شاهد.. شابة من السلط تطوع الحناء لرسم لوحات فنية لتخليد التراث الأردني

يعتبر شارع الخضر في مدينة السلط من أشهر المعالم الأثرية، ويضم بين جنباته أكثر من 20 موقعا تراثيا، ويسمى بشارع الوئام لاحتضانه المسيحيين والمسلمين جنبا إلى جنب. يبدأ الشارع من كنسية الروم الأرثوذكس التي تضم مقام نبي الله الخضر -عليه السلام- وينتهي بمسجد السلط القديم القائم منذ 200 عام تقريبا.

 
 
 يستهل الزائر لشارع الخضر الأثري المعروف بمدينة السلط -غرب العاصمة الأردنية عمان- جولته بمحل تراثي صغير، يضم بين جنباته إبداعات من لوحات فنية ترسم المدينة وتاريخها العريق وسكانها وأزياء ‏نسائها ومعالمها الأثرية القديمة.‏
اقرأ أيضا
 ويعتبر شارع الخضر في مدينة السلط من أشهر المعالم الأثرية، ويضم بين جنباته أكثر من 20 موقعا تراثيا، ويسمى بشارع الوئام لاحتضانه المسيحيين والمسلمين جنبا إلى جنب، ويبدأ من كنسية الروم الأرثوذكس التي تضم مقام نبي الله الخضر -عليه السلام- وينتهي بمسجد السلط القديم القائم منذ 200 عام تقريبا.

انطلاقة الرسم

تقول العبادي للجزيرة نت إنها بدأت بالرسم من صغرها، وساعدتها في ذلك أمها التي تعمل في صناعة القش والخزف وإنتاج الأدوات المنزلية.

منذ 4 أعوام بدأت العبادي تمتهن الرسم بالحناء، وانطلقت بالرسم في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية.

بلقيس العبادي خريجة إدارة أعمال (الجامعة الأردنية) تمكنت من الجمع بين دراستها وموهبة الرسم (الجزيرة)

ومع التمرس في الرسم، بدأت ترسم بالحناء على القماش، ووجدت في الرسومات إبداعا لم يسبقها إليه أحد، على حد قولها، فبدأت تخلد تراث المدينة ومبانيها الجميلة وأزياء نسائها المعروفة بـ"الخلقة"، وتجهيزات ملابس المواليد الجدد، وغيرها.

وتستخدم في رسمها أنواعا من الحناء وألوانا متعددة، فمنها الأحمر والأسود والبني؛ حيث تتداخل في رسم المباني الأثرية الحناء ذات اللونين الأحمر والبني، لأنهما الأقرب للون الحجر الأصفر الذي تمتاز به المباني الأثرية في مدينة السلط القديمة.

من إدارة الأعمال للفن

درست العبادي إدارة الأعمال في الجامعة الأردنية، وتمكنت من الجمع بين دراستها وموهبة الرسم، وأسست مشروعا رياديا يجمع بين الفن والتراث لتمكين الشابات، بدأ في عام 2016.

يهدف المشروع إلى توفير منتجات سياحية وتراثية، ترضي شغف الزائرين لمدينة السلط، وفي الوقت ذاته توفر مصدر دخل للشابات من خلال تعلم حرف يدوية ورسومات.

لوحة تجسد أحد الأثواب التراثية للمرأة السلطية (الجزيرة)

شكلت والدة بلقيس مصدر إلهام لها، فمنذ 21 عاما ووالدتها تعمل في المهن اليدوية والتراثية، وأنشأت مشغلا لتدريب الفتيات على الحرف اليدوية.

انضمت بلقيس لمشغل والدتها، منذ 4 سنوات، وبدأت تدريب الفتيات والشابات وحتى السيدات من كبار السن على الرسم بالحناء، وتقدم عددا من الدورات، منها ما هو مجاني لفتيات المجتمع المحلي في تعلم فن الرسم بالحناء على القماش، ومنها دورات متخصصة ومتقدمة بفنون الرسم على الخزف مقابل رسوم رمزية، وأخرى متنوعة في صناعة السلال والصابون والشمع والهدب.

بلقيس ترسم بالحناء في شارع الخضر، أحد أشهر معالم مدينة السلط الأثرية (الجزيرة)

كورونا والرسم

خلال جائحة كورونا وحظر التجوال وإغلاق المنشآت، أخذت بلقيس على نفسها عهدا بالاستمرار في العمل -من دون توقف- وتطويره وتحديثه، وإنجاز مزيد من اللوحات الفنية، وتقديم خدمات رسم الحناء عبر تطبيق إلكتروني أنشأته لهذه الغاية يحمل اسم "بلقيس حناء".

سهير اليوسف، إحدى الفتيات اللواتي استفدن من مشروع التدريب الذي تنظمه بلقيس ووالدتها، تقول للجزيرة نت "حصلت على دورة مجانية في تعلم الرسم بالحناء على الجسم، وفي بداية الأمر كنت أفكر أن الأمر بسيط وسهل، لكن خلال التدريب ظهر أن الرسم بالحناء دقيق جدا لأن أي خطأ لا يمكن إصلاحه".

بازار شعبي للحرف اليدوية يقام أسبوعيا كل جمعة على امتداد شارع الخضر (الجزيرة)

عمل ورزق

بعد الدورة بدأت سهير بالعمل في حفلات الزفاف والبازارات التراثية وصالونات تجميل السيدات، وأوضحت أنها تخطط للحصول على دورة متقدمة بالرسم على القماش بالحناء، وأكدت أنها تشجع الفتيات والنساء للمشاركة بأي دورة تدريبية، لأن ذلك من شأنه توسيع مدارك الفتيات، وفتح فرص عمل من البيت لتتمكن الفتيات عر ذلك من الإسهام في نفقات العائلة.

وعلى امتداد شارع الخضر يقام يوم الجمعة من كل أسبوع بازار شعبي، يعرض المشاركون فيه إبداعاتهم من المنتجات منزلية الصنع والحرف اليدوية، وتحرص بلقيس وسهير وكثيرات غيرهما على المشاركة بمنتجاتهن لعرضها أمام الزوار من السياح والمتسوقين.

المصدر:الجزيرة