العقبة.. الجامعات والتنمية البشرية
جاء الانتقال للعهد الرابع لمملكتنا الحبيبة بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ، معزّزاً لنهضة الأردنيين في البناء والتطور والإنجاز على الصُعُد كافة، وتحديداً في قطاع التعليم . ففي المئوية الأولى؛ تم وضع الأسس لبناء الدولة، وكان الاهتمام مُنصبا على "الكم" ليس في قطاع التعليم فحسب؛ بل في قطاعات أخرى كالخدمات العامة والبناء وغيره من القطاعات.
أما في المئوية الثانية؛ فيجب أن يكون التركيز في التعليم العالي تحديداً مُنصباً على "النوع"، ليتسنى المنافسة فيه على مستوى الإقليم والعالم، وتحويل الجامعات الى مراكز تميز متخصصة، تحتضن المبدعين والمتميزين بإنتاجياتهم وابتكاراتهم البحثية والعلمية.
وحقيقة الحال؛ أن مدينة العقبة- الثغر والرئة والمتنفس والأمل الواعد بالخير العميم- قد حظيت بمكانة مرموقة على خارطة الأردن : الاقتصادية؛ والعلمية؛ والتجارية؛ والسياحية، في عهد الملك المعزّز عبدالله الثاني، من خلال المبادرات الملكية السامية لتطويرها ، لتغدو العقبة اليوم ملتقى عالمياً للأعمال وعامل جذب للاستثمارات المحلية والدولية .
وكان لمؤسسات التعليم العالي دور بارز في التنمية الاقتصادية، وتحقيق التنمية المستدامة، وتنمية المجتمع؛ فالترابط وثيق بين تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع والتنمية البشرية له . فالعنصر البشري المؤهل هو المورد الأهم من بين الموارد الأخرى التي تقرر مدى تفاضل الأمم فيما بينها في ميادين التقدم والرفاه، وهو المحرك الأساسي للتطوير والتخطيط والمنوط به تحقيق الرؤى والأهداف .
وهذا يؤكد حقيقة راسخة تقول:" إنه لا توجد تنمية فعلية دون أن يكون هناك تعليم عالٍ متميز" .
فالجامعات هي المكان الملائم للطرح الإيجابي والمنفتح للآراء والأفكار المتعلقة بقضايا التنمية، وهي موطن للفكر ومصدر لتنمية الموارد البشرية، وناشرة للقيم الرفيعة والأخلاق الحميدة والمعرفة الرصينة، ما يقتضي توجيه النظر وتكريس الجهد نحو دعم التعليم العالي في هذا الإقليم الهام ؛ تحقيقاً للرؤية الملكية السامية ، وإسهاماً في التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة وتطوير المجتمع في العقبة العزيزة على قلوبنا جميعاً.