فيروسات تختبئ بأجنحة الطيور.. احذروا الوباء القادم

حذر عدد من الخبراء من أوبئة فتاكة مقبلة، إذا لم يفهم العالم العلاقة بين البشر والحيوانات والبيئة من أجل التخطيط لمكافحة الأوبئة في المستقبل، خصوصاً أن انتشار وباء كورونا سلط الضوء على أهمية الدراسات التي يجريها العلماء في مخلتف أنحاء العالم حول انتقال الفيروسات.

فقد كشفت البروفيسورة كاساندرا بيري، الباحثة في علم المناعة الفيروسي من جامعة مردوخ في أستراليا، أن هناك فيروسات تنتظر مختبئة في أجنحة العديد من الطيور، ومنها الخفافيش التي يعتقد أن كورونا انتقل منها إلى البشر.

 
وأضافت أنه من المحتمل أن يكون الوباء القادم فيروساً ينتقل عن طريق الهواء وسريع الانتقال، وهو موجود بالفعل، مشيرة إلى أنه قابل للتغير بدرجة كبيرة وله خزان حيواني.

كما أوضحت أنه سيكون خطيراً جدا، إذا لم يكن لديه علامات مرئية، وإذا انتشر خلسة، وفق ما نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية. وأشارت إلى أن هناك عدد منالطفرات وإن قليلة مستعدة للانتقال من الطيور إلى البشر، لافتة إلى ضرورة استعداد الباحثين لمواجهة ذلك.

صعوبة التبؤ بوباء
في المقابل، قال عالم الفيروسات في معهد كيربي، ستيوارت تورفيل، إنه من الصعب التنبؤ بموعد حصول وباء آخر، لكن علماء الفيروسات وخبراء الأمراض المعدية يتفقون على أن المزيد من الأوبئة أتية وهذا أمر لا مفر منه.

كما أضاف أن حوالي ثلاثة أرباع الأمراض الفيروسية الجديدة الناشئة كانت على مدى العقدين الماضيين حيوانية المصدر، وتنتقل من مصدر حيواني، مشيراً إلى أن معظمها من الخفافيش أو القوارض أو الطيور.
 
الخبراء حذروا من كوفيد 19 لسنوات
في موازاة ذلك، كشفت ورقة بحثية نشرتها Elsevier وهي دار نشر مخصصة لنشر الكتب والدوريات الطبية والعلمية بعنوان "التحضير للفيروسات الحيوانية المنشأ"، أن الخبراء حذروا من جائحة كوفيد 19 لسنوات، وغالبا ما يصفونها في الأدبيات تحت اسم "المرض إكس".

كما أوضحت الورقة البحثية أن سيناريو المرض X الذي حذر منه العديد من العلماء تحقق، ومع ذلك، فإن الاستثمارات السابقة في المراقبة والتشخيص والتقنيات المخبرية الجديدة ومشاركة البيانات المفتوحة ومنصات اللقاح نجحت بالسيطرة على كورونا بسرعة غير مسبوقة.

 
 من جانبه، أوضح البروفيسور دومينيك دواير، عالم الفيروسات و أحد أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية الذي يحقق في الجائحة، أن التطورات العلمية والتكنولوجية، جنبًا إلى جنب مع زيادة سرعة مشاركة البيانات من قبل الحكومات، ستجعل إدارة أي جائحة في المستقبل أفضل.

وأضاف "أعتقد أننا في المرة القادمة سنكون في وضع أفضل، ونطور الاختبارات وعلم الجينوم بشكل أسرع، وبالتالي نتحكم في الجائحة بشكل أفضل وبسرعة أكبر".