كيف يفسر الشواربه قيام كوادره بتعبيد دخلة غير نافذة بعد تجريفهم لها قبل اشهر ؟ -صور

 
كتب محرر الشؤون المحلية - يتابع العمانيون  بقلق بالغ تداعيات الازمة المالية الكبيرة التي تمر بها أمانة عمان الكبرى و كيف انها تسببت في دفع الادارة العليا  للاستدانة والاستقراض لتغطية نفقاتها الجارية ..

 لا نستطيع ان نتجاوز قضية سوء الادارة ، وفشلها في مواجهة التحديات وتحديد الاولويات ،و نحن  نناقش موضوع الازمة المالية والمديونية المتزايدة لامانة عمان الكبرى ، صحيح ان لجائحة كورونا دور كبير في تفاقم المشكلة وتراجع الايرادات الى حدود دنيا غير مسبوقة ، و لكن هذا لا ينفي حقيقة  ان الادارة لم تقم بوضع برامجها وخططها واولوياتها بناء على هذا الوضع المالي الصعب .

لا نريد ان نتحدث عن ان الاولويات يحددها الامين بطلب من المرجعيات و مراكز القرار وليس وفق الدراسات والاحتياجات الملحة للمدينة وقاطنيها ، لا نريد ان نتحدث عن اوجه الصرف غير الرشيدة من احتفالات  وفعاليات هامشية و مؤتمرات وندوات لا فائدة ترجى منها ، لا نريد ان نتحدث عن "الاوراق المروّسة" الاوراق الرسمية والمذكرات الداخلية التي اتلفت جميعا   لانها لا تحمل شعار المئوية وجرى طباعة كميات جديدة تحمل هذا الشعار ، لا نريد ان اتحدث عن  المقاولين الذين   يعانون الامرين بسبب تأخر الدفعات المستحقة ، والكثير الكثير من الملاحظات والاشكالات العميقة التي سنفرد لها تغطيات خاصة ، اليوم نريد ان نتوقف عند تفصيلة صغيرة تشي بحجم الخراب الذي اخذ ينخر في هذه المؤسسة الوطنية التي كانت انموذجا يحتذى ، و واحدة من علامات النجاح الباهرة للادارة العامة الاردنية.

موضوعنا عن دخلة نافذة في منطقة ابو السوس متفرعة من شارع الصناعة  تصله بشارع الهدى ، وهي وصلة حيوية تخدم مئات السكان والاف المارة يوميا .. تم اغلاقها من قبل امانة عمان منطقة وادي السير ،  لتقلي الامانة شكوى من احد القاطنين في الموقع والذي يمر الشارع من امام منزله  ، بانيا اعتراضه على كون الدخلة في المخططات يجب ان تنتهي بدرج ، وتم فعلا اغلاق الطريق وحفر الاسفلت بالجرافات و وضعت السواتر الاسمنتية من الجانبين ، الاهالي  الذين تضرروا من اغلاق الدخلة اعترضوا على القرار ولكن دون جدوى ، الاهالي اكدوا ان هذه الدخلة حيوية للغاية ، حيث تم الاعتماد عليها كليا عندما وقع انهيار كبير في شارع الهدى جراء الامطار الغزيرة ، الا ان الامانة تجاهلت هذه الملاحظات وانحازت لموقف المشتكي . 

المتضررون اضطروا للتعايش مع القرار الذي اتخد بحجة ان المخططات لا تعتبر الدخلة نافذة ، ولو تناقض ذلك مع المنطق ومع واقع الحال .. كما تجنب الجميع نظرية المؤامرة ، و التفكير بوجود  متنفذ ما وراء هذا القرار ، مستبطنين حقيقة  كون هذا التخريب  متسق مع المخططات المقدسة لدى مسؤولي الامانة (..) ..


في تطور لاحق ، باشرت كوادر امانة عمان قبل اسابيع ، بتعبيد الدخلة من جديد ، وازالة السواتر الاسمنتية من طرف واحد،  لتمكين صاحب الشكوى اياه من وصول مركبته الى كراجات بيته . تخيلوا ان الامانة تقوم حاليا بتعبيد الدخلة التي تم جرفها ،لتمكين مواطن واحد من ايصال مركبته الى كراجه العلوي ، علما بانه يملك كراجات سفلية لم تتأثر بعملية التجريف التي حصلت !!!  !!! اين ذهبت فرضية الدرج  في مخططات الامانة المقدسة ، كيف تحولت الى طريق نافذ من جديد  ؟!!! 

مشكلتنا ليست مع الخدمة التي قدمت للمواطن اياه ، مشكلتنا مع عملية التجريف التي وقعت ، وحمّلت الامانة خسائر كبيرة ، ومن ثم عملية التزفيت التي جاءت لاصلاح ما تم جرفه .. كيف يمكن تفسير ما حدث ، وهل يمكن البناء على هذه القصة ، وسحب هذه الحالة  لنعرف نمطية الادارة و عقلية صانع القرار في هذه المؤسسة  الخدمية الهامة والحيوية!!!!

الاردن ٢٤ حاولت التواصل مع امين عمان ، الا انه لم يجب كالعادة ، وعلمنا فيما بعد بانه اوعز للكوادر المختصة بمتابعة الامر واجراء اللازم حسب الاصول ..


  الناطق الرسمي في امانة عمان ناصر الرحامنة  قال ان الدخلة جرى الاعتراض عليها من قبل ،  و حاليا سوف يتم دراسة اعادة فتحها من جديد ،  مؤكدا انه سيتم الكشف على الموقع اليوم او يوم غد الاحد .