مكافحة التدخين ..هل يقرن الهواري القول بالفعل؟!!



وهكذا، وكالعاددة فض سامر الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين ، بصورة جماعية ، يظهر فيها المحتفون بخيبة جهود المكافحة ، والابتسامة تزين وجوههم، ناسين او لعلهم متناسي نتائج الدراسة الحكومية التي أجريت عام 2019 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبينت أن معدلات التدخين في الأردن هي الأعلى في العالم.

ويعزو الدكتور فراس الهواري في تصريحات صحفية منسوبة له قبل تسلمه حقيبة وزارة الصحة أسباب وصول الأردن للمرتبة الأولى عالميا، الى عدم تطبيق بنود الاتفاقية الإطارية وعدم الالتزام بتطبيق وفرض قانون الصحة العامة .

والاهم والاخطر في تصريح الدكتور الهواري السبب الثالث لحصولنا على المرتبة الاولى ،والمتمثل في" دخول صناعة التبغ إلى الأردن ومساهمتها في صناعة القرار والترويج بين المراهقين والأطفال" .

ولست متأكدا اذا ما زال الدكتور الهواري، بعد ان اصبح وزيرا، عند رأيه وقناعته بهذه الاسباب؟ واذا كان كذلك فما هو فاعل غير الاحتفال وافتتاح عيادة الاقلاع عن التدخين في مبنى الوزارة، لكي تنضم الى العيادات التي ثبت بالوجه الشرعي القاطع انها لم تحرز ما يستحق الذكر، واعلم تماما انها لم تفلح في تسجيل اي رقم يذكر على صعيد اقناع المدخنين بالاقلاع عن السجائر.

ولدي قناعة تامة بعجز الوزير وعدم قدرته على كف يد صناعة التبغ في الاردن عن صناعة القرار ، فهل هو قادر على تطبيق بنود الاتفاقية الاطارية وانفاذ قانون الصحة العامة ؟؟ ام ان صناعة التبغ ، اقوى واقدر على عرقلة جهود المكافحة ، ووضع العصي في دواليب حركتها ، لكن عن اي حركة اتحدث ،وواقع المكافحة يؤكد شللها المطلق ؟!

الوزير الذي شدد قبل تسلمه حقيبة وزارة الصحة على ضرورة " انفاذ بنود الاتفاقية الاطارية وقانون الصحة العامة" ، مطلوب منه اذا كان جادا ومقتنعا في طروحاته ‐وهو اليوم صانع قرار‐ ان ينتقل من القول الى الفعل، وأن يشرب حليب السباع، ويدخل عش الدبابير، فذلك افضل له من البقاء في عش الزوجية الكاثوليكية، اسيرا للقول، وإن كان هذا يجلب الهناء والهدوء، بالمقارنة مع لدغ الدبابير إن دخل عشها!! فهل يفعلها الدكتور الهواري ويطلق القول ليقترن بالفعل ، حتى لا نبقى نسمع جعجعه ولا نرى طحنا !!.

وللحقيقة واهم من يعتقد ان مكافحة التدخين ، لا تشكل اولوية ، ولا سيما مع انتشار جائحة كورونا ، ذلك ان جميع المعطيات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ،بأن المكافحة يجب ان تكون على سلم اولوياتنا ، فتعالوا نستذكر معا المعلومات والاحصائيات الدقيقة الى حد كبير ، والمستمدة من مصادر نفترض انها موثوقة .

ويقول الدكتور الهواري في تصريح صحفي منشور: "بحسب منظمة الصحة العالمية، هناك 9 آلاف وفاة سببها التدخين، كما أن الأردن يخسر مليار دولار سنوياً على التدخين"، وهو مؤشر على مدى جسامة الخسارة المادية والمعنوية التي يتحملها الاردن جراء انتشار وتمشي ظاهرة التدخين المتفاقمة منذ سنوات ،فيما جائحة كورونا ،مهما طالت الى زوال .

ويحصد وباء التبغ حياة ما يقرب من 6 ملايين شخص حول العالم سنوياً، منهم أكثر من 000 600 شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر، وتؤكد المنظمة إنه " ما لم نتخذ التدابير اللازمة فسيزهق هذا الوباء أرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً حتى عام 2030 .

ويجب الانتباه جيدا ، وعدم المرور مرور الكرام ، على الدراسات والتقارير والادبيات الصادرة عن المنظمة والتي تؤكد ان 80% من الوفيات ستكون في دول العالم النامي، فنحن الاولى بتعزيز جهود مكافحة حقيقية ، تجنبنا دفع ثمن باهض لآفة يمكن التغلب عليها ،بإرادة الافراد والمجتمع والدولة .

نعم الدولة معنية مباشرة ،وهي الاقدر على تخطي عجز الحكومات المرتهنة على ارض الواقع لشركات التبع وقوى صناعته ، وندق ناقوس خطر ، ولنتذكر أن كلفة علاج المرضى بسبب التدخين تبلغ زهاء مليار و600 مليون دينار (نحو 2.2 مليار دولار)، وفقا لتصريحات منسوبة الى الدكتور فراس الهواري قبل تسلمه حقيبة وزارة الصحة ، فهل ما زال وفيا لقضيته في مكافحة التدخين ؟؟.