الذكرى الرابعة والتسعين لإستشهاد البطل الرمز احمد مريود المهيدات
تصادف اليوم الذكرى الرابعة والتسعين لإستشهاد البطل الرمز احمد مريود المهيدات ... ففي الحادي والثلاثين من شهر ايار من عام ١٩٢٦ قضى الشهيد المناضل احمد مريود في سبيل تحرير وطنه من نير الإستعمارالبغيض ورفع راية امته خفاقة في سبيل الحرية .. وبهذه المناسبة يحق لنا ان نستذكر هذا الرمز الوطني والقومي وما قدمه لأمته العربية خلال مسيرته النضالية والتي تحمل في ثناياها اعمق معاني الحب والإحترام والتقدير .. كيف لا وهو من القادة الذين حفظ الشعب العربي اسماءهم وحمل لهم اعظم معاني التضحية والفداء ومن الذين ناضلوا من اجل الوطن فظلوا في ذاكرة اهل الفكر والسياسة والإعلام ..
ان خير من تحدث عن سيرة هذا البطل المناضل المؤرخان محمود عبيدات في كتابه ( احمد مريود قائد ثورة الجولان وجنوب لبنان وشرق الأردن ) وسليمان الموسى في كتابه ( صور من البطولة ) واخرون ...
لقد كان المجاهد احمد مريود شخصية وطنية وقومية بارزة قدم الكثير في حياته من اجل نصرة قضايا الأمة العربية وخاصة وقفته ضد الظلم والإضطهاد الفرنسي في سوريا وان سجل الشرف والبطولة والكرامة العربية ليفخر اليوم بهذا البطل الوطني والقومي وهو ينضم الى سجل الخالدين والشرفاء الذين وقفوا في وجه الإستعمار بكل رجولة وشجاعة ليقولوا للعالم ان في هذه الأمة رجالاً على مستوى المسؤولية والتحدي للعدوان والإستعمار البغيض ..
لقد شغل المرحوم احمد مريود في بدايات تأسيس إمارة شرق الأردن منصب معاون نائب العشائر وعضو مجلس المشاورين في حكومة رشيد طليع الأولى والثانية ثم جاء في وزارة مظهر ارسلان وذلك ليشغل منصب وزير معاون نائب العشائر واخيراً تسلم احمد مريود منصب معاون نائب العشائر في حكومة علي رضا الركابي الأولى .. لقد ارتبط الشهيد البطل اثناء نضاله وكفاحه المستعمر الفرنسي بعلاقات حميمة مع زعماء ووجهاء المناطق الأردنية امثال الشيخ منور الحديد وحديثه الخريشه والشيخ راشد الخزاعي وسليمان السودي وعبدالرحمن الرشيدات ومصطفى حجازي وعارف العنبتاوي ونجيب الحمود والشيخ علي حشيشو وناجي العزام وآخرين في حين كانت تربطة علاقة صداقة قوية جداً مع الشيخ كايد مفلح العبيدات اول شهيد اردني على ثرى فلسطين .
في مثل هذا اليوم ٣١ / ايار من عام ١٩٢٦ كان المناضل احمد مريود على موعد مع الشهادة اثناء معركة جباثا الخشب حيث خر شهيداً بعد ان خاض عشرات المعارك ضد المحتل الفرنسي وافنى العشرات من اعدائه وبذلك انتهت اسطورة من اساطير البطولة والفداء في بلاد الشام ....
لم يكتفي المستعمر الفرنسي بإستشهاد هذا البطل بل اخذوا جثمانه الى ساحة المرجة وسط دمشق لوضعه امام الناس على سبيل التشفي ولكن دمشق قامت رجالاً ونساءً بنثر الزهور والورود على جثمان الشهيد ورفاقه وابت دمشق إلا ان يكون احمد مريود ضيفها الدائم ودفن في مقبرة الدقاقة ( قبر عاتكه ) وهي احدى المقابر الدمشقية العريقة واقيم له ولرفاقه الشهداء مأتم شعبي وديني كبير ...
رحم الله الشهيد البطل احمد مريود ورفاقه الشهداء واسكنهم جميعاً في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .
اللواء م / حسن المهيدات .