لا تستهينوا بالأردن ، ولا بالأردنيين



السنوات العشر الأخيرة التي مرت على الأردن كانت قاسية ، اجتمع فيها عليه: 1- تراجع أوضاعه الإقتصادية 2- وحكوماته الضعيفة 3- وترامب وصهره كوشنر 4- ونتنياهو . أظهر ترامب وصهره كوشنر العنجهية الأمريكية بأسوأ صورها ، عندما تحديا الأردن وقيادته ودورهما في معظم الملفات ، خاصة القضية العربية الفلسطينية ، وتجلى ذلك ، بإعلانهما صفقة القرن وفرضها على الطرفين الأردني والفلسطيني .

كذلك ، تزامن هذا ، بوجود نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية ، بتحالفه العميق مع ترامب وصهره ، منكرين على الأردن مصالحه الخاصة وأمنه واستقراره ، ومنكرين أحكام التاريخ والجغرافيا ، بنظرتهم للأردن كجار الجغرافيا الذي يمثل الحلقة الأضعف في الفضاء العربي والإقليمي .

واتفق الطرفان ترامب وصهره ونتنياهو على موت حلّ الدولتين الذي يتبناه الأردن ويطالب المجتمع الدولي بالعمل عليه ، كمخرج ومدخل ، يمكن أن يحقق استقرار الإقليم ومصالح الأطراف الفلسطينية والأردنية والإسرائيلية . وكانت النصائح تتوالى على الأردن بعدم مواجهة الثلاثي البغيض ، والتحلي بالصبر، بينما كانت بعض دول الإقليم بسوء تقدير منها ، قد سارت مع الركب الثلاثي ، وتقافزت عن البوابة الأردنية ، ومرّت عنها دون تحية .

ذهب ترامب وكوشنر ونتنياهو وصبرالأردن وصمد وبقي ، وجاءت معركة القدس لتكشف صدق مقولة بيت العنكبوت ، بتغييراتها الشاملة فلسطينيا وعربيا وإقليميا ودوليا ، وخصوصا على الجانبين الفلسطيني والعالمي تحديدا ، ما عزز صدق المقولة ، ليعود حلّ الدولتين للواجهة كما يتبناه الأردن ويطالب به ، والذي أصبح ينافسه حلّ الدولة الواحدة ، وبغض النظر عن المآلات النهائية وديناميكياتها.

صعوبة السنوات الماضية لا يعني حلاوة السنوات القادمة ، لكن ما يخفف من قسوة القادم أن يعزز الأردن صموده ، بتمتين جبهته الداخلية ومعالجة تحدياتها ، خاصة تحسين مستوى إدارته لشؤونه الداخلية والخارجية ، وبإعادة توازن علاقاته الفلسطينية والإقليمية ، وباستثماره الأفضل لجغرافيته السياسية ما يساعده في المحافظة على مقعده الدائم في الإقليم ، في الوقت الذي يشهد فيه تحالفات قديمة حديثة بنقاط تماس حساسة ، وتفاعلات يمكن أن تغير اتجاهاتها دون سابق إنذار.