إلى الرئيس بايدن.. دولة فلسطين بإنتظار تنفيذ رؤيتكم.. إنتصارا للحق
د فوزي علي السمهوري
فشل مجرم الحرب نتنياهو بتشكيل حكومة بالرغم من غروره وقدرته على إتقان فن المراوغة وإنتهاج سلسلة من الأكاذيب على حلفاءه عبر إطلاق وعود مختلفة من اهمها المبادرة الى التوقيع على إتفاق إئتلافي يتضمن تداول السلطة مع نية مبيتة للإنقلاب عليها والتهرب من تنفيذها كما حدث مع غانتس .
معان فشل نتنياهو ونجاح لابيد :
يحمل فشل نتنياهو بتشكيل حكومة الذي كان متوقعا منذ هزيمة ترامب في الإنتخابات الرئاسية معان ودلالات منها :
اولا : فشل ذريع لأقوى حليف للرئيس ترامب وفريقه الموصوم بالعنصرية والغرور والعنجهية في رسالة واضحة لباقي حلفاء ترامب وخاصة من قادة دول عربية راهنت على نتنياهو وقدرته على إختراق إدارة بايدن مما يمكنها المضي في تربعها على الحكم دون خوف من المساءلة على نظام حكمها الدكتاتوري وذلك بعد هزيمة ترامب مما يستدعي منها إعادة بوصلة توجهاتها بعيدا عن مشروع ترامب نتنياهو لتتمكن من التعامل مع مرحلة الرئيس بايدن التي تحمل مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان .
ثانيا : من الواضح انه لولا النفوذ والتأثير المغناطيسي المباشر او الضمني لفريق بايدن لما كان بالإمكان الإطاحة بنتياهو والنجاح بتشكيل حكومة من إئتلاف واسع جمعه العداء لمشروع نتنياهو الدكتاتوري الإجرامي من جهة وللتقرب من إدارة الرئيس الديمقراطي بايدن وبرنامجه السياسي خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية من جهة اخرى .
بتقديري ان العوامل السابقة ستدعم إستمرار هذه الحكومة لفترة ليست قصيرة كما يأمل نتنياهو ومعسكره المتطرف إلا في حال ما يتم حدوث إنقلاب من داخل الليكود يطيح بنتياهو بشكل نهائي منهيا حياته السياسية فعندئذ فالسيناريوهات مفتوحة دون الإبتعاد عن المظلة الأمريكية البايدنية .
ما المطلوب :
بلا أدنى شك فإن سياسة بايدن شكلت حتى الآن إنقلابا نوعيا من البعد والإطار النظري على سياسة ترامب وفريقه ومشروعه التآمري لتصفية القضية الفلسطينية عبر تابيد الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا بموجب القرارات الدولية ذات الصلة في دعم للعدوان الإستعماري الإسرائيلي وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
لذا فإن الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ورمزها الرئيس محمود عباس يطالب الرئيس الأمريكي بايدن وإدارته بالعمل على ترجمة التوجهات السياسية الأمريكية المعلنة التي اعرب ويعرب عنها الرئيس وفريقه ممثلا بوزير الخارجية بلينكن وعدد من فريق إدارته بتجسيد حل الدولتين إلى برنامج عمل تنفيذي ملزم وفق جدول زمني محدد المدة يكفل إلزام سلطات الاحتلال الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي بإنهاء إستعمارها لأراض الدولة الفلسطينية عملا وإحتراما وتنفيذا :
▪ لميثاق الأمم المتحدة وأهدافها ولمبادئها التي تحظر إحتلال أراض شعب ودولة اخرى بالقوة العسكرية .
▪الإلتزام ياحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وبالعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي تكفل للشعوب وللشعب الفلسطيني حقه بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس كما تكفل للشعب حق سيادته على ثرواته الطبيعية وغير الطبيعية .
▪ تنفيذ كافة القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن منذ عام 1947 والتي بقيت حبرا على ورق نتيجة للدعم المطلق والإنحياز الاعمى لدول كبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية " لإسرائيل "ذلك الكيان غير الطبيعي والطارئ على خارطة العالم بموجب قرار إجرامي لدول إستعمارية وذلك بدأ بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 273 وصولا إلى قرار مجلس الأمن رقم 2334 الصادر في كانون اول لعام 2016 ولكافة القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بدوراتها خاصة الأخيرة منها .
▪الإلتزام بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بتصفية الإستعمار الذي لم يبقى قائما إلا في فلسطين .
وهذا يتطلب من الإدارة الأمريكية العمل على تسييد الشرعة الدولية دون إزدواجية ومغادرة مربع إدارة أزمة إلى مربع حل الصراع دون تسويف وذلك بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
امريكا وأمن إسرائيل :
تواصل إدارة الرئيس الأمريكي بايدن التأكيد على استمرارها التعهد وإلتزامها بضمان وكفالة أمن " إسرائيل " التي مكنتها اصلا من إمتلاك قوة عسكرية مزودة بأسلحة تقليدية وغير تقليدية متفوقة على القوة العسكرية لجميع الدول العربية مجتمعة مما يعني ببساطة سحب عامل الأمن التي تتذرع به سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعمارية لعدم إنهاء إستعمارها للشعب الفلسطيني ودولته المعترف بها دوليا وفق القرارات الدولية وخاصة قرار رقم 181 .
بناءا على ما تقدم فإن مصداقية السياسة الأمريكية للرئيس بايدن على المحك فإما أن يجسد شعاره واقعا بترسيخ قوة المثال لا مثال القوة وهذا يمنحه ثقة ومصداقية تمتد اثاره على ساحات عالمية وهذا يتأتى عبر :
¤ رفع الفيتو عن الإعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران كاضعف الإيمان
¤ تامين حماية دولية للشعب الفلسطيني من الإنتهاكات والجرائم الإسرائيلية التي ترتكبها على إمتداد الأرض الفلسطينية المحتلة تنفيذا لقرارات دولية ولأحكام إتفاقية جنيف الرابعة .
¤ الإضطلاع بواجباتها كدولة دائمة العضوية بمجلس الأمن إلى جانب باقي الدول للإنتقال بالقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية إلى مربع التنفيذ وما يتطلبه من المبادرة لإتخاذ إجراءات عملية ضاغطة تكفل إلزام دولة إسرائيل الاستعمارية بإنهاء إحتلالها وإستعمارها لأرض الدولة الفلسطينية تحت طائلة المساءلة والعقاب .
المقاومة الشعبية السلمية عامل قوة :
تمثل المقاومة الشعبية السلمية أحد أهم عوامل إبقاء القضية الفلسطينية على قمة أولويات الدول المهيمنة على مفاصل القرار الدولي التي لا تعطي بالا أو إهتماما بالساحات الباردة والهادئة مما يتطلب من الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته وقواه داخل الأرض المحتلة وخارجها بالعمل على تصعيد إنتفاضة القدس بشموليتها على كافة مناطق التماس مع قوات الإحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين وفق خطة تكفل ديمومتها إستجابة لبرنامج القيادة الفلسطينية بقيادة رئيس دولة فلسطين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني السيد محمود عباس .
أما الحكومة الإسرائيلية اي حكومة برئاسة بينيت لابيد أو غيره بحكم الإعتماد التاريخي على الدعم السياسي والإقتصادي والعسكري الأمريكي الذي شكلت ولا تزال تشكل مظلة حماية لكيانه ان تقوى على مقاومة أو معارضة السياسة الأمريكية في حال توفر الإرادة الجادة لدى الرئيس بايدن وإدارته بتجسيد دولة فلسطين الحرة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. ...
الدول العربية والإسلامية والصديقة مدعوة للإنتقال بدعمها لحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وتقرير المصير من مربع إصدار البيانات إلى مربع الفعل الإستراتيجي الداعم لنضال الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني النضالي لدى المؤسسات الدولية ومن خلال إتصالاتها الإقليمية والثنائية مع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وباقي الدول النافذة على الساحة العالمية حتى تحقيق إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله تعالى. ..
السياسة الأمريكية على أبواب مرحلة إنتقالية. .. فإما نحو تعزيز مصداقيتها. ..وإما نحو ترسيخ كسب كراهية الشعوب. ...
فلسطين كانت وستبقى العنوان. ..؟!