الاحتلال يرفع جهوزية قواته عشية "مسيرة الأعلام".. وخارجية امريكا تمنع موظفيها من دخول البلدة القديمة
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية منع موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم من دخول البلدة القديمة في القدس يوم الثلاثاء، معللة ذلك بالدعوات إلى مسيرة الأعلام في القدس والمظاهرات المضادة المحتملة.
ورفع جيش الاحتلال الإسرائيلي من مستوى جهوزية قواته استعدادا لتنظيم "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في مدينة القدس المحتلة، يوم غد، الثلاثاء، فيما دعت الفصائل الفلسطينية للتصدي للمسيرة التي ستشهد مشاركة آلاف المستوطنين، محذرة من أن المسيرة "ستفجر معركة جديدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى".
وعقد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بار-ليف، مساء الإثنين، جلسة للاطلاع على استعدادات أجهزة الأمن الإسرائيلية والتقديرات عشية تنظيم "مسيرة الأعلام"، بحضور كل من المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، وقائد شرطة الاحتلال في القدس، دورون تُرجُمان، بمشاركة ممثلين عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك).
وفي ختام جلسة تقييم الأوضاع التي شهدت استعراضا لـ"خطط الشرطة العملياتية" لتنظيم مسيرة المستوطنين التي تشمل رقصة بالأعلام الإسرائيلية في ساحة باب العامود، على أن تمر عبر شوارع البلدة القديمة، وصولا إلى باحة حائط البراق، صادق بار-ليف على المسيرة، وقال: "الانطباع الذي تشكل لدي هو أن الشرطة مستعدة جيدًا وأنه قد بذل قدر كبير من الجهد للحفاظ على النسيج الحساس للحياة والسلامة العامة".
وكان بار-ليف قد صرّح في وقت سابق، اليوم، بأن "القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل؛ في نظام ديمقراطي يجوز التظاهر والقيام بمسيرات كهذه أو تلك، طالما كان ذلك وفق القانون"؛ مشددا على أن "مسيرة الأعلام" ستقام كما هو منظم لها، مشيرا إلى أنه سيبحث مع قادة الأجهزة الأمنية سيناريوهات التداعيات المتوقعة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي نشر بطاريات إضافية لمنظومة "القبة الحديدية" للدفاعات الجوية، تحسبا لتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة المحاصر. كما أشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" إلى رفع جهوزية الجيش الإسرائيلي ورفع مستوى التأهب في صفوف قواته. وذكر المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكانية "تجدد القتال في غزة".
ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الجيش الإسرائيلي سيحشد قوات إضافية في مناطق التماس في محيط مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة، خشية من "عمليات شعبية" كردة فعل غاضبة على تنظيم "مسيرة الأعلام"، كما سيتم رفع "مستوى يقظة" منظومة الدفاع الجوي.
كما قررت شرطة الاحتلال تعزيز قواتها في مدينة القدس عشية "مسيرة الأعلام"، وقالت صحيفة "معاريف"، في وقت سابق اليوم، "تستعد الشرطة بقوات متزايدة لمسيرة الأعلام التي سيقام الثلاثاء في القدس، وخوفًا من الاشتباكات العنيفة بين المشاركين بالمسيرة والمتظاهرين المسلمين المتوقع وصولهم إلى المنطقة". وأضافت: "سيتمركز رجال شرطة سريون وعلنيون على طول الطريق في منطقة باب العامود"، في إشارة إلى نشر عناصر من قوات "المستعربين" في محيط البلدة القديمة.
وذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") أن الشرطة الإسرائيلية تستعد لمواجهة مظاهرات محتملة تنطلق في وادي عارة والجليل الأسفل والمدن المتخلطة وعلى رأسها يافا واللد، احتجاجا على "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في القدس المحتلة. وقالت القناة إن الشرطة عززت من قوتها في البلدات والمدن العربية في مناطق الـ48.
وبحسب القناة العامة الإسرائيلية فإن إسرائيل توجهت للسلطات المصرية، الأسبوع الماضي، وأكدت أن "‘مسيرة الأعلام‘ ستنظم في القدس غدا". وطالبت مصر بـ"تهدئة" حركة حماس. ونقلت القناة عن مصادر قالت إنها مصرية، قولها: "نأمل أن تقام ‘مسيرة الأعلام‘ بموجب مخطط يمنع تفجير الأوضاع".
وبحسب القناة، بعثت إسرائيل رسالة إلى مصر مفادها أنه "من حق إسرائيل إقامة المسيرة في جميع أنحاء البلدة القديمة دون معارضة، خصوصا أنها لا تنظم في فترة حساسة مثل شهر رمضان"؛ وأشارت القناة إلى "توترات" بين إسرائيل ومصر ظهرت خلال الأيام الأخيرة، وقالت: "ليس من الواضح إذا ما نقلت مصر الرسائل إلى حماس".
(الجزيرة + معا)