، وإن كان لا بدّ من ذلك، فأعتقد أن يوما واحدا كافٍ لذلك، مع أنها مذكرة فورية لا تحتاج التفكير الطويل والمناقشة، خاصة وأن خبرها قد نُشر في وسائل الإعلام قبل أيام من الجلسة، والأحداث في فلسطين كان جارية منذ أسبوع ويفترض أن تكون الحكومة حددت خياراتها.
 

وقال العجارمة: "إن أعضاء الحكومة غير منسجمين مع رئيس الوزراء، وهو أشرت إليه في خطابي تحت قبة البرلمان، وحديثي عن خطابات وزير الاعلام والتسميم الممنهج لخطاب الدولة الأردنية من خلال الليبراليين والليبراليين الجدد"، مشددا على أنه "لم أتهم الحكومة بأنها من الليبراليين الجدد، وأستغرب كيف ألصق رئيس الوزراء بشر الخصاونة هذه التهمة بهم".

واختتم النائب العجارمة حديثه بالقول: "رئيس الوزراء أكد أن هذه الحكومة وطنية ولا تخلوا من أبناء الشهداء والمناضلين، وأعتقد أن هذا يملي على الحكومة اتخاذ موقف حازم ووطني، ولكن لغاية الآن موقف الحكومة على مستوى طرد السفير لم يتخذ".