خطبة الجمعة حول طاعة ولي الامر تثير استياء وتهكم الاردنيين عبر مواقع التواصل - فيديو
رصد - على غير المعتاد، شهدت منصّات التواصل الاجتماعي في الأردن اليوم الكثير من المنشورات المتعلقة بخطبة الجمعة، والتي كان موضوعها "الحثّ على طاعة وليّ الأمر"، حيث انتقد مدوّنون ومغرّدون تجاوز بعض الخطباء حدود المنطق في الحثّ على طاعة وليّ الأمر، إلى درجة قالوا إنها انقلبت عكسيا على صاحب هذه الفكرة.
وبثّ الكاتب الصحفي الساخر، الزميل أحمد حسن الزعبي، سلسلة تغريدات تستهجن موضوع الخطبة وانحدار بعض الأئمة في خطبهم، فقال: "الذي اختار عنوان خطبة الجمعة الموحدة اليوم سحّيج (نمبر ون) لا يشق له غبار وشحار"..
وفي منشور آخر، تساءل: "فيش حواليكو خطبة جمعة (بالأوردو) أو باللغة الأوزبكية نحضرها وتسقط عنا الفريضة".
ودعا الناشط والنقابي المعروف، المهندس ميسرة ملص، إلى محاسبة صاحب فكرة موضوع الخطبة، قائلا: "الفصيح الذي أمر بخطبة الجمعة الموحدة لهذا اليوم حول طاعة الحاكم (...)، يجب أن يحاسب؛ لقد كان نتيجة خطبة اليوم تقليب المصلين على الحكم والحاكم واستفزازهم، وما فعله الخطباء في ١٥ دقيقة في المملكة لا تقوى عليه خطابات المعارضة في عام".
ولفت النقابي نصر العكور إلى بعض شروط طاعة وليّ الأمر باعتبار النصّ عليها لم يكن مطلقا بل مقيّدا، فقال: "بعض الخطباء كان واضحا في أن الطاعة ليست مطلقة بل مقيدة بطاعة الله ورسوله (التزام الشرع..)، ولكن البعض الآخر دلّس، ولا أظن أحدا من الخطباء تجرأ وتحدث هل حكام اليوم هم خيار الشعب حتى يكونوا أولى الأمر".
وأضاف: "قال تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)، فذكر عزّ وجلّ طاعة الله وطاعة الرسول، ولم يقل وأطيعوا أولى الأمر، لأن طاعة الله ورسوله قائمة بذاتها مستقلة عن غيرها، أما طاعة وليّ الأمر مشروطة بطاعته لله.. ثم هل حكام اليوم هم خيار الناس، ام فرضوا أنفسهم.... فهم شرعا ليسوا ولاة أمر.. قال عليه السلام (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، وتتمة قول أبي بكر (وان عصيته فلا طاعة لي عليكم)".
وقال سعود المرعي: "مفهوم طاعة ولي الأمر حسمه أفضل حاكم بعد الأنبياء وأفضل صدّيق أبو بكر عندما تولى الخلافة وأعلن دستوره وطريقته في الحكم؛ قال أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فيكم فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم، وقال الصحابة للفاروق عمر الحاكم العادل لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا، هذا هو مفهوم طاعة ولي الأمرفي الاسلام".
وقال جمال اليسير: "طاعة ولي الأمر في حدود الشرع واجبة في كل زمان ومكان، ومن مقتضياتها عدم الطعن فيهم أو التحريض عليهم أو الإزدراء بهم، أما تمجيدهم وتزكيتهم بما لا يليق إلا بالأنبياء والرسل والصحابة من بعدهم، فهذا فيه خيانة لهم وليس إعانة، فكما أن الطعن والقدح في ولاة الأمر مذموم فإن التملق والنفاق والمداهنة والتقديس المطلق عواقبها وخيمة".
وتساءل معتصم الزغايبة: "طاعة ولي الامر من قبل رعية تفشى بينهم الجوع والظلم.. ما حكمها يا شيخ؟!".
وأكد الدكتور محمد العكور أن وليّ الأمر ليس طاعة مستقلة في ديننا، إنما طاعته من ضمن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومقيدة بها وشروطها، لأن الله تعالى لم يخصّ وليّ الأمر بفعلَ الأمر "أطيعوا" مثلما خصّ في باب طاعة الله ورسوله، فقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".
وقال النقابي، موسى هذلول المحارمة: "خطبة الجمعة لهذا اليوم كلام حق أُريد به باطل، #الحق_أحق_أن_يُتبع".
ورأى المحامي وليد الشرايرة أن مشكلة خطبة الجمعة ليست في وزارة الأوقاف، وإنما في الخطيب نفسه، فالأصل أن يكون هناك حكمة في الالتزام بقرار الأوقاف".
وقال الناشط مصعب الحراسيس: "من الدين أيضا قول كلمة الحق أمام سلطان جائر أو مسؤول متسلط أو ظالم مستبد، ومن الدين أيضا رفع الظلم عن المظلومين و نصرتهم وإعادة الحقوق لأصحابها، وليس من الدين النفاق".
وانتقد المغرّد علي المشاقبة تحويل منابر المساجد من منابر دعوة واصلاح إلى منابر تبثّ رسائل سياسية.
وتساءل همام العياصرة: "هل نسمع خطبة حول قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأيمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
وقال عدي الشهاب: "للأسف حتى كتابة خطبة الجمعة كانت ضعيفة ولا تقنع طالب صف ثاني ب.. الهبوط مدوّ وأعتقد من أمر بهكذا خطبه قد أضر بسمعة النظام.. الإنجازات والخدمات الصحية و التعليمية هي عربون ولاء لأي حاكم".
وتداول ناشطون مقطع الفيديو المرفق أدناه..