ميريام فارس: تأثرت باستقبال الجمهور لـ"غدارة يا دنيا"

بعد ليدي غاغا وتايلور سويفت، تعرض "نتفليكس" وثائقياً عن الفنانة اللبنانية ميريام فارس. وبمجرد بث فيلم "غدارة يا دنيا ـ Myriam Fares The Journey" الذي لم تتجاوز مدته الساعة و12 دقيقة، وحتى بمجرد عرض إعلانه الترويجي، لم يهدأ الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين المهتمين بعالم الفن، إذ جاءت المناقشات لتقارن بين ما قدّمته أول فنانة عربية تظهر بوثائقي على المنصة العالمية الأبرز في البث عبر الإنترنت، وبين أعمال أخرى شبيهة تناولت نجوماً في أوروبا أو أميركا.

الأم والزوجة

الفيلم يركز بصورة كبيرة على ميريام فارس الأم وربة المنزل التي تحيك الملابس وتطهو وتحتفل بابنها وتناكف زوجها المختفي عن الأعين بدوره، ذلك الجانب الذي ظل غامضاً في حياة مطربة وممثلة لطالما حرصت على أن تبعد تفاصيل حياتها الخاصة عن المتابعين، ولا تعطيهم إلا خطوطاً عريضة. لكن هذه المرة أدخلتهم إلى عقر دارها، ربما حباً في التواصل والمشاركة وتحت وطأة الضغط الإنساني الذي وجدت نفسها فيه، خلال إغلاقات كورونا، بعدما كانت لا تتوقف عن الحضور في المهرجانات والحفلات.

واللافت أن الوثائقي الذي يتناول قصة عام صعب في حياة بطلته وحياة غالبية سكان الأرض بمختلف مستوياتهم، يبدو منفتحاً للغاية في ما يتعلق بالكشف عن يوميات نجمته، ولكن ميريام في الوقت ذاته لا تزال حريصة على إخفاء ملامح زوجها رجل الأعمال داني متري وابنها الأكبر جايدن. وفي حين توقّع المتابعون أن تكون هذه فرصة للكشف عن ملامحهما أخيراً، انتصرت فكرة الخصوصية مجدداً.

هلع الطفل الراكض رعباً بعدما هز انفجار بيروت منزله في 4 أغسطس (آب) 2020، ربما كان يصلح مدخلاً ملائماً للوثائقي، فبدت اللقطة المؤثرة لجايدن، البالغ من العمر خمس سنوات، من أقوى نقاط الفيلم، وكان يمكن التركيز عليها وإعطاؤها حقها عاطفياً بصورة أكبر، ولكن قد يعوضها أن يرى الجمهور وجهاً آخر لميريام التي تحدثت عما يجري في وطنها بشكل صريح ربما لمرة نادرة، وبكت منتقدة الفساد المستشري في المؤسسات، معلنة مجدداً دعمها للاحتجاجات وصدمتها من ارتفاع سعر الدولار وصعوبة العيش في البلد عموماً. وهي أمور لخّصتها بعبارة "ما بدّي فل"، فهي مثلها مثل غيرها وإن كانت فنانة ميسورة الحال، ييدو الوضع بالنسبة إليها صعباً على أكثر من مستوى ولكنها أيضاً لا تريد الهجرة.

أرحب بكل الآراء

تنوعت التعليقات حول الفيلم وبينها آراء تثمّن الخطوة ومستوى التنفيذ، وعودة ميريام إلى الظهور الإعلامي والفني.

تقول ميريام لـ"اندبندنت عربية" إنها تأثرت كثيراً بردود الأفعال الإيجابية، بخاصة أنها نجحت في أن تتحدث عن أزمة وطنها والمأساة التي يعيشها الناس من خلال منصة عالمية تبث فيلماً عنها لكل دول العالم وبلغات عدة من بينها الفرنسية والإنجليزية.

وتابعت ميريام، التي عُرف عنها تميزها بأداء الأغنيات باللهجات العربية كافة، "فتحت بيت عائلتي لأشارك بعضاً من تفاصيل حياتي مع الجمهور، والفيلم الوثائقي بمثابة تجربة مؤثرة لي وأنا مسرورة أنها وصلت للناس".

جدل وتوتر وأمل

اقرأ المزيد

غنِ "حبيبي سعودي" لتشترك في مسابقة ميريام فارس... فما الجائزة؟
"امرأة مرفهة تقضي فترة الحجر الصحي في قصرها الفاخر وتبدو غير مقنعة". واحد من التعليقات التي انتقدت رحلة ميريام فارس عبر "نتفليكس"، لكن المفاجأة أن الفنانة، صاحبة إحدى أبرز الأغنيات الناجحة في موسم رمضان الماضي التي رافقت إعلاناً تجارياً، لا تبدو منزعجة كثيراً من الانتقادات ولم تطلق الاتهامات على أصحابها، بل تتعامل معها ببساطة وتعلّق عليها بالقول "أتقبل كل الآراء وفكرة العمل في المجال الفني عموماً تجعلني أتوقع الإيجابيات والسلبيات، وأنا أحب دوماً أن أوفّر مجهودي للناس التي ترى الإيجابيات. وفي النهاية، لا يوجد شيء كامل بلا هنات أو غلطات".

يبدو الوثائقي الذي ظهر على طريقة تلفزيون الواقع بمثابة لفتة شخصية جداً ولحظة تصافي بين ميريام فارس ومتابعيها، إذ إنها تُتهم دوماً بأنها بعيدة من جمهورها وتخفي أسرار حياتها بشكل مبالغ فيه وتحيط نفسها بأسوار، ومقلّة خصوصاً في الأعوام الأخيرة في إنتاجها الفني، فشرحت باستفاضة التعقيدات الصحية التي تعرّضت لها ومن بينها إجهاضها ومرورها بأزمة مرضية دقيقة قبل حوالى أربعة أعوام، وهي فترة واجهت فيها الكثير من الإشاعات والقيل والقال. والمطربة والممثلة المعروفة بحركاتها الاستعراضية المتقنة ليست لديها هواية الظهور في برامج "كشف المستور"، والتباكي على الأزمات الشخصية التي باتت رائجة على غالبية المحطات.

"الخوف من المرض والعزلة عن الابن الصغير الذي يقيم أمام غرفة الأم المتشككة في إصابتها بالعدوى، والقلق على حمل يأتي بعد إجهاض عصيب، وأزمات ومعاناة واحتجاجات في الشارع مع تصاعد التوتر السياسي في عام مشتعل بما يكفي بسبب انتشار فيروس كورونا"، مشاهد استعرضها الفيلم باستفاضة، واختُتم في النهاية بولادة الصغير دايف وبرقصة حيوية وأغنية تحمل اسم العمل ذاته، للإعلان عن عودة ميريام فارس إلى المنافسة في عالم الألبومات بعد غياب.
independentarabia