مركز مكافحة الاوبئة.. رقم في تعداد مؤسسات لا لزوم لها



تستحق التساؤلات التي طرحها مختصون بالشأن الصحي وتابعتها جو ٢٤ مع جهات رسمية رفيعة، حول مصير المركز الوطني لمكافحة الاوبئة ، الاهتمام ، ومزيد من تسليط الضوء .

لماذا لم يتم تعيين  رئيس للمركز خلفا للدكتور فراس هواري الذي تسلم حقيبة وزارة الصحة ، بعد استقالة او اقالة سلفه الدكتور نذير عبيدات على خلفية كارثة مستشفى السلط الجديد ،في ظل وضع وبائي عصيب ؟ سؤال على درجة كبيرة من الأهمية ، وتحمل الاجابة عليه ، مؤشرا ودالة واضحة ،لا لبس فيها على مصير المركز ومآلاته .

وفي الاجابة على السؤال، اكتفى المصدر الرسمي الرفيع بالقول الى جو ٢٤ : "ان تعيين رئيس جديد للمركز يتم من قبل رئيس الوزراء بشر الخصاونة " ، ، فضلا عن التأكيد بأن " مجلس الوزراء لم يبحث الموضوع " ، وكفى المؤمنين شر القتال !! 

وعند انشاء المركز ، وتعيين رئيس له ،كتبت هنا في جو ٢٤ مقالة تحت عنوان "المركز الوطني لمكافحة الأوبئة، مهام لا ينازعه فيها أحد " عبرت فيها عن " الامل أن لا يكون المركز رقما آخر في تعداد المؤسسات المفصلة على قياس محدد لشخص ما معروف مسبقا وجاهز لتبوء المنصب "، مع التأكيد على مدى أهمية مثل هذا المركز اذا ما لقي الدعم المناسب ،واحسنت إدارته بكفاءة من قبل ذوي المعرفة والاختصاص. 

ويهدف المركز حسب نظامه إلى تعزيز ممارسات الصحة العامة في مجال الوقاية من الأوبئة والأمراض السارية، والاستعداد لمواجهتها بما في ذلك التهديد الارهابي البيولوجي وتعزيز السلوكيات الصحية والبيئية السليمة وإمكانات المملكة في الرصد الصحي، وتطوير أنظمة المعلومات الصحية، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار الأوبئة والأمراض السارية والحد من آثارها.

وللحقيقة ،فإن الامل خاب ، ومرت اشهر منذ انشاء المركز الذي اصبح رقما آخر في تعداد المؤسسات المفصلة على مقاس محدد ولم يقدم اي انجاز يذكر، ولم يخرج رئيسه الدكتور الهواري في تصريحاته عن سياق كل من أدلى بدلوه في المسألة الوبائية ، ولم يقدم قولا او فعلا يشير الى نقلة نوعية او اضافة وتحول في شكل ومضمون التعاطي مع الوباء ، في ظل وجود مركز يفترض ان لديه الكلمة الاولى والاخيرة في هذا المجال بحكم التخصص والاحاطة والشمولية ،والا ما فائدته اذا لم يكن كذلك ؟؟ .

وأعتقد جازما ان المركز لم يحقق اي من أهدافه المعلنة والمهام المناطة به ، وكان طيلة المدة والى يومنا مجرد اسم ولوحة معلقة ، تدل على وجوده، كما غيره من المؤسسات التي هي مجرد تعداد رقمي ،وجودها وعدمها واحد ، وكتبنا في هذا السياق عن المجلس الصحي العالي المتوفى سريريا ، ولم يجروء احد على اصدار شهادة وفاته ، وكذلك الحال بالنسبة للمركز الوطني لمكافحة الاوبئة !!.

وعودة الى السؤال لماذا لم يعيين بعد رئيس للمركز ؟ والجواب واضح وضوح الشمس ، فصل المركز تفصيلا على مقاس محدد ، في لحظة معينة ، وحل صاحب هذا المقاس في منصب آخر بعد شغوره في لحظة طارئة مفاجئة لم تكن بحسبان صانع القرار ، وبالتالي انتهت وظيفة المركز كعدد للتحاصص، وهو عديم الفائدة برئيس كما بدونه ، وسيبقى المركز " ستاند باي " فربما يحتاجه صانع القرار في اي وقت لإرضاء جهة او شخص ما ينتمي لجهة عشائرية او اقليمية او طائفية في اطار نهج المحاصصة السائد !!.

اليوم تترسخ لدينا القناعة الاكيدة، بأن توالد المؤسسات وتكاثرها ارنبيا ، يهدف الى ايجاد ما يكفي منها للارضاء في سياق نهج المحاصصة السائد في تعيينات المناصب العليا في الدولة ،ويعزز هذه القناعة فشل الحكومات المتعاقبة في إنجاز مشروع الدمج والالغاء للمؤسسات المستقلة التي تستنزف مبالغ مالية كبيرة من الموازنة العامة ،دون جدوى تذكر .