عندما يهزم الهدوء والسكينة ضجيج المدججين بالسلاح والجريمة




اخي نبيل الكرد:

حمدا لله على سلامة منى وشقيقها محمد.. نحن محظوظون للغاية لان صمودك وعزيمتك و ثباتك على الحق، انتقل الى خريطة ابنائك الجينية، وتمكّنا من هزيمة جبروت المحتل و اسقاط الاقنعة المزيفة التي صنعها اعلامهم والاعلام الدولي المنحاز لهم.

يظنون اخي نبيل انهم عرقٌ متفوق ..شعبُ الله المختار ، يتعاملون مع معاناتنا ، معتقداتنا و ثقافتنا بمنتهى الازدراء ، لا يوجد ما يمنعهم قانونيا او اخلاقيا من الانقضاض على بيوتنا، مصادرة احلامنا ، سجننا او قتلنا ، الاعتداء على اطفالنا وشيوخنا ، و تدنيس مقدساتنا ..

هل تظنهم، ايها المقدسي الطيب، قد عرفوا اليوم وانت تحتضن محمد ومنى معنى التفوق الحقيقي؟ هل عرفوا معنى ان تتمكن من تحييد مشاعرك تجاه ابنائك، واخفاء لهفتك على ظناك وخوفك عليهما، ان تتمكن من حبس عبراتك واسكات دقات قلبك التي يملأ ضجيجها المكان، ان ترسم شكلا شديد الابهام لملامح وجهك ، لتتشكل على هيئة تمثال حجري مسطحٍ، احادي الابعاد، تجلس امام المركز الامني بمنتهى الهدوء والسكينة والاطمئنان، تنتظر الفرج، وذلك كله كي لا ينجح عدوك من قراءة ما يدور في داخلك من شوق و غضب، عشق و ثورة و براكين تتطاير منها الحمم؟! هل عرفوا كيف ينتصر الحق على باطل ما يدعون من اوهام وخرافات و تفوق، رغم قلة حيلة المنادين بالحق و المدافعين عنه وضعفهم وهوانهم على الناس ؟!!

شكرا لك ايها النبيل و شكرا لام محمد حرمكم المصون التي انجبت هذان البطلان الرمزان النجمان المضيآن في سماء القدس وفلسطين ، تحية لكما بحجم ما تبذلونه من تضحيات جسام من اجل كرامتنا وارضنا ومقدساتنا ، شكرا استاذ نبيل لهذه الحصة الغنية ، التي علمتنا فيها معاني البطولة الحقة والوطنية الصادقة و التفوق الاخلاقي بكل عنفوانه ، الدرس الاول الذي وضعت فيه ميكانزمات تعبيد طريق الحرية والكرامة والاستقلال ..