هل تسافر هذا الصيف؟ إليك ما يجب أن تعرفه عن كورونا المتحورة "دلتا"

مع ارتفاع نسق التطعيم وانخفاض معدلات الوفيات المرتبطة بفيروس كوفيدـ19 في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، يخطط الكثير من الناس للسفر هذا الصيف وما بعده. لكن الخبراء يقولون إن السلالة المتحورة الجديدة "دلتا" سريعة الانتشار تمثل مصدر قلق جديد للمسافرين، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يتلقوا التطعيم.

وقالت الكاتبة كونسبسيون دي ليون، في تقريرها الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (nytimes) الأميركية، إن الاتحاد الأوروبي أعلن في 18 يونيو/حزيران الجاري أن الولايات المتحدة ستُضاف إلى "القائمة الآمنة" وهو قرار من شأنه أن يسمح حتى للزوار غير المطعمين من الولايات المتحدة بدخول الدول الأعضاء 27 للسفر غير الضروري، علما بأنه يمكن لهذه البلدان أن تفرض قيودها ومتطلباتها للدخول.

يأتي قرار الاتحاد الأوروبي نفس الأسبوع الذي صنفت فيه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها السلالة المتحورة لفيروس كورونا "دلتا" على أنها "متغير مثير للقلق" حيث يبدو أنها تنتشر بسرعة أكبر وقد تؤثر على الأشخاص بشكل أكثر حدة من الأشكال السابقة للفيروس. إذا كنت تتساءل كيف سيؤثر الفيروس المتحور على خطط السفر الخاصة بك، فإليك كل ما تحتاج لمعرفته قبل حجز رحلة طيران:

أين ينتشر متغير دلتا؟
حتى الآن، انتشر المتغير الذي تم تحديده لأول مرة في الهند بأكثر من 80 دولة اعتبارا من 16 يونيو/حزيران، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وفي مؤتمر صحفي عُقد في 10 يونيو/حزيران، قال الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا، إن المتغير "على وشك أن يترسخ" في أوروبا.

حسب جينيفر نوزو، عالمة الأوبئة في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة، فإن هذا سيكون على الأرجح هو الحال في البلدان الأخرى أيضا. وأوضحت أنه "إذا كنت في الخارج وفي هذا الصيف، فإن فرصك في مواجهة متغير دلتا، سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا أو أجزاء أخرى من العالم، ستكون عالية جدا".

وقال الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، إن متغير دلتا يشكل حاليا ما بين 6-10% من حالات الإصابة في الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن يكون السلالة السائدة في هذا البلد بحلول أغسطس/آب.


وأضاف أنه إذا كنت قد تلقيت لقاحا كاملا، خاصة اللقاح من جرعتين "فلا تقلق بشأن متغير دلتا. لا يزال الأشخاص الذين تم تطعيمهم يبلون بلاء حسنا ضد هذا المتغير، ولكنه نوع من الفيروس الذي يتطلب درجة عالية من المناعة لتفاديه، لذلك تحتاج حقا إلى الحصول على جرعتين من اللقاح".

مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية لها خريطة عالمية للسلالات المتحورة تُظهر البلدان التي رصدت فيها (شترستوك)
أين يمكنني أن أجد معدلات التطعيم أو العدوى بالأماكن التي أرغب في السفر إليها؟
مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية لها خريطة عالمية للسلالات المتحورة تُظهر البلدان التي رصدت فيها، رغم أنها لا تظهر معدلات الإصابة. كما أنها تشير إلى مستوى المخاطر حسب البلد.

وباستخدام المعلومات من المصادر الحكومية التي جمعها مشروع "عالمنا في البيانات" بجامعة أكسفورد، كانت صحيفة نيويورك تايمز تتعقب التطعيمات العالمية، وتظهر النسبة المئوية للأشخاص الذين تم تطعيمهم في البلدان الفردية. يمكنك أيضا البحث عبر الإنترنت على مواقع وزارة الصحة الوطنية للبلد الذي تخطط لزيارته للحصول على المزيد من البيانات المحددة.

إن انعدام المساواة في الحصول على اللقاح في جميع أنحاء العالم أدى إلى ترك البلدان الفقيرة دون حماية كافية، مع استمرار ارتفاع حالات العدوى في أجزاء من أميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وأفريقيا. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ذهبت 75% من جرعات اللقاح إلى 10 دول فقط.

وقال الدكتور جها إنه من المهم أن ننظر ليس فقط إلى معدلات التطعيم وإنما أيضًا إلى اللقاح المستخدم. وتعتمد البرازيل وتركيا ودول أخرى على أحد اللقاحين الرئيسيين أو كليهما المصنعين من قبل الشركات الصينية. وأوضح أنه "ليس لدينا بيانات تفيد بأن اللقاحات الصينية، على سبيل المثال، لها نفس مستوى النجاعة بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق بمتغير دلتا".

أنا مطعّم بالكامل، ماذا يعني أن أسافر إلى مكان به عدد تطعيمات منخفض؟
أظهرت دراسة حديثة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن لقاحات فايزرـبيونتك ومودرنا تقلل من خطر الإصابة بأي من أشكال الفيروس بنسبة 91% للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل. كما أن جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون فعالة بنسبة 66% في الوقاية من العدوى.


ووفقا للدكتورة نوزو فإنه من الممكن أن يلتقط الأشخاص الذين تم تطعيمهم العدوى، لكن حالات حدوث ذلك منخفضة للغاية، وحتى إذا أصيبوا بالعدوى، فمن غير المرجح أن يصابوا بالمرض. وأضافت أن أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض أكثر عرضة لنشر الفيروس، لذلك "إذا أدت اللقاحات وظيفة جيدة في إبقائك دون أعراض، فإن احتمال نشرك للعدوى يكون منخفضًا للغاية".

وإذا كنت ترغب في التقليل من احتمالات عدم الإصابة بالعدوى، توصي الدكتورة نوزو بالاستمرار في اتباع بروتوكولات السلامة مثل ارتداء قناع والتباعد الاجتماعي وتجنب الأماكن المغلقة المزدحمة وسيئة التهوية. وإذا تم تطعيمك، ولكن جهاز المناعة لديك ضعيف بسبب حالة طبية أو بسبب بعض الأدوية التي تتناولها، فيجب أن تنتبه فقد لا تكون محميا بشكل كامل، وذلك ما قالته الدكتورة نوزو.

لحماية نفسك كمسافر الحل هو تلقي التطعيم لأن هذا يجعل احتمال التعرض لفيروس دلتا أقل خطورةً بكثير (شترستوك)
ماذا لو لم أتلق تلقيحا؟
قالت الدكتورة نوزو "إذا كنت شخصا غير محصن، فأعتقد أن ذلك يجعل توقعات سفرك أكثر خطورة. أنا حقا لا أنصح الناس بالسفر في عصر الانتشار المتزايد لهذه السلالات الأكثر عدوى وربما الأكثر خطورة من الفيروس".

أما الدكتور جها فيقول إن "الجواب البسيط" لحماية نفسك كمسافر هو تلقي التطعيم لأن هذا يجعل احتمال التعرض لفيروس دلتا أقل خطورةً بكثير، مشيرًا إلى أنه "إذا لم يتم تلقيحك أو كنت مع أشخاص غير محصنين، فهذا يمثل بالفعل خطرا كبيرا".

وذكر أنه يمكن للمسافرين استخدام تدابير السلامة الأخرى لحماية أنفسهم، مثل ارتداء الأقنعة أو التباعد الاجتماعي، "ولكن إذا كنت ستقضي إجازة هذا الصيف، فهذه طريقة أقل متعة لقضاء العطلة".

وتقترح الدكتورة نوزو التفكير في التطعيم وإجراءات السلامة على أنها طبقات مختلفة من الحماية ضد الفيروس فـ "كل طبقة تضيف شيئا ما. التطعيم هو طبقة الحماية الأكثر سمكا ضد جميع أشكال الفيروس".

ماذا عن أطفالي؟
قال الدكتور جها: إذا كان أطفالك أكبر من 12 عاما، فقم بتطعيمهم. لكن بالنسبة للذين تقل أعمارهم عن ذلك، ولا يستطيعون الحصول على اللقاح بالولايات المتحدة، فإنه يقترح الاستمرار في اتباع قواعد ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي. فتلقيك للقاح يمكن أن يساعد في حماية أطفالك.


وأكد أن "أهم شيء يمكننا القيام به لحماية الأطفال دون سن 12 هو التأكد من أن كل من حولهم، وجميع البالغين، قد تم تطعيمهم. وهناك دليل جيد جدا على أنه عندما يتم تطعيم البالغين، تنخفض أعداد إصابات الأطفال".

بعض البلدان تقوم بإجراء تغييرات محددة على قرارات الدخول الخاصة بها وفق المتغيرات (الأوروبية)
كيف يؤثر المتغير على قيود السفر؟
عندما اجتاحت النسخة الأولية من فيروس كورونا العالم الربيع الماضي، اتخذت أغلب بلدان العالم خطوات وقائية، منها تقييد الحركة المحلية وإغلاق بعض الدول حدودها أمام السفر غير الضروري.

الآن، تفتح العديد من البلدان حدودها، لكن القلق لا يزال قائما بشأن الفيروس، لا سيما بشأن متغير دلتا. وتقوم بعض البلدان بإجراء تغييرات محددة على قرارات الدخول الخاصة بها بسبب المتغير، بينما دول أخرى تطالب عمليات إغلاق طارئة.

في 18 يونيو/حزيران، قال وزير الصحة الإيطالي إن الأمة ستطلب الحجر الصحي الإلزامي 5 أيام، واختبارا للقادمين من بريطانيا، حتى لو تم تطعيمهم، بسبب مخاوف بشأن متغير دلتا. كما وسعت الحظر المفروض على الوافدين من الهند وبنغلاديش وسريلانكا.

وفي اليوم نفسه، أمرت البرتغال بإغلاق منطقة العاصمة لشبونة خلال نهاية الأسبوع، كطريقة للحد من ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس. يُذكر أن ما يقرب من نصف الحالات المبلغ عنها من متغير دلتا.


تتطور القواعد المتعلقة بالاختبار ومتطلبات الدخول إلى بلد آخر، ويمكن أن تتغير بسرعة من يوم إلى آخر. تأكد من التحقق من متطلبات وجهتك قبل حجز رحلتك، ولكن أيضا تأكد من اتباع أحدث القواعد في الأيام التي تسبق سفرك.

المصدر : نيويورك تايمز