مهددة بالترحيل.. لاجئة سورية سحرت ملايين الهولنديين بصوتها في "ذا فويس"

لم يكن يخطر ببال الشابة السورية حنين قضماني عندما كانت تغني قبل أشهر قليلة عبر شاشات التلفزيون لملايين الهولنديين، أنها ستواجه مع عائلتها بعد فترة وجيزة من ذلك التاريخ خطر الترحيل من هولندا بسبب مشاكل مع القانون، على رغم من أنها تعيش في البلد الأوروبي منذ 4 سنوات.

كشفت الشابة التي تبلغ من العمر 18 عاما، في مقابلة مع التلفزيون الهولندي عرضت مؤخرا، أن معاملة لجوء عائلتها في هولندا قد تم إيقافها، وأنهم قد يُرحّلون إلى فنزويلا لأنهم كانوا يعيشون هناك قبل قدومهم إلى هولندا.

 ويمنع القانون الهولندي منح اللجوء السياسي للأفراد الذين كانوا في بلد آمن قبل أن يصلوا إلى هولندا لطلب اللجوء، وأحيانا يتم ترحيل هؤلاء إلى آخر بلد آمن كانوا به أو مروا منه قبل هولندا.

وكشفت حنين -التي شاركت في برنامج "ذا فويس" (The Voice) لاكتشاف المواهب الغنائية قبل أشهر، وحققت شهرة عريضة في هولندا بسبب صوتها وأدائها المميز- أن عائلتها قد اقترفت خطأ جسيما عندما أخفت عن الجهات الهولندية المختصة ذكر إقامتها في فنزويلا.

وذكرت أن العائلة تُحمّل المحامي الهولندي الذي تولى ملفهم مسؤولية هذا الخطأ، لأنه هو الذي نصحهم بإخفاء سنوات إقامتهم في فنزويلا.

وتنحدر عائلة قضماني من قرية شقا بمحافظة السويداء السورية، ويعيش فيها 8 آلاف شخص، وقد تركت العائلة القرية إبان الثورة السورية وتوجهت إلى فنزويلا حيث عاشت هناك 3 سنوات، قبل أن تجبر على العودة مجددا إلى سوريا بسبب مرض أحد أبناء العائلة (عمر)، ثم اللجوء إلى هولندا بسبب مخاطر العيش في القرية التي كانت قريبة من مواقع القتال.

ويحتاج عمر لرعاية طبية متقدمة لم تكن متوفرة في فينزويلا، الدولة الأميركية الجنوبية التي كانت تمرّ بدورها بمشكلات اقتصادية كبيرة.

وتعيش عائلة قضماني المؤلفة من الوالدين و3 أطفال في مركز إيواء اللاجئين منذ قدومهم إلى هولندا قبل 4 سنوات، بانتظار قرار الحكومة الهولندية الأخير.

وتصف حنين انتظار العائلة لقرار الجهات القضائية الهولندية بأنه صعب للغاية، ولا سيما بعد أن وجدت ذاتها في هولندا، وكانت تأمل في أن تشتغل على مستقبلها الموسيقي في البلد الأوروبي.

ويعيش ابن عائلة قضماني المريض في مركز طبي خاص، كما يتم التعامل القضائي مع قضيته بشكل منفرد عن عائلته، وقد يحصل على الإقامة لأسباب إنسانية لا سياسية، كما هي الحال مع أغلب اللاجئين السوريين في هولندا.

 

وكان اهتمام الصحافة الهولندية بقضية حنين قد دفع أحد المعجبين لبدء مبادرة للضغط على الحكومة الهولندية، عبر التوقيع علىعريضة إلكترونيةتطالب ببقاء المطربة الشابة.

 

وتم جمع 15 ألف توقيع حتى الآن، وينتظر أن يصل عدد الموقعين إلى 50 ألفا، لطرح العريضة رسميا على البرلمان الهولندي، وفقا لنص القانون في البلاد.

بداية مستقبل واعد

وكانت حنين قد جذبت الانتباه منذ طلتها الأولى عبر برنامج "ذا فويس"، حيث وصفها أحد المحكمين في البرنامج بأنها تمثل ما يسمى بالأصوات الجديدة الواعدة في هولندا.

كما شاهد المطربة السورية التي كانت في الـ17 عندما ظهرت على التلفزيون الهولندي، ما يقارب من 3 ملايين هولندي، عندما غنت واحدة من أغنيات المطربة اللبنانية فيروز.

واختار مهرجان الحرية الموسيقي -الذي نظم في 5 مايو/أيار الماضي، مع ذكرى الاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية وتحرير هولندا من الاحتلال النازي- المطربة السورية الشابة لكي تغني فيه، حيث انتقت حنين الأغنية الشهير "تخيل" لفريق البيتلز البريطاني، لكي تغنيها في المهرجان، لما لها من رسالة سلام كبيرة.

كما أطلقت الشابة السورية أغنية مفردة مؤخرا هي الأولى لها على منصات الموسيقى التدفقية، حملت عنوان "على ما يرام"، وقد شاركت في تأليفها بنفسها، بعد أن غنت قبل أسابيع مع المطرب الهولندي داني فان فيلتوفن أغنية أطلقت أيضا على مواقع الموسيقى على الإنترنت.

سوريون معلقون

وهذه ليست المرة الأولى التي يحظى بها سوريون لاجئون باهتمام الإعلام الهولندي، فقبل شهرين فقط انتهت أزمة عائلة سورية أخرى كانت مهددة بالترحيل إلى أرمينيا بسبب امتلاكها الجواز الأرميني، كما هي حال الكثير من السوريين ذوي الأصل الأرمني.

وبعد ضغط شعبي وإعلامي واسع، وعريضة إلكترونية وقع عليها عشرات الآلاف، مُنع ترحيل هذه العائلة، وتمت تسوية أمورها.

ورغم أن القانون الهولندي يعتبر متسامحا كثيرا مع اللاجئين السوريين، فإنه يشترط على اللاجئ ألا يكون قد مرَّ بدولة أمنة أو يحمل جواز سفرها، حتى يتسنى له الحصول على الإقامة الهولندية.

المصدر:الجزيرة+مواقع إلكترونية