النائب اسامة العجارمة يكتسب شعبية واسعة.. ويضع النواب امام خيارات صعبة للغاية
كتب أحمد الحراسيس - سيطرت قضية النائب أسامة العجارمة على مواقع التواصل الاجتماعي وحديث كثير من الأردنيين في مجالسهم العامة والخاصة، فيما بدا واضحا حجم التعاطف والتأييد الواسع الذي يحظى به النائب الشابّ، والذي برز في أكثر من موقف منذ انتخابه قبل نحو (6) أشهر، وزاد في شعبيته تعبيره عن نبض الشارع وترجمته قولا وعملا لقناعاتهم وارائهم واتجاهاتهم ومطالبته باحتياجاتهم وانحيازه الكامل للناس في مواجهة السلطة.
اليوم، وبعد اعلان رئيس مجلس النواب عبدالمنعم العودات، تحويل قضية العجارمة إلى اللجنة القانونية باعتبارها المسؤولة عن "النظام والسلوك"، وتسرّب أنباء عن امكانية تجميد عضويته لسنة أو ربّما فصله بشكل نهائي بحجة حماية "هيبة مجلس النواب"! لا نعرف عن اي هيبة يتحدثون، وهل بقي منها شيء يا ترى؟!!
أين حرصكم على هيبة المجلس عندما تجاهلت أو للدقة أهملت حكومة بشر الخصاونة المذكرة الموقعة من كامل أعضاء مجلس النواب (130 نائبا)، والتي طالبت بطرد السفير الاسرائيلي من عمان واستدعاء سفيرنا لدى الاحتلال.. لماذا لم ينتفض المجلس دفاعا عن هيبته؟!
نتذكر اليوم -ونذكّر العودات- بأول موقف تعرّف فيه الأردنيون على النائب العجارمة؛ كان ذلك عندما قامت الحكومة بضرب المعلمين والاعتداء عليهم على عتبات مجلس النواب، وحاولت منعهم من الوصول إلى البرلمان، يومها خرج العجارمة وزملاؤه (أحمد القطاونة، وينال فريحات، وعمر العياصرة)، وحفظوا هيبة المجلس بينما كان النواب تحت القبة يغرقون الحكومة بكلام معسول وأشعار تتغنى بطاقمها الوزاري.
ومع استمرار شهر العسل بين الحكومة والنواب، ظلّ العجارمة رأس الرمح في الدفاع عن مكانة المجلس واستقلاليته، إذ واصلت الحكومة دقّ المسامير في نعش "هيبة مجلس النواب التاسع عشر"، من خلال الاعتداء على المعلمين مرّة أخرى بمحيط البرلمان واعتقال عدد منهم وتسييج الساحات والأرصفة المحيطة بالمجلس لمنع أصحاب المظالم من الاعتصام فيها.
أين كان الحرص على هيبة المجلس عند تعديل النظام الداخلي على نحو قيد فيه النواب أنفسهم وصلاحياتهم؟ أين كانت هيبة المجلس عندما عُدّل الدستور وخرجت عدة مؤسسات أمنية من رقابة المجلس وسلطته التي تمثل سلطة الشعب؟ أين هي هيبة المجلس الذي يؤكد اعضاؤه في كل مناسبة ان هناك ضغوطات تمارس عليهم من السلطة التنفيذية واذرعها الامنية؟ أين هيبة المجلس ونحن نرى اداء منزوع الدسم، ماذا عن اتفاقية الغاز التي فشل المجلس في الغائها؟ أين هي هيبة المجلس عندما لا تلقي لهم الحكومات بالا كونهم لم ينجحوا ابدا في سحب الثقة من أية حكومة او وزير؟ ماذا عن مشاريع القوانين التي تقدم والتي يتم تمريرها بما تحتويه من فرض مزيد من القيود على حياة الأردنيين، إلى جانب شبهات مخالفات دستورية في مشاريع القوانين تلك؟ هل لهذا علاقة بهيبة المجلس؟
ما يمس بـ"هيبة مجلس النواب" أن نرى أحد أعضائه يتوسّل وزيرا من أجل تعيين نجله أو شقيقه أو ابن شقيقه، أو يطلب تمرير معاملة بشكل غير قانوني، أو يقدّم مصالحه الشخصية على المصلحة الوطنية العامة.
المتابع لأداء النائب العجارمة ومجلس النواب عموما، يعلم أن انفعاله لم يكن وليد لحظة غضب على انقطاع التيار الكهربائي عن كافة أنحاء المملكة، بل نتيجة تراكمات كثيرة لم يجد فيها النائب الشاب الممتلئ بالطاقة والحيوية والمشاعر الوطنية تجاوبا وتفاعلا من قبل مجلس النواب...
اللافت، أنه ووسط التأييد الواسع الذي حظي به العجارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسط حالة استهجان أي قرار مرتقب ضدّه، برز رأي يطالبه بالاستقالة من تلقاء نفسه، فهو من طينة مختلفة، وربما سيظل يواجه هذا العنت بشكل دائم هو وعدد محدود جدا من زملائه الذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، لذلك عليهم المغادرة لينكشف الجميع ولتسقط ورقة التوت...